الحشد يتهم إسرائيل بقصف حزب الله العراقي قرب سوريا

قوات الحشد الشعبي تعلن مقتل اثنين من عناصرها في غارات بطائرتين مسيرتين على موقع لكتائب حزب الله العراقي الموالي لإيران، متهمة إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم.

الغارات الجديدة تأتي بعد سلسلة هجمات بطائرات مسيرة على مقرات للحشد
الحشد يكتفي بالحديث عن غارات بطائرتين مسيرتين مجهولتين
الحشد اتهم في السابق واشنطن وإسرائيل بقصف مقراته
الطائرات المسيرة كابوس يؤرق الحشد الشعبي

بغداد - اتهم الحشد الشعبي العراقي إسرائيل للمرة الأولى رسميا الأحد، بالوقوف وراء الهجوم الأخير بطائرتين مسيرتين على أحد ألويته قرب الحدود العراقية السورية في غرب البلاد، ما أدى إلى سقوط قتيل واحد على الأقل.

وقالت القوات التي تضم فصائل غالبيتها شيعية وبعضها موال لإيران في بيان إنه "ضمن سلسلة الاستهدافات الصهيونية للعراق عاودت غربان الشر الإسرائيلية استهداف الحشد الشعبي وهذه المرة من خلال طائرتين مسيرتين في عمق الأراضي العراقية بمحافظة الأنبار".

وأشار البيان إلى سقوط قتيل وجريح، فيما كانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل عنصرين وجرح ثالث.

وكانت قيادة عمليات الأنبار للحشد الشعبي أعلنت في بيان أول عن "استشهاد مقاتلين اثنين في اللواء 45 بالحشد الشعبي وإصابة آخر بقصف بطائرتين مسيرتين في قاطع عمليات الأنبار".

واللواء 45 تابع، بين ألوية عدة، لـ"كتائب حزب الله" العراقي، الذي تصنفه الولايات المتحدة في لائحة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".

وأوضح البيان الأخير أن الطائرتين المسيرتين ضربتا "في عمق الأراضي العراقية بمحافظة الأنبار" على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود العراقية السورية.

وأضاف أن "هذا الاعتداء السافر جاء مع وجود تغطية جوية من قبل الطيران الأميركي للمنطقة فضلا عن بالون كبير للمراقبة قرب مكان الحادث".

عناصر من الحشد الشعبي قرب الحدود العراقية السورية
عناصر من الحشد الشعبي قرب الحدود العراقية السورية

وقال مصدر في الكتائب، إنّ القتيل هو "أبوعلي الدبي، أحد أعضاء لجنة الصواريخ ومسؤول قاطع الكتائب في القائم ومشترك بالعمليات العسكرية في سوريا ومعتقل سابق لدى القوات الأميركية". كما نشر الحشد عبر حسابه على تلغرام صورا تظهر عربات محترقة وقد تعرضت لأضرار كبيرة.

وتأتي هذه الضربة بعد أسابيع من غموض أحاط بانفجارات وقعت في مخازن صواريخ تابعة للحشد الشعبي وحمل الأخير الولايات المتحدة مسؤوليتها، ملمحا في الوقت نفسه إلى ضلوع إسرائيل فيها.

وتعرضت أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي إلى انفجارات غامضة خلال الشهر الماضي، كان آخرها الثلاثاء في مقر قرب قاعدة بلد الجوية حيث تتمركز قوة أميركية، شمال بغداد.

وتحدثت حينها تقارير عن تورط إسرائيل في تلك العمليات، من دون أن يصدر أي اتهام مباشر بهذا الصدد، ومن دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها.

وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أصدر قبل أيام قرارا بـ"إلغاء كافة الموافقات الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية من الاستطلاع، والاستطلاع المسلح، والطائرات المقاتلة، والطائرات المروحية، والطائرات المسيرة بكل أنواعها لجميع الجهات العراقية وغير العراقية".

فصائل الحشد الشعبي لا تملك القدرة على الدخول في معركة فعل عسكري وردّ فعل مماثل كونها تمتلك السيطرة على الأرض ولا تمتلك السيطرة على الأجواء في الوقت الذي تهيمن فيه الولايات المتحدة على الأجواء العراقية بطائرات مسيرة

ويبدو أن القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي مؤخرا بحظر الطيران فوق أجواء العراق إلا بإذن مسبق من رئاسة الوزراء لا يخرج عن سياق حماية الحشد الشعبي من أي استهداف أميركي، حيث تعتبر الولايات المتحدة أن الفصائل الشيعية المنضوية تحت لوائه والتي تم دمجها في الأجهزة الأمنية وقوات الجيش، أذرعا لإيران وقد تستخدمها في تهديد الوقات الأميركية المنتشرة في العراق.

وبالفعل تعرضت منشآت تابعة لشركات عالمية ومقرات قريبة من التواجد العسكري الأميركي لهجمات في الفترة الماضية، تعتقد واشنطن أن الفصائل التابعة لإيران تقف وراءها. وجاءت تلك الهجمات في ذروة التوتر الأميركي الإيراني في الخليج.

ولا تملك فصائل الحشد الشعبي القدرة على الدخول في معركة فعل عسكري وردّ فعل مماثل كونها تمتلك السيطرة على الأرض ولا تمتلك السيطرة على الأجواء في الوقت الذي تهيمن فيه الولايات المتحدة على الأجواء العراقية بطائرات مسيرة ومقاتلات متطورة في المنطقة.

ويتعرض عبدالمهدي لضغوط أميركية وإيرانية في الوقت ذاته حيثت ترتبط بلاده بعلاقات وثيقة مع حليفيها والخصمين في آن واحد: طهران وواشنطن. ومنذ توليه رئاسة الوزراء خلفا لحيدر العبادي وجد نفسه أمام اختبار تحقيق توازن في العلاقات بينهما

وقالت الفصائل الموالية لإيران في بيان مذيل بتوقيع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس "نعلن أن المسؤول الأول والأخير عما حدث هي القوات الأميركية وسنحملها مسؤولية ما يحدث اعتبارا من هذا اليوم"، مشيرة إلى أن الاستهداف كان "عن طريق عملاء أو بعمليات نوعية بطائرات حديثة".