
فاطمة بن محمود تبحث عن مواهب حقيقية في بيت الرواية
يعتبر الكثيرون أن ظاهرة انتشار الورش الأدبية في المشهد الأدبي العربي عنصرا إيجابيا يمكن أن يساهم في تعزيز المشهد السردي بأسماء إبداعية جديدة تكتب وفق شروط العملية الإبداعية مما يضمن لها درجة من النضج. في تونس أطلق بيت الرواية الذي يديره الكاتب يونس السلطاني ورشة روائية باسم الكاتب التونسي البشير خريّف، هذه الدورة هي النسخة الثانية والتي تمّ ترشيح الروائية فاطمة بن محمود للإشراف عليها.
الغرض من هذه الورشة اكتشاف مواهب حقيقية ومنحها فرصة تأطير وتطوير مهارتها لدعم المشهد الأدبي. ترشح لحضور أشغال هذه الورشة عدد من المواهب الصاعدة تم انتقاء أفضلهم من خلال تحريرهم لنصوص أدبية، عِلما وأنها مجانية بالنسبة إليهم لأن الهدف من الورشة إبداعيا وليس ربحيا.
بعنوان "بناء الشخصية في الرواية وتطورها" تتم برامج هذه الدورة حيث تقول الكاتبة بن محمود لموقع "ميدل إيست أونلاين" إن هذا العنوان مهم لأنه يشمل كل عناصر الرواية لذلك أعلنت أنها أعدت برنامج عمل متكامل يهتم بكل عناصر العمل الروائي.
وأضافت أن ذلك لا يكفي من أجل كتابة رواية ناجحة لذلك ستهتم أيضا بأهم العناصر التي يجب أن تتوفر في الروائي نفسه حتى يكون ناجحا.

انطلق الدرس الأول للورشة في فضاء مخصص لذلك ببيت الرواية في مدينة الثقافة بتونس العاصمة، تقول الكاتبة بن محمود إنها منذ الدرس الأول رفعت مع المتكونين شعار "لا يدخل علينا من لم يكن شغوفا" وهي تعتبر الشغف أهم شرط للالتحاق بالورشة لأنه يدفع صاحبه للبحث والاستكشاف، كما اختارت أن تكون قاعدة العمل في الورشة "لن يجلس بيننا من لم يكن غاضبا".
وتفسر بن محمود ذلك لموقع "ميدل ايست اونلاين" بأنها تعتبر الكتابة لحظة غضب موجه للذات وللعالم وهذا ما يجعل من الكتابة رفض المألوف والأحكام الجاهزة والعنف والاضطهاد الخ…
كما أعلنت الكاتبة فاطمة بن محمود أنها بصدد تحويل أعمال الورشة إلى كتاب يهتم بتقنيات الكتابة الروائية وفيه توظف تجربتها كروائية وكمؤطرة، ومن المتوقع أن يكون منشورا عند الانتهاء من أشغال هذه الورشة.
والأديبة فاطمة بن محمود أستاذة فلسفة وكاتبة تونسية لها 16 إصدارا في أنماط أدبية متعددة مثل الشعر والقصة القصيرة جدا وأدب اليوميات والنقد الأدبي من بينها أربع روايات وصلت إحداها إلى القائمة القصيرة في مسابقة حمد بن راشد بدولة الإمارات.