غموض آلية تنفيذ اتفاقيات السويد يشكل فرصة للحوثيين للمناورة

التحالف الداعم للشرعية في اليمن يحرص على تضييق هامش المناورة على الحوثيين وإغلاق كل منافذ التملص من الاتفاق فيما يسعى المتمردون لجرّ قوات الشرعية لردود فعل أو افتعال ذرائع لنسف جهود السلام.

وقف إطلاق النار في الحديدة اليمنية يبدأ الثلاثاء
اشتباكات متقطعة تسمع عند الأطراف الشرقية والجنوبية للحديدة
الحوثيون دفعوا لتوتير الأجواء في الحديدة قبل بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
تنفيذ اتفاقيات السويد ممكن نظريا صعب عمليا

دبي - يكتنف الغموض آلية تنفيذ اتفاقيات السويد حول الحديدة وتعز التي تم التوصل إليها في ختام مفاوضات رعتها الأمم المتحدة، ما يشكل فرصة للميليشيا الانقلابية للمناورة والقيام باستفزازات لاستدراج التحالف والقوات اليمنية لردود فعل.

وبحسب مصدر في التحالف العربي الذي تقوده السعودية، فإن "آلية تطبيق الاتفاق (وقف إطلاق النار) لم تكن واضحة في البداية وليست واضحة بشكل كامل حتى الآن"، مضيفا أن التحالف ينتظر "الإعلان الرسمي من الأمم المتحدة" حول الآلية.

ويحرص التحالف الداعم للشرعية في اليمن على تضييق هامش المناورة على الحوثيين وإغلاق كل منافذ التملص من الاتفاق أو افتعال ذرائع لنسف جهود السلام.

ويبدي الحوثيون في العلن حرصا على التوصل لاتفاق سلام ينهي الأزمة بينما يعملون في السرّ على تعزيز تواجدهم في الحديدة.

وبعد يوم واحد من اختتام مفاوضات السويد، دفع المتمردون بتعزيزات للمدينة الساحلية الإستراتيجية الواقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر.

وخيّم التوتر على الحديدة بسبب انتهاك الحوثيين لاتفاقيات السويد، فيما نص الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار في المحافظة والمدينة وموانئها.

لكن الاشتباكات لم تتوقف رغم ذلك في المدينة الساحلية الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014، وتضم ميناء حيويا وتحاول القوات الموالية للحكومة استعادتها من أيدي الحوثيين منذ أشهر.

وكان مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث دعا الأحد أطراف النزاع للالتزام بالهدنة.

والاثنين، قال اثنان من السكان إن الاشتباكات المتقطعة تسمع عند الأطراف الشرقية والجنوبية للمدينة المطلة على البحر الأحمر وأن القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين يتبادلون القصف المدفعي.

وأكد مسؤول في القوات الموالية للحكومة الاشتباكات المتقطعة والقصف المدفعي، مشيرا إلى أن القصف تسبب مساء الأحد في اشتعال النيران في أحد المصانع في شرق المدينة.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود الاثنين أنها تعالج مصابين في مواجهات الحديدة، معربة عن قلقها جراء استمرار أعمال العنف في المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان إذ تمر عبر مينائها غالبية المساعدات والمواد الغذائية.

وكتبت المنظمة في تغريدة "تواصل فرقنا على الأرض علاج المصابين من العيارات النارية والقصف والغارات الجوية"، داعية "جميع الأطراف المتحاربة إلى احترام وجود المدنيين والمرافق الطبية".

وإلى جانب وقف إطلاق النار، قال المصدر في التحالف إنه بحسب اتفاق السويد، فإن على المتمردين الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف وراس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 ديسمبر/كانون الأول.

مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث يكافح لضمان صمود اتفاقيات السويد
مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث يكافح لضمان صمود اتفاقيات السويد

كما أنّه يتوجب على المتمردين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من المدينة بحلول نهاية 7 يناير/كانون الثاني 2019.

وشدّد على أن التحالف "لا نية لديه لخرق الاتفاق وسيقوم بكل ما بوسعه لاحترامه"، متوقعا "أن يقوموا (المتمردون) بنشاطات تهدف إلى استدراج ردود فعل كونهم يمرّون بأضعف مراحلهم".

ويرى محللون أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هي الأهم منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على سكة السلام، لكن تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الأطراف.

وقد دعا غريفيث الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي إلى العمل سريعا على إنشاء "نظام مراقبة قوي وكفء" في هذا البلد لمراقبة تطبيق الاتفاق في الحديدة.

وقال دبلوماسيون إنه من المحتمل التصويت على قرار في مجلس الأمن الدولي حول اتفاقات السويد هذا الأسبوع.

وتبدأ الهدنة في الحديدة غرب اليمن منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، بحسب ما أعلن مصدر في الأمم المتحدة وآخر في التحالف العسكري، رغم أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس الماضي ينص على وقف فوري لإطلاق النار.

وقال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد إن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين الثلاثاء.

ولدى سؤاله عن هذا الموعد، قال مصدر في الأمم المتحدة الاثنين مشترطا عدم كشف هويته "هذا صحيح"، مضيفا أن الموعد هذا يأتي لأسباب "مرتبطة بالعمليات" على الأرض.

وأكّد مصدر في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس/آذار 2015 والداعم لقوات الحكومة، أن وقف إطلاق النار في الحديدة سيبدأ الثلاثاء.

وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، توصّلت الحكومة اليمنية والمتمردون في محادثات جرت في السويد استمرت لأسبوع واختتمت الخميس، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين للتزود بالمؤن ووقف إطلاق النار في المحافظة.

كما اتّفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمردون وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير وعقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع أطر سلام ينهي الحرب.