غريفيث يصل صنعاء لإنعاش إتفاق السويد

المبعوث الأممي سيعقد لقاءات مع مسؤولين في ميليشيات الحوثي لحثهم على تنفيذ بنود الاتفاق كخطوة أولية في سبيل الحل السياسي.
الحكومةَ اليمنية ترفض القبول بالفشل كخيار تفرضه ميليشيات الحوثي في الحديدة
ميليشيا الحوثي منعت الأمم المتحدة من الوصول إلى موقع لتخزين الحبوب

صنعاء - وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الإثنين إلى العاصمة صنعاء في محاولة جديدة للدفع بتنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي مر عليه قرابة 4 أشهر.
ووصل المبعوث الأممي إلى صنعاء مع الوفد المرافق له قادما من العاصمة الأردنية عمان التي يوجد فيها مكتبه الدائم.
ولم يصرح المسؤول الأممي للصحفيين بأية معلومات حول زيارته ومدتها.
ومن المقرر أن يعقد غريفيث لقاءات مع مسؤولين في ميليشيات الحوثي، تتناول ضرورة تنفيذ اتفاق ستوكهولم، كخطوة أولية في سبيل الحل السياسي باليمن.

وأكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني على أن مجلس الأمن والمجتمع الدولي مطالبان بممارسة المزيد من الضغط على الحوثيين للانصياع وتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها برعاية المجتمع الدولي.

وقال اليماني، خلال لقائه وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إن الحكومةَ اليمنية لا تقبل بالفشل كخيار تفرضه ميليشيات الحوثي في الحديدة.

وتناول الاجتماع مناقشة مستجدات الأوضاع السياسية على الساحة اليمنية، وبالتحديد تنصل ميليشيات الحوثي من تنفيذ مخرجات اتفاق ستوكهولم ورفضهم البدء بإنجاز خطوات بناء الثقة المتعلقة بالانسحاب وإطلاق المعتقلين.
وكان المبعوث الأممي التقى الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض، وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، وناقش معه العوائق التي تعترض تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وقال اليماني في اللقاء ذاته، إن التعنت والمماطلة من قبل الحوثيين قد يؤدي لإفشال الاتفاق، وفقا للوكالة اليمنية الرسمية.

وتوصلت الحكومة المدعومة من السعودية وحركة الحوثي المتحالفة مع إيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة وسحب القوات من المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين وذلك خلال محادثات جرت في السويد في ديسمبر/كانون الأول. 
ومثل الاتفاق أول انفراجة كبيرة في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.
والهدنة صامدة إلى حد كبير، لكن سحب القوات لم يتحقق بعد إذ يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن عدم إحراز تقدم في تنفيذ الاتفاق. ويهدف الاتفاق إلى تفادي هجوم شامل على المدينة التي تشكل شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يواجهون خطر المجاعة.

وكانت مصادر مطلعة اكدت إن ميليشيا الحوثي باليمن منعت الأمم المتحدة من الوصول إلى موقع لتخزين الحبوب في ميناء الحديدة الثلاثاء فيما يعطل الجهود الرامية لزيادة المساعدات الغذائية للملايين الذين يواجهون الجوع.

والحديدة نقطة دخول معظم المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لليمن. وانقطع الوصول إلى مخازن حبوب برنامج الأغذية العالمي هناك بسبب الصراع لمدة ستة أشهر وهو ما يهدد بتعفن المخزونات.

وكان من المقرر عبور فريق فني تابع للبرنامج خط الجبهة بين قوات الحوثي المتحالفة مع إيران وقوات الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية على المشارف الشرقية للحديدة لتبخير القمح المخزن في مطاحن البحر الأحمر.

غير أن الحوثيين قالوا للفريق إنه لا يمكنه مغادرة المناطق التي يسيطرون عليها داخل الحديدة "لأسباب أمنية"، مطالبين الأمم المتحدة بدلا من ذلك بالتحقيق في هجمات مزعومة على المطاحن.

وقال مصدر مطلع على المناقشات "قال الحوثيون إن قوات الحكومة ستستهدف الأمم المتحدة ثم تلقي باللوم عليهم بعد ذلك"، مضيفا "لكن إذا لم يتم تبخير القمح فسوف يتلف".

ويتذرع الحوثيون عادة بهذه المزاعم للتغطية على انتهاكاتهم المستمرة في الحديدة بما في ذلك خروقاتهم لاتفاق وقف إطلاق النار في المدينة الساحلية.

ودأبت الميليشيا الانقلابية المدعومة من إيران على تسويق مغالطات تتعلق بتنفيذ اتفاق الحديدة محاولة تحميل قوات التحالف والقوات اليمنية المسؤولية عن تعطيل الاتفاق، وهي مزاعم سبق أن فندتها مصادر أممية وأميركية بأن أكدت دور الحوثيين في تعطيل تطبيق اتفاق السويد الموقع في ديسمبر/كانون الأول 2018.

ولا تتحرك فرق الأمم المتحدة في الحديدة بما في ذلك  لمخازن القمح في الميناء إلا بالتنسيق مع الأطراف المتدخلة في الصراع وهو ما يقوض ذرائع الحوثيين بأن قرار منع الفريق الأممي هو لأسباب أمنية.

واستعاد برنامج الأغذية العالمي القدرة على الوصول إلى المطاحن الشهر الماضي، في خطوة أشاد بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال إرفيه فيروسيل المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إن مهمة للبرنامج إلى مطاحن البحر الأحمر كانت مقررة اليوم الثلاثاء تأجلت "لاعتبارات تتعلق بالسلامة"، ممتنعا عن ذكر المزيد من التفاصيل.

ويوجد بالمخازن هناك أكثر من 51 ألف طن من القمح تكفي لإطعام 3.7 ملايين شخص.

طيران التحالف العربي
التحالف العربي حاول السيطرة مرتين على ميناء الحديدة العام الماضي

وحاول التحالف العربي مرتين السيطرة على ميناء الحديدة العام الماضي لإضعاف الحوثيين عبر قطع خط إمدادهم الرئيسي. لكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تخشى من أن هجوما شاملا قد يتسبب في تعطل العمليات في الميناء الذي يستقبل الجزء الأكبر من واردات اليمن، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في انتشار الجوع على نطاق واسع.

وسقط عشرات الآلاف من القتلى في الحرب التي يخوضها الحوثيون ضد فصائل يمنية أخرى مدعومة من التحالف بقيادة السعودية وموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
واضطر هادي إلى مغادرة العاصمة صنعاء في مواجهة تقدم الحوثيين أواخر عام 2014.
وأخذت الولايات المتحدة صف الحكومة اليمنية ضد الحوثيين حيث وفرت دعما عسكريا للتحالف بقيادة السعودية، بما يشمل مساعدته على صعيد الاستهداف في الضربات الجوية السعودية.