مطار معيتيقة يستأنف الرحلات الجوية بعد غلقه لساعات

مطار معيتيقة يمثل هدفا استراتجيا لقوات الجيش الوطني الليبي التي تحاول منع تدفق السلاح التركي وقطع الطريق أمام استخدام الرحلات الجوية لنقل المرتزقة من إسطنبول نحو طرابلس.

طرابلس - أعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي في العاصمة الليبية طرابلس، استئناف حركة الملاحة الجوية بعد توقفها لساعات نتيجة القصف الذي تعرض له من قبل قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

واستهدفت قوات الجيش الوطني الليبي مطار معيتيقة الدولي في أكثر من مرة والذي يعتبر إلى جانب ميناء طرابلس الدولي منفذا حيويا لإمدادات السلاح التركية.

وقالت إدارة المطار في بيان نشر على صفحتها بفيسبوك إن طائرة الخطوط الجوية الليبية (حكومية) أقلعت من مطار معيتيقة قاصدة مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة الأردنية عمان.

وأشار البيان إلى أن الشركات الناقلة باشرت بإجراء رحلاتها المجدولة هذا اليوم (الخميس) بعد أخذ الإذن بمباشرة العمل عقب فتح الأجواء للمطار.

وكانت سلطات المطار قد ذكرت في وقت سابق الخميس الرحلات الجوية بالمطار الوحيد العامل بالعاصمة الليبية طرابلس عل إثر تعرضه للقصف. وقالت على فيسبوك "تعليق الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي لحين إشعار آخر بسبب تعرضه لقصف مستمر".

وتعرض المطار للقصف مرارا أثناء محاولات الجيش الوطني الليبي منع الرحلات المشبوهة التي تقوم بها حكومة الوفاق لتسلم السلاح من تركيا أو تأمين وصول المرتزقة التابعين للفصائل السورية من مطار إسطنبول.

 ومطار معيتيقة هدف استراتيجي للقوات الليبية التي تعتبره المنفذ الوحيد الذي يمكن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من استخدامه لتنفيذ مخططاته لدعم الميليشيات التي تهدد حياة المدنيين في طرابلس كون حكومة الوفاق تستخدمه لأغراض عسكرية وليست مدنية.

 ونفذت قوات الجيش غارات جوية عديدة في الفترة الأخيرة على القسم العسكري بالمطار، حيث كانت تستخدمه المليشيات لتخزين معدات وصواريخ وطائرات مسيره تركية.

وكان المتحدث باسم الجيش الليبي كان قد أعلن في وقت سابق من فبراير الجاري أن قواته لن تسمح للأمم المتحدة باستخدام مطار معيتيقة.

وقال أحمد المسماري في تصريح لرويترز إنه سيتعين على الأمم المتحدة استخدام مطارات أخرى، مثل مصراتة، لأنه لا يمكن لقوات الجيش الوطني ضمان سلامة الرحلات إلى مطار معيتيقة نظراً لأن تركيا تستخدمه كقاعدة.

ويأتي القصف على مطار معيتيقة بعد يوم من إسقاط الجيش الوطني الليبي طائرتين بدون طيار تركيتين في العاصمة طرابلس.

والأربعاء، إعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أن منصات الدفاع الجوي التابعة للجيش الليبي أسقطت طائرة تركية مسيرة من طراز "بيرقدار" في محيط منطقة سوق الخميس جنوب العاصمة طرابلس، وهي الطائرة التركية الثانية في غضون 24ساعة.وقبلها أعلن المسماري في مقطع فيديو عبر صفحته على فيسبوك إن طائرة مسيرة تركية أسقطت بعد إقلاعها من القاعدة التركية في "معيتيقة".

الجيش الليبي طلب من بعثة الأمم المتحدة استخدام مطارات أخرى تفاديا للخطر
الجيش الليبي طلب من بعثة الأمم المتحدة استخدام مطارات أخرى

واعترف أردوغان للمرة الأولى الثلاثاء بمقتل جنديين تركيين في أوضح تأكيد على تلقي خسائر بشرية نتيجة التدخل التركي في ليبيا بعد أن نفى في السابق مرارا مشاركة الجنود الأتراك في المعارك ضد الجيش الليبي.
وقال أردوغان للصحافيين في إسطنبول إن "تركيا متواجدة هناك (ليبيا) عبر قوّة تجري عمليات تدريب. هناك كذلك أشخاص من الجيش الوطني السوري"، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين كان يطلق عليهم سابقاً اسم "الجيش السوري الحر" الذين تدعمهم أنقرة.

وأعلنت قوات حفتر مؤخرا عن مقتل 16 جنديا تركيا خلال مشاركتهم في العمليات العسكرية إلى جانب الميليشيات وحكومة الوفاق في طرابلس.

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه الأمم المتحدة محادثات سياسية حول النزاع في ليبيا الأربعاء في جنيف رغم مقاطعة ممثلو البرلمان المتمركز في الشرق والذي يدعم الجيش الوطني الليبي الاجتماع.

ونقل دبلوماسيون عن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسّان سلامة قوله أن المحادثات السياسية في جنيف حول النزاع في ليبيا بدأت الأربعاء بمن حضر، أي ممثلي حكومة الوفاق وشخصيات اختارتها المنظمة الدولية فقط، وفق ما أفاد دبلوماسيون.

وطلب سلامة، متحدثاً من جنيف أثناء اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي في نيويورك مساء الأربعاء، من الدول التي لديها تأثير على المشير خليفة حفتر ممارسة ضغوط من أجل مشاركة ممثلين عنه في المفاوضات، وفق المصادر الدبلوماسية نفسها.

وكان وزير خارجية حكومة طبرق المدعومة من البرلمان والجيش عبدالهادي الحويج قال الأربعاء إن مشاركة فريقه "لا تزال معلقة". واتهم الأمم المتحدة بأنها تحاول "فرض" ممثلين.

وقد اختتمت لجنة عسكرية تضم خمسة أعضاء من كل جانب محادثات في جنيف الأحد بـ"مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار" سيتم وضع اللمسات الأخيرة عليها في آذار/مارس، وفق لبعثة الأمم المتحدة التي اتهمها البرلمان الليبي بالتدخل في اختيار ممثليه في المحادثات وهو السبب الذي أدى إلى مقاطعته المحادثات في جينيف.

وأجج التدخل التركي الوضع في ليبيا أكثر عندما بدأ أردوغان بإرسال المرتزقة والإرهابيين من داعش والقاعدة لتنفيذ مخطط نشر الفوضى في ليبيا دعما لحكومة الوفاق، حتى تستطيع المحافظة على ما تبقى من سيطرتها على بعض المناطق في طرابلس التي يقوم الجيش الوطني الليبي بعملية عسكرية لاستعادتها من الإرهابيين والميليشيات.

وبينما كانت الفصائل السورية المسلحة تتكبد خسارات متتالية ومقتل عدد من الجنود الأتراك على الحدود التركية السورية، تقوم السفن التركية بإرسال الذخائر والأسلحة إلى المليشيات الإرهابية في ليبيا وتعزز صفوفهم بالمرتزقة الهاربين من سوريا.

وأكدت روسيا أمس الأربعاء "صحة" تقارير خبراء مجلس الأمن بشأن نقل تركيا مسلحين إلى ليبيا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، خلال كلمة ألقاها في الغرفة الاجتماعية الروسية إن "نص مشروع القرار الأممي بشأن ليبيا، لم يذكر الإرهابيين والمقاتلين الأجانب، على الرغم من أن مجموعة من خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يبلغون بانتظام عن نقل إرهابيين إلى ليبيا.. ولاحظنا أيضا هذا، وهذا يحدث فعلا بمساعدة تركيا".