غوتيريش يحذر من تكرار السيناريو الأفغاني في منطقة الساحل

بينما تتجه أنظار العالم نحو أفغانستان وتطورات الوضع مع حركة طالبان المتشددة، يلفت الأمين العام للأمم المتحدة أن الخطر الأهم الذي يحتاج متابعة يكمن في منطقة الساحل، حيث يمكن أن تتأثر الجماعات الجهادية هناك بـ"انتصار" طالبان وتحاول بكل الطرق تقليدها.
منطقة الساحل نقطة الضعف الأهمّ ويجب معالجتها
قدرة المجتمع الدولي ودول المنطقة على الاستجابة ليست كافية في مواجهة التهديد

نيويورك - أبدى الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش في مقابلة مع وكالة فرانس برس خشيته من أن يشجّع استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان جماعات جهادية مسلّحة في منطقة الساحل على أن تحذو حذو الحركة الأفغانية الإسلامية المتشدّدة، داعياً إلى تعزيز "الآليات الأمنية" في هذه المنطقة.

وقال غوتيريش إنّه في ما خصّ منطقة الساحل الأفريقي "فأنا أخشى التأثير النفسي والفعلي لما حدث في أفغانستان"، مضيفا "هناك خطر حقيقي. يمكن لهذه الجماعات الإرهابية (في منطقة الساحل) أن تتحمّس لما حدث (في أفغانستان) وأن تصبح لديها طموحات تتخطّى تلك التي كانت لديها قبل أشهر قليلة".

وشدّد الأمين العام على أنّ هناك "شيئاً جديداً في العالم وهو خطير للغاية"، موضحاً أنّه حتّى وإن لم يكن عددها كبيراً "فهناك جماعات متعصّبة، في عقيدتها، على سبيل المثال، الموت مرغوب به. جماعات مستعدّة لفعل أيّ شيء. ونرى جيوشاً تنهار أمامهم".

وأضاف "لقد رأينا ذلك في الموصل بالعراق، وفي مالي خلال أول هجوم باتجاه باماكو، ورأينا في الموزمبيق (...). هذا الخطر حقيقي ويجب أن نفكّر بجدية في تداعياته على التهديد الإرهابي وفي الطريقة التي يتعيّن على المجتمع الدولي أن ينظّم بها نفسه لمواجهة هذا التهديد".

منطقة الساحل

وشدّد الأمين العام على "ضرورة تعزيز الآليات الأمنية في منطقة الساحل"، لأنّ "منطقة الساحل هي نقطة الضعف الأهمّ والتي يجب معالجتها. الأمر لا يتعلّق بمالي أو ببوركينا فاسو أو بالنيجر فحسب، بل لدينا الآن عمليات تسلّل إلى ساحل العاج وغانا".

وأعرب غوتيريش عن قلقه لأنّه في منطقة الساحل "فرنسا ستقلّص وجودها، وهناك أنباء عن عزم تشاد على سحب بعض قواتها من المنطقة الحدودية للدول الثلاث: بوركينا والنيجر ومالي".

وأضاف "لهذا السبب أنا أقاتل من أجل أن تكون هناك قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، لديها من مجلس الأمن الدولي تفويض بموجب الفصل السابع (يجيز استخدام القوة) وتمويل خاص بها يضمن استجابة على مستوى التهديد".

لكنّ الأمين العام أعرب عن أسفه لواقع الحال في المنطقة اليوم، وقال "اليوم أخشى أنّ قدرة المجتمع الدولي ودول المنطقة على الاستجابة ليست كافية في مواجهة التهديد".