غالانت يتوعد إيران بردّ فتاك ومفاجئ
القدس - أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأربعاء أن الرد على إيران بعد هجومها الصاروخي سيكون "فتاكا ودقيقا ومفاجئا"، ما يضاعف المخاوف من اتساع الصراع في المنطقة، لا سيما بعد أن هددت طهران بالتصعيد في حال شنت إسرائيل غارات على أهداف إيرانية.
وأضاف غالانت في مقطع مصور نشرته وسائل إعلام إسرائيلية "من يهاجمنا سيتعرض للأذى وسيدفع ثمنا. هجومنا سيكون مميتا ودقيقا وقبل كل اعتبار فتاكا، لن يفهموا ما حدث وكيف حدث، سيرون النتائج".
وفي سياق متصل تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن هاتفيا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء وسط توقعات بأن يناقشا الخطط الإسرائيلية لشن ضربة انتقامية على إيران.
والاتصال، الذي جرى في فترة الصباح بتوقيت الولايات المتحدة، هو أول محادثة معروفة بين الزعيمين منذ أغسطس/آب ويتزامن مع تصعيد حاد في صراع إسرائيل مع كل من إيران وجماعة حزب الله المدعومة من طهران دون ظهور بادرة على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطنية (حماس) حليفة إيران في قطاع غزة.
ويترقب الشرق الأوسط رد الدولة العبرية على هجوم صاروخي إيراني الأسبوع الماضي لم يؤد في نهاية المطاف إلى مقتل أحد في إسرائيل ووصفته واشنطن بأنه "غير فعال".
وتوعد نتنياهو إيران بأنها ستدفع ثمن هجومها الصاروخي، في حين قالت طهران إن أي رد انتقامي سيُقابل بدمار على نطاق واسع، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة المنتجة للنفط، والتي قد تُستدرج الولايات المتحدة إليها.
والعلاقات بين بايدن ونتنياهو متوترة بسبب طريقة تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الحرب في غزة والصراع مع حزب الله.
وفي كتاب "الحرب" الذي ينشر الأسبوع المقبل، يذكر الصحفي بوب وودوارد أن بايدن دأب على اتهام نتنياهو بعدم وجود إستراتيجية، وصرخ فيه في يوليو/تموز قائلا "بيبي، ماذا هذا بحق الجحيم؟"، وذلك بعد الضربات الإسرائيلية قرب بيروت وفي إيران.
وردا على سؤال عن الكتاب، قال مسؤول أميركي مطلع على الاتصالات السابقة بين الزعيمين إن بايدن استخدم لغة حادة ومباشرة وغير منمقة و"بذيئة" مع نتنياهو وعنه خلال توليه منصبه.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ألغى زيارة إليها اليوم الأربعاء حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يريد التحدث مع بايدن أولا.
وتصاعد التوتر بين الجانبين في الأسابيع القليلة الماضية، إذ فوجئ مسؤولون أميركيون مرارا بالإجراءات الإسرائيلية، وفقا لشخص مطلع على الأمر. وشمل ذلك قتل إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتفجير أجهزة بيجر واتصال لاسلكي يستخدمها أعضاء الجماعة في لبنان. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف قيامها بذلك.
وقال الشخص المطلع إن إسرائيل بطيئة أيضا في إطلاع الإدارة الأميركية على تفاصيل تخطيطها للرد على هجوم الصواريخ الباليستية الإيراني.
وتعرض بايدن لانتقادات حادة من شركاء دوليين وكذلك من أعضاء حزبه الديمقراطي بسبب عدم قدرته على استخدام نفوذ الولايات المتحدة، بما في ذلك دورها كمورد رئيسي للأسلحة الإسرائيلية، للحد من الهجمات.
وبالتبعية، تواجه كاملا هاريس، نائبة الرئيس بايدن ومرشحة الرئاسة للحزب الديمقراطي في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني تحديا للدفاع عن سياسة الإدارة خلال الحملة الانتخابية.
ويدعم كثير من الناخبين العرب الأميركيين في ميشيغان، وهي ولاية رئيسية في ساحة المعركة الانتخابية، المرشحة المستقلة جيل شتاين بدلا من ذلك، وهي خطوة قد تكلف الديمقراطيين الولاية وربما البيت الأبيض في سباق مع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الذي تُظهر استطلاعات الرأي وجود تقارب شديد للغاية بينه وبين هاريس.
وانضمت هاريس إلى الاتصال الهاتفي بين بايدن ونتنياهو، بحسب شخص مطلع على الأمر. وقال شخص منفصل اطّلع على المناقشات إن رد إسرائيل على إيران هو موضوع رئيسي.
وتواجه إسرائيل ونتنياهو على وجه الخصوص استنكارا واسع النطاق بسبب مقتل نحو 42 ألف فلسطيني في حرب غزة بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع الذي تديره حركة حماس، ومقتل أكثر من ألفي شخص في لبنان.
وتقول إسرائيل إنها تدافع عن نفسها بعد أن هاجم مقاتلو حماس بلدات في جنوبها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة بحسب الإحصاءات الإسرائيلية، ومن هجمات مسلحين آخرين من بينهم جماعة حزب الله التي تدعم حماس.
وقال بايدن يوم الجمعة الماضي إنه سيفكر في بدائل لضرب حقول النفط الإيرانية إذا كان في مكان إسرائيل، مضيفا أنه يعتقد أن الدولة العبرية لم تخلص إلى كيفية الرد على إيران. كما أكد الأسبوع الماضي أنه لن يدعم ضرب المواقع النووية الإيرانية.
وتواجه إسرائيل دعوات من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان لكنها تقول إنها ستواصل عملياتها العسكرية إلى أن يصبح الإسرائيليون في أمان.
ونزح نحو ثلاثة ملايين شخص في غزة ولبنان بسبب الحملات العسكرية الإسرائيلية، وفقا لمسؤولين فلسطينيين ولبنانيين، وتواجه غزة أيضا أزمة إنسانية مع نقص الغذاء ومياه العذبة. وتقول إسرائيل إن نحو 70 ألف إسرائيلي نزحوا من الشمال بسبب هجمات حزب الله العام الماضي.