'غريس' لا يزال يتمتع بنبض الشباب

نجاح الفيلم المتواصل يعود الى وجود كيمياء بين الممثلين والحنين الى حقبة الخمسينات وسنوات المدرسة الثانوية، وعيوبه تعتبر جزءا من جاذبيته.
النجم العالمي ترافولتا واصل مسيرة فنية ناجحة مع 'ستاينغ الايف' و 'اوربان كاوبوي' وتحول الى أيقونة في فيلم التشويق 'فايس اوف'
نيوتن-جون تألقت في مسيرتها الغنائية مع اعمال ناجحة مثل 'فيزيكال'
الفيلم حصد أكثر من 400 مليون دولار في صالات السينما وحقق اكبر العائدات الى حين عرض 'ماما ميا!'

واشنطن – مضت اربعة عقود على غزو اوليفيا نيوتن-جون وجون ترافولتا ورفاقهما قلوب المراهقين في العالم بأسره، الا ان العمل الغنائي الاستعراضي "غريس" لا يزال يتمتع بنبض الشباب.
لا يزال المخرج راندال كلايسر مدهوشا بالنجاح الواسع لفيلمه الروائي الاول الذي استحال من أشهر الافلام الاستعراضية الكلاسيكية في هوليوود.
ويوضح المخرج "كنا نظن ان الفيلم سيلقي استحسانا جيدا في صفوف المراهقين لموسم صيف او موسمين لكن ما كنا لنتصور هذا الاقبال العالمي عليه من كل الفئات العمرية بعد اربعين عاما على صدوره".
وقد اقتبس فيلم "غريس" من مسرحية غنائية ناجحة في برودواي حول قصص غرام في صفوف طلبة في الخمسينات. وهو صور في غضون شهرين في لوس انجلس بكلفة ستة ملايين دولار. وقد تلقى نقدا سلبيا كما الكثير من الافلام التي تدخل تاريخ السينما.
وقد حصد هذا الفيلم حوالي 400 مليون دولار في صالات السينما وقد بقي الفيلم الغنائي الاستعراضي الذي حقق اكبر العائدات الى حين عرض فيلم "ماما ميا!" بعد ثلاثين سنة.
عندما اختار كلايسر الثنائي البطل في الفيلم كان جون ترافولتا قد شارك في فيلم "ساترداي نايت فيفر" الذي لم يكن قد عرض بعد وكان معروفا خصوصا بدوره في مسلسل "ويلكام باك كوتر".
اما الاسترالية-الانكليزية اوليفيا نيوتن-جون فكانت نجمة كبيرة في مجال موسيقى البوب.
ويقول المخرج مستذكرا "انا وجون كنا نريد ان تشارك اوليفيا لكنها كانت مترددة لانها شاركت في فيلم خيالي علمي لم يحقق نجاحا في انكلترا" مضيفا انها كانت يومها في سن الثلاثين تقريبا و"كانت تعتبر ان سنها غير مناسبة" لتقوم بدور حبيبة ترافولتا الذي يصغرها بخمس سنوات.

فيلم غريس
إقبال عالمي عليه من كل الفئات العمرية

ويضيف المخرج "طلبت ان نجري تجربة امام الكاميرا وهذا ما حصل. وقد عاملناها جون وانا كأخت صغيرة ووفرنا لها التشجيع وقد نجحنا في ذلك".
وبقي ترافولتا ونيوتن-جون قريبين على مر السنين وقد مثلا معا مجددا في "تو اوف ايه كايند" الذي فشل تجاريا وقد سجلا ألبوما بمناسبة عيد الميلاد في العام 2012. وقد وفرا الدعم المعنوي لبعضهما البعض خلال المحن الشخصية ولا سيما وفاة نجل ترافولتا في العام 2009 او عودة ظهور مرض السرطان لدى نيوتن-جون العام الماضي بعدما كافحت هذا المرض مرة أولى في التسعينات.
وقال راندال كلايسر انه سيجتمع بالنجمين للمرة الاولى معا منذ صدور "غريس" خلال الاحتفالات بهذه الذكرى الشهر المقبل في لوس انجلس في اكاديمية فنون السينما وعلومها.
وصور المخرج افلاما اخرى بعد"غريس" ومنها "فلايت اوف ذي نافيغايتر" (1986) الا انها لم تلق النجاح نفسه. وابتعد عن الاوساط السينمائية في التسعينات.
ويعزو كلايسر نجاح الفيلم المتواصل الى الكيمياء بين الممثلين والحنين الى الخمسينات وسنوات المدرسة الثانوية.
وهو يعتبر ان "غريس" ليس بالفيلم المثالي "الا ان العيوب التي فيه هي جزء من جاذبيته".

فيلم غريس
أربعون سنة على صدوره

وبعدما ادى دور داني في "غريس" اصبح ترافولتا نجما عالميا مع مسيرة متواصلة بنجاح منذ ثلاثين عاما مع افلام مثل "ستاينغ الايف" و "اوربان كاوبوي" في مطلع الثمانينات مرورا بافلام تجارية مثل "لوك هو إز توكينغ" (1989) و "بالب فيكشن" (1994) من اخراج كوينتن تارانتينو الذي جعل منه ايقونة او فيلم التشويق "فايس اوف" (1997) الى النجاح الكبير في مسلسل "اميريكن كرايم ستوري" في 2016 عن قضية او جاي سيمبسون.
وواصلت نيوتن-جون مسيرتها الغنائية مع اعمال ناجحة مثل "فيزيكال" وقد شاكرت في فيلم "كزانادو" (1980) وتؤكد انها احتفظت بسروالها الاسود الضيق الذي ارتدته في المشهد الختامي لفيلم "غريس" الذي تتحول فيه ساندي الفتاة العاقلة الى شابة مثيرة.