غال غادوت تصعب وصول 'سنو وايت' إلى اللبنانيين

لبنان يحظر عرض الفيلم في دور السينما بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية فيه.

بيروت - أعلنت السلطات اللبنانية، الاثنين، أنها حظرت عرض فيلم "سنو وايت" (Snow White) من إنتاج ديزني في دور السينما اللبنانية، بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية فيه، استنادا إلى قرار من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية.

وأوضحت وزارة الداخلية في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية الاثنين أن وزير الداخلية أحمد الحجار وقّع بتاريخ 11 أبريل/نيسان الحالي على منع عرض فيلم "سنو وايت" في الصالات اللبنانية.

وأشار البيان إلى أن توقيع الوزير جاء "بعد التقرير الذي رُفع إليه من قبل لجنة مراقبة أشرطة الأفلام في الأمن العام التي أوصت بمنع العرض بسبب ورود اسم الممثلة الإسرائيلية غال غادوت على اللائحة السوداء" التي يعدّها مكتب مقاطعة إسرائيل.

ففي مارس الماضي، أعلنت "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" في بيان أنها وجهت كتابا إلى مكتب المقاطعة التابع لوزارة الاقتصاد، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن شؤون مقاطعة إسرائيل، طالبت فيه بمنع فيلم "سنو وايت" من العرض في دور السينما اللبنانية.

وأشارت الحملة إلى أن بيانا كان قد صدر موقعا من تجمعات عربية مناهضة للتطبيع، يدعو إلى مقاطعة الفيلم في عدد من الدول العربية الأخرى بينها الأردن والبحرين وتونس ومصر، معتبرا أن "عرض هذا الفيلم في دور السينما العربيّة يعني الترويج لشركة تساهم في دعم الاحتلال الإسرائيلي، والمساهمة في تلميع صورة مجندة سابقة في جيش يمارس أبشع الجرائم ضد شعبنا العربي. والتزامًا بأدبيّات مناهضة التطبيع، ولأن الاحتلال لطالما حاول اختراق جمهورنا عبر الشاشات ليساهم في تجميل وتلميع جرائمه وإرهابه، فإنه يقوم بزجّ فنّانيه وممثليه لكسر الحاجز النفسي والعدائي، ولإخراجه من العزلة المفروضة عليه. إن عرض مثل هذه الأفلام التي يشارك فيها ممثلون صهاينة هو مساهمة مباشرة في تحقيق أهداف الاحتلال".

وتشكل غادوت التي كرّمتها هوليوود الشهر الماضي بتخصيص نجمة لها على ممشى المشاهير Walk of fame في لوس أنجلس، محور حملات كثيرة تنظمها حركات داعية لمقاطعة إسرائيل تأخذ عليها خصوصا دعمها للجيش الإسرائيلي الذي خدمت في صفوفه لعامين قبل عقدين، وتأييدها العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتؤدي غادوت دور الملكة الشريرة في الفيلم الذي تتولى بطولته ريتشل زيغلر في دور "بياض الثلج"، ويخرجه مارك ويب، وهو صيغة سينمائية جديدة حيّة لقصة "سنو وايت" الكلاسيكية.

وقررت ديزني أن تتحرر في فيلمها المقتبس من القصة الخيالية الألمانية الأصلية للأخوين فيلهلم ويعقوب غريم، بأن تقطع مع الفكرة السائدة التي تفيد بأن بشرة سنو وايت يجب أن تكون بيضاء كالثلج، وبسبب ذلك وجهت انتقادات لاذعة لصناع الفيلم لاختيارهم ممثلة ذات بشرة ملونة للدور الرئيسي وهي الممثلة من أصل كولومبي ريتشل زيغلر. وسخر بعض النقاد على الإنترنت من الفيلم.

وواجهت النسخة الحديثة من الفيلم انتقادات واسعة حتى قبل عرضها، كما أثار العمل جدلا بسبب تغييرات في الشخصيات والقصة التقليدية، وإلى جانب موقف البعض من آراء بطلة الفيلم الداعمة لإسرائيل، ظهرت نقاشات حول طريقة تعامل الفيلم مع موضوع الأقزام.

وقال رئيس مجلس إدارة "إيطاليا فيلم" موزعة فيلم "سنو وايت" في لبنان كارلو فينتشنتي لوكالة فرانس برس "بغض النظر عن موقفنا من القائمة السوداء التي أصبح لبنان الدولة العربية الوحيدة التي تطبقها، فإن الوزير لم يفعل سوى تنفيذ القانون إذ أن اسم غال غادوت مدرج على القائمة السوداء".

لكنّ فينتشنتي شدّد على أن الخسارة الناجمة عن منع الفيلم "لا تتحملها غال غادوت ولا إسرائيل، فغادوت تقاضت أجرها لقاء مشاركتها في العمل، ولا يهمها إن عُرض في لبنان أم لم يُعرض، لكن المؤسسات اللبنانية هي التي تتأثر بذلك"، مضيفا "صالات السينما تملكها شركات لبنانية وموظفوها لبنانيون، في المنع ضرر عليها وحدها".

وسبق للسلطات اللبنانية أن منعت عرض "ووندر وومن" بسبب مشاركة غادوت فيه، علما أن دور السينما اللبنانية عرضت في الماضي أفلاما لغادوت آخرها فيلم "باتمان ضد سوبرمان" في العام 2016، وذلك قبل نحو شهر على صدور مذكرة مكتب مقاطعة إسرائيل بمنع عرض كل أفلام غادوت.

وأفادت وزارة الداخلية بأن الحجار لم يحظر عرض فيلم آخر هو "كابتن أميركا: برايف نيو وورلد" الذي تتولى بطولته الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس إلى جانب أنتوني ماكي وهاريسون فورد، نظرا إلى أن "لجنة مراقبة أشرطة الأفلام في الأمن العام اللبناني لم توصِ في تقريرها بمنع العرض وذكرت بأن الممثلة المشاركة بالعمل لا يندرج اسمها ضمن اللائحة السوداء".

وتُواصل دور السينما اللبنانية عرض "كابتن أميركا" المستوحى من شرائط مارفل المصورة، ويتمحور على قصة تصدّي البطل الخارق "كابتن أميركا" للعقل المدبر لمؤامرة عالمية.

وعلق فينتشنتي قائلا "لا وجود لأي مبرر قانوني لمنعه لأن الممثلة لم يدرج اسمها في القائمة السوداء". وغالبا ما تمنع السلطات اللبنانية الأعمال التي ترى فيها دوائر الرقابة إثارة للحساسية الطائفية أو نيلا من المقدسات الدينية أو انتهاكا للآداب العامة أو ترويجا للتطبيع مع إسرائيل.