غريفيث في صنعاء في مباحثات الفرصة الأخيرة مع الحوثيين

الوسيط الأممي سيلتقي مسؤولين من الميليشيا الانقلابية لاختبار مدى استعدادهم للتجاوب مع مقترح تسليم ميناء الحديدة دون قتال قبل استئناف القوات اليمنية بدعم من التحالف العربي معركة تحرير الحديدة.

اعتداء إرهابي حوثي على ناقلة نفط سعودية
الحكومة اليمنية مستعدة للحرب والسلام
غريفيث يناقش مع الحوثيين ثلاث نقاط رئيسية
انسحاب الحوثيين وتسليم ميناء الحديدة مطالب غير قابلة للتفاوض

عدن - بدأ مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الأربعاء زيارة جديدة إلى صنعاء للتوسط بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية والتي لوحّت باستئناف الهجوم باتجاه مدينة الحديدة في حال فشل الوساطة.

وزيارة غريفيث للعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومين من إيران هي الثالثة التي يقوم بها في فترة وجيزة لإقناع المتمردين بتسليم ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يعتبر شريانا ماليا حيويا للانقلابيين ومنفذا بحريا لإمدادات الأسلحة الإيرانية.

ويسعى الوسيط الأممي إلى وقف عملية الحديدة العسكرية على أمل التوصل إلى تفاهم يمهد لاستئناف المفاوضات السياسية المجمدة منذ أشهر، وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل إصرار الحوثيين على العناد والاحتكام للسلاح على خلاف قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية ومنها القرار 1216.

ووصل غريفيث إلى مطار صنعاء ظهرا وتوجّه فورا إلى مقر إقامته من دون أن يدلي بتصريحات للصحافيين وقد دأب على إحاطة جهوده بالسرية التامة.

ويحاول منذ أسابيع إعادة إطلاق محادثات السلام في اليمن وتعتبر زيارته للعاصمة صنعاء الفرصة الأخيرة على الأرجح للمفاوضات مع الحوثيين.

وتأتي زيارة غريفيث بعد أيام من لقاءات عقدها مع مسؤولين في الحكومة اليمنية أكدوا خلالها أن على المتمردين الحوثيين إطلاق سراح جميع المعتقلين لديهم قبل البدء بمحادثات سلام جديدة.

وبدأت مساعي غريفيث لإعادة إحياء محادثات السلام المتوقفة منذ أشهر طويلة، بعدما أطلقت القوات الحكومية في 13 يونيو/حزيران هجوما باتجاه مدينة الحديدة الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتر من صنعاء والمطلة على البحر الأحمر، بهدف استعادتها من أيدي المتمردين.

وتضم المدينة ميناء مهما تمر عبره غالبية المواد التجارية والمساعدات الموجهة إلى ملايين السكان، لكن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية دعما للقوات الحكومية، يقول إن الميناء يشكل ممرا لإدخال الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين.

ويطالب التحالف بانسحاب غير مشروط للمتمردين من الميناء والمدينة لتجنيبها الحرب. وكان التحالف علّق الهجوم بعد نحو ثلاثة أسابيع من بدايته ليفسح المجال أمام غريفيث للتوصل إلى حل سياسي.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي الأربعاء إن "موضوع انسحاب الميليشيات من الحديدة واحد من بين عدة قضايا تندرج في إطار إعادة بناء الثقة التي يسعى المبعوث الأممي إلى إنجازها قبل استئناف المفاوضات".

وشدد مسوؤل حكومي يمني رفيع المستوى على أن السلطة المعترف بها "متمسكة بضرورة انسحاب الميليشيات من الحديدة ومينائها الاستراتيجي وتمكين قوات الشرطة والسلطة المحلية من إدارة شؤون المدينة بإشراف مباشر من وزارة الداخلية في الحكومة الشرعية".

وأضاف أن الحكومة تؤيد "وجود مراقبين أمميين للإشراف على إدارة الميناء وتوريد عائداته المالية إلى البنك المركزي" في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها.

كما قال مسؤول عسكري في القوات الحكومية "قواتنا جاهزة وتنتظر الضوء الأخضر لاستئناف الهجوم باتجاه مدينة الحديدة في حال فشل مهمة المبعوث الدولي".

وكان زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي أكد في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية الأسبوع الماضي أنه مستعد لتسليم السيطرة على مرفأ الحديدة للأمم المتحدة فقط، وفي حال أوقفت القوات الموالية للحكومة هجومها.

لكن الوقائع على الأرض تشير في الوقت ذاته إلى أن تصريحات الحوثي مجرد مناورة يستهدف من خلالها الظهور بمظهر من يرغب في تسوية سلمية.

وقبل تصريحاته للصحيفة الفرنسية كان قد حشد لمواجهة طويلة مع القوات اليمنية الشرعية وقوات التحالف العربي، داعيا إلى تجنيد المقاتلين من مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعته.

وفي الأثناء أيضا أكدت مصادر محلية أن الحوثيين أقاموا سواتر ترابية وحفروا خنادق استعدادا لاستئناف معركة الحديدة.

ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأممي لقاءات مع مسؤولين "حوثيين" للاستماع إلى ردودهم المتعلقة بمبادرته الأخيرة، التي قدمها للأطراف اليمنية بخصوص الوضع في الحديدة.

كان غريفيث وصل الرياض، الأحد الماضي، والتقى رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر ومسؤلين يمنيين؛ حيث سلمه الآخيرين رد الحكومة اليمنية حول رؤيته للوضع في مدينة الحديدة.

وكان وزير الخارجية اليمني خالد اليماني قال الثلاثاء في تصريحات صحفية، إن مبادرة غريفيث واضحة للغاية وتتكون من 3 نقاط رئيسية".

وأوضح أن "النقطة الأولى تتمثل في الانسحاب الكامل من الحديدة مقابل إحلال قوة من وزارة الداخلية اليمنية محل المليشيات الحوثية".

وأضاف "النقطة الثانية تتعلق بتحويل موارد ميناء الحديدة إلى البنك المركزي في الحديدة تحت إشراف البنك المركزي للحكومة الشرعية في عدن".

أما النقطة الثالثة فتتعلق بـ"إدخال مراقبين من الأمم المتحدة للمساعدة في تحسين أداء الموانئ والتحقق من أنه لا يتم فيها انتهاك المادة 14 من قرار مجلس الأمن رقم 2216 الخاصة بإجراءات حظر توريد الأسلحة".

وتابع اليماني "إذا لم ينسحب الحوثيون من الحديدة والساحل الغربي اليمني فإن لدى الحكومة والتحالف العربي كل الخيارات المفتوحة وتحت غطاء ومباركة القانون الدولي، لتحرير كامل أراضينا وصولا إلى صنعاء (معقل الحوثيين)".

ولوحت الإمارات القوة الثانية بقوات التحالف الأحد الماضي، باستئناف معركة الحديدة العسكرية ضد جماعة الحوثي.

وفي تطور آخر، أعلن التحالف العربي اليوم الأربعاء، تعرض ناقلة نفط سعودية لـ"أضرار"، جراء هجوم شنه مسلحو جماعة الحوثي في مياه البحر الأحمر.

ونشرت قناة الإخبارية السعودية الرسمية، تغريدة عبر موقعها على تويتر، قالت فيها "محاولة هجوم إرهابي حوثي - إيراني على ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر".

ووفق القناة، فإن ناقلة النفط تعرضت "لأضرار بسيطة كادت أن تتسبب في كارثة بيئية".

ولم تحدد القناة المكان الذي تعرضت فيه الناقلة للهجوم، فيما لفتت إلى استمرار تهديد المليشيا الانقلابية للملاحة في البحر الأحمر.

وبينما لم تعلق إيران على ما ذكرته القناة السعودية، قالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، إن "القوة البحرية (التابعة للجماعة) استهدفت بارجة الدمام السعودية قبالة السواحل الغربية".

ومنذ نحو 3 أعوام، يشهد اليمن حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، مسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، ومسلحي جماعة الحوثي المدعومين من إيران.