غارات تستهدف محيط النقطة التركية في ادلب

الهجمات تأتي رغم زيارة اردوغان الى موسكو ولقاء بوتين لمنع تعرض قواته في شمال سوريا للاستهداف من القوات السورية.
مقتل 3 اشخاص وجرح العشرات في غارات نفذتها المقاتلات السورية والروسية

دمشق - شنّت طائرات حربية لم تحدد هويتها الأربعاء غارات قرب نقطة مراقبة تركية في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي ذلك غداة تأكيد أنقرة أنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتها في المنطقة التي تنتشر فيها نقاط مراقبة تركية عدة بموجب اتفاقات مع روسيا. وقد تمكنت قوات النظام السوري إثر تقدم لها الأسبوع الماضي من تطويق إحداها في بلدة مورك في شمال محافظة حماة والى جنوب محافظة إدلب.

وأفاد المرصد الاربعاء أن الغارات وقعت قرب نقطة مراقبة تركية أخرى في قرية شير مغار في ريف حماة الشمالي الغربي المحاذي لإدلب، مشيراً إلى أنه لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت الطائرات سورية أو روسية نتيجة "اكتظاظ الأجواء بالطائرات وكثافة القصف الجوي".

وتقصف طائرات حربية سورية وروسية بشكل يومي مناطق عدة تمتد من ريف إدلب الجنوبي إلى بعض القرى في حماة الشمالي وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وتسيطر على هذه المناطق هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل أخرى معارضة للنظام.

وبدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي هجوماً تمكنت خلاله من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجة في محافظة إدلب وبلدات عدة في شمال محافظة حماة.

وتعتبر نقطة المراقبة التركية المطوقة في بلدة مورك الأكبر بين 12 نقطة مماثلة تنشرها أنقرة في إدلب ومحيطها.

وسارع أردوغان إلى موسكو مع تقدم قوات النظام السوري في ادلب ومحاصرة النقطة وفي وقت تزداد فيه العلاقات الأميركية التركية تأزما على ضوء خلافات متفاقمة حول عدّة قضايا من بينها ملف وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تصنفها أنقرة جماعة إرهابية وتدعمها واشنطن كونها شكلت رأس الحربة في الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية.

وتأتي زيارة اردوغان لروسيا أيضا ضمن البحث عن مخرج لمأزق القوات التركية في المستنقع السوري، حيث يسعى الرئيس التركي لانتزاع ضمانات روسية تحول دون استهداف تلك القوات التي تنتشر في شمال سوريا.

وقال أردوغان الثلاثاء إثر لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين "الوضع تعقد في شكل كبير الى درجة بات جنودنا حاليا في خطر. لا نريد أن يستمر ذلك. سنتخذ كل الخطوات الضرورية" لحمايتهم.

لقاء الرئيس التركي طيب اردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين
اردوغان غادر روسيا دون الحصول على وعود من بوتين بعدم التعرض للقوات التركية في سوريا

لكن يبدو ان الرئيس التركي غادر روسيا خالي الوفاض حيث ان الهجمات بدات تقترب من نقاط المراقبة التركية.

وتتهم دمشق أنقرة بالتلكؤ في تطبيق اتفاق سوتشي، إذ لم تنسحب الفصائل الجهادية من المنطقة المنزوعة السلاح، فيما سبق وان واجهت الحكومة التركية التي يقودها الإسلاميون بدعم وتمويل فصائل متشددة في الأراضي السورية.

وبعد ثلاثة أشهر من القصف الكثيف على عدة مناطق في إدلب ومحيطها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وتوجد فيها فصائل أخرى أقل نفوذا، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي هجوما تمكنت بموجبه من السيطرة على مدينة خان شيخون الإستراتيجية وعدة بلدات في ريف حماة الشمالي المجاور.

وتضيّق هذه المكاسب الميدانية هامش التحرك التركي في المنطقة وتجعل القوات التركية في مرمى نيران القوات السورية وحلفاؤها من الميليشيات الشيعية.

كما تقوّض تلك المكاسب خطط الرئيس التركي للتمدد في سوريا وتعجل أيضا باتفاق بين أكراد سوريا ونظام الرئيس بشار الأسد وهو السيناريو الأسوأ الذي تتوجس منه أنقرة.

وتخشى تركيا العالقة بين خيارات صعبة أن يسمم التصعيد في ادلب علاقاتها مع إيران وروسيا في الوقت الذي خسرت فيه الحليف الأميركي وأيضا فقدت فيه ثقة الشركاء الغربيين.

القوات التركية في الشمال السوري
أنقرة اكدت أنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتها في المنطقة

وقالت المعارضة السورية الأربعاء ان ثلاثة اشخاص قتلوا وجرح اكثر من عشرين اخرين في غارات جوية نفذتها المقاتلات الحربية السورية والروسية على مدن وبلدات ريفي حماة وادلب.

ودفع التصعيد المستمر منذ نحو أربعة أشهر أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، بينما قتل أكثر من 930 مدنياً، وفق المرصد.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.