غوتيريش يستعجل تشكيل حكومة لبنانية وكبح سلاح حزب الله

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو زعماء لبنان إلى تحمل مسؤولياتهم، محذرا من أن الشلل السياسي والأزمة الاقتصادية والاحتقان في الشارع يهدد استقرار لبنان وينذر بموجة عنف.
غوتيريش يطالب ساسة لبنان بتغليب المصلحة العليا على المصالح الحزبية
الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إجراء تحقيق شفاف في انفجار مرفأ بيروت
غوتيريش يدعو حزب الله إلى الامتناع عن أي نشاط عسكري داخل لبنان وخارجه

نيويورك - حثّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير سلمه إلى مجلس الأمن الدولي، الزعماء اللبنانيين على تشكيل حكومة "دون المزيد من التأخير". وطلب من حزب الله الامتناع عن أي نشاط عسكري.

كما شدّد غوتيريش في الوثيقة على أنه "حان الوقت ليتحمل الزعماء اللبنانيون مسؤولياتهم ويشكلون حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة لتلبية احتياجات الشعب اللبناني وتطلعاته على وجه السرعة".

وأضاف الأمين العام للمنظمة الدولية أن "الإحباط من الشلل السياسي والأزمة الاقتصادية يتجلى بالفعل في التظاهرات ويمكن أن يؤدي إلى المزيد من العنف ويهدد استقرار البلاد".

وتابع "في مواجهة هذا اليأس، أحثّ الزعماء اللبنانيين على العمل لمصلحة الشعب اللبناني ومواجهة الوضع الكارثي الذي يعيشه البلد بشكل فعال ودون مزيد من التأخير".

وتغرق النخبة السياسية اللبنانية في مفاوضات مطوّلة حول توزيع الحقائب الوزارية بعد أكثر من ثمانية أشهر على الانفجار في مرفأ بيروت الذي خلف أكثر من 200 قتيل وعزاه اللبنانيون لانعدام كفاءة الزعماء وفسادهم.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في هذا السياق إنه "من الأهمية بمكان إجراء تحقيق محايد وشامل وشفاف في انفجار مرفأ بيروت وفقا لمطالب الشعب اللبناني بالمحاسبة".

كما جدد في تقريره إلى مجلس الأمن دعوته "حزب الله وكلّ الأطراف الأخرى المعنية إلى عدم الانخراط في أي نشاط عسكري داخل لبنان أو خارجه".

وقال إنّ "انتشار الأسلحة خارج سيطرة الدولة مقرونا بوجود ميليشيات مسلحة، يواصل تقويض الأمن والاستقرار في لبنان".

وتابع أن "احتفاظ حزب الله بقدرات عسكرية كبيرة ومتطورة خارج سيطرة الحكومة اللبنانية لا يزال مصدر قلق بالغ".

كما طالب أنطونيو غوتيريش إسرائيل بسحب قواتها المنتشرة شمال الخطّ الأزرق الفاصل مع لبنان و"الوقف الفوري لعمليات التحليق في الأجواء اللبنانية".

وتأتي الدعوة الأممية بينما يزداد الوضع سوء في لبنان المثقل بأزمة مالية حادة مع شحّ في السيولة ونضوب في الاحتياطي النقدي وفي ظل جمود سياسي ناجم عن صراع بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس اللبناني ميشال عون، حيث يتبادل الرجلان الاتهامات بالمسؤولية عن تعطيل تشكيل الحكومة.

ويقول الحريري إن عون يريد الثلث المعطل وينفي الأخير ذلك معتبرا أن رئيس الوزراء يريد التفرد بتشكيل الحكومة.

وتعتقد مصادر أن صهر الرئيس اللبناني جبران باسيل وهو وزير خارجية سابق وراء تعقيد الأزمة السياسية وهو من الشخصيات المثيرة للجدل حتى قبل انفجار مرفأ بيروت وتفجر الأزمة السياسية.

وتقول تلك المصادر إن الجمود السياسي في جزء منه ناجم عن تهيئة عون لصهره لخلافته في رئاسة لبنان. وقلل باسيل من الظهور الإعلامي في خضم الأزمة الراهنة.