غياب مطول لبوتفليقة يعيد الجدل حول وضعه الصحي

في العادة يبث التلفزيون الحكومي صورا لاجتماع مجلس الوزراء برئاسة بوتفليقة ومشاهد لمراسم توقيع الموازنة بحضور الوزراء ورئيسي غرفتي البرلمان.

بوتفليقة يوقع موازنة 2019 بلا ضجيج إعلامي ولا مراسم
غياب مطول لبوتفليقة عن الظهور قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات
لا صور لمراسم توقيع موازنة 2019

الجزائر - لا يزال الغياب الطويل للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن الظهور، يثير تساؤلات وتكهنات حول وضعه الصحي، في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن توقيعه على موازنة 2019 بلا ضجيج إعلامي يذكر على خلاف ما جرت عليه العادة.

ووقع بوتفليقة الخميس موازنة الدولة لسنة 2019 وهي الأخيرة في ولايته الرئاسية الرابعة في انتظار الإعلان عن ترشحه أو لا لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في ابريل/نيسان، بحسب ما أفاد التلفزيون الحكومي.

وأثارت دعوات قيادات في حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم منذ الاستقلال، لبوتفليقة للترشح لولاية رئاسية خامسة جدلا واسعا في الجزائر، حيث تشكك أحزاب معارضة في قدرة الرئيس على إدارة البلاد في ظل غموض مستمر حول وضعه الصحي.

ونشر التلفزيون الحكومي خبر التوقيع على قانون المالية لسنة 2019 عبر شريط الأخبار في انتظار بث الصور في نشرة الأخبار المسائية.

وجرت العادة أن يبث التلفزيون صورا لاجتماع مجلس الوزراء برئاسة بوتفليقة ومشاهد لمراسم توقيع قانون المالية ثم الصورة التذكارية بحضور الوزراء ورئيسي غرفتي البرلمان.

وقبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية لم يعلن الرئيس بوتفليقة (81 سنة) موقفه منها في ظل نداءات من أنصاره للترشح لولاية خامسة رغم التكهنات التي يثيرها وضعه الصحي منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013.

واضطره هذا الوضع الصحي إلى إلغاء لقاء كان مقررا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الجزائر في 3 ديسمبر/كانون الأول.

جبهة التحرير الوطني تؤكد أن الانتخابات الرئاسية في موعدها بمشاركة بوتفليقة

ووصل بوتفليقة إلى الحكم في 1999 وأعيد انتخابه لثلاث ولايات رئاسية أخرى في 2004 و2009 ثم في 2014 وهي الولاية التي تنتهي في 27 ابريل/نيسان 2019.

وينص القانون على إجراء الانتخابات خلال الثلاثين يوما التي تسبق نهاية الولاية الرئاسية على أن يعلن الرئيس عن تاريخها 90 يوما قبل إجرائها.

ولم تتضمن آخر موازنة في الولاية الرابعة لبوتفليقة أي زيادات في الضرائب ولا أي ضرائب جديدة بينما خصص 20 بالمائة منها لتمويل الإعانات الاجتماعية ودعم السلع واسعة الاستهلاك أهمها الوقود والحبوب والسكر والزيت والحليب.

وتتوقع الموازنة مداخيل بـ55 مليار دولار، منها 23 مليار دولار من عائدات الطاقة مقابل إجمالي نفقات تقدر بأكثر من 72 مليار دولار أي بعجز يقارب 17 مليار دولار.

ولا يزال الحزب الحاكم يصر على ترشيح بوتفليقة لولاية رئاسة خامسة رغم الغموض الذي يكتنف وضعه الصحي وعلى الرغم من اعتراض أحزاب معارضة.

وتوقع حزب جبهة التحرير الوطني أن تجري انتخابات الرئاسة في موعدها المقرر في ابريل/نيسان 2019 بمشاركة الرئيس بوتفليقة.

وقال المنسق العام لجبهة التحرير معاذ بوشارب الذي تولى منصبة مؤخرا بعد استقالة الأمين العام السابق جمال ولد عباس، في كلمة ترحيبية نشرها اليوم الخميس على الموقع الرسمي الجديد للحزب "نحن على مقربة من الاستحقاق الرئاسي الذي نريده أن يكون عرسا ديمقراطيا، يتوج به مرشح الحزب المجاهد عبدالعزيز بوتفليقة، لاستكمال المسار الإصلاحي من أجل استقرار الجزائر وتنميتها على مختلف الصعد".

وتابع "عملية عصرنة (تحديث) حزبنا أصبحت اليوم من أهم انشغالات قيادته، حيث كرست هذه الإرادة في إنشاء قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال تحت إشراف عضو المكتب السياسي".

وتصريحات بوشارب تعد على ما يبدو ردا على تسريبات أشارت إلى إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية، ما يتيح التمديد في الولاية الرابعة لبوتفليقة.

وبعد استقالة ولد عباس لأسباب صحيّة، تراجعت دعوات أحزاب ومنظمات الموالاة للرئيس من أجل الترشح لولاية خامسة.