فرض الحراسة القضائية على شركة رامي مخلوف

محكمة القضاء الإداري تؤكد أن القرار يأتي ضمانا لحقوق الخزينة العامة وحقوق المساهمين في الشركة في ظل خلاف بين صاحب شركة سرياتيل ومسؤولين في النظام.
تصعيد جهود التضييق على رامي مخلوف
الصراع بين مخلوف وبشار الاسد يمكن ان يكشف تجاوزات ارتكبها النظام السوري

دمشق - ذكرت وثيقة نشرتها محكمة القضاء الإداري السورية على صفحتها بموقع فيسبوك أن المحكمة قضت بفرض الحراسة القضائية على شركة سرياتيل التي يملكها رجل الأعمال الشهير رامي مخلوف في ظل نزاع كبير بشأن ديون متأخرة.
وأمرت السلطات بمصادرة الأصول التي يملكها مخلوف، ابن خال الرئيس بشار الأسد وأحد أثرى رجال الأعمال في سوريا، للتخلف عن سداد ضرائب للجهة المسؤولة عن تنظيم الاتصالات السورية تقدر بنحو 134 مليار ليرة، أي نحو 77 مليون دولار بسعر الصرف في السوق الموازية حاليا.
وكان مخلوف يوما أحد المقربين من الأسد، وقد وصف تجميد الأصول بأنه غير قانوني ومحاولة من الحكومة للاستيلاء على الشركة. وكشف النزاع العلني غير المسبوق عن شقاق نادر داخل النخبة الحاكمة في سوريا.
وكتبت المحكمة في منشورها على فيسبوك أن قرار فرض الحراسة القضائية على سرياتيل اتخذ "ضمانا لحقوق الخزينة العامة وحقوق المساهمين في الشركة".

وتحدث مخلوف عن النزاع في ثلاث رسائل مصورة ناشد من خلالها الأسد نفسه التدخل لإنقاذ شركته. وفي آخر ظهور له قال مخلوف إنه طُلب منه الاستقالة كرئيس لشركة سرياتيل.
وفي الشهر الماضي منعت المحكمة مخلوف من السفر مؤقتا لحين تسوية النزاع.
ويحمل التصعيد الحكومي الأخير في طياته نذر التخلص من رامي مخلوف وطي صفحة أحد رجالات النظام بعد أن بات على الأرجح عبئا ثقيلا عليه، فيما قدر متابعون للشأن السوري أن الأزمة تعود ربما لخلافات مالية بين عائلة الأسد وابن خاله.
وكان رجل الأعمال السوري المشمول بالعقوبات الغربية كونه أحد مموليه وأذرعه كشف في فيديو نشره في صفحته الرسمية على الفايسبوك أن جهات نافذة في النظام لم يسمها طلبت منه التخلي عن منصبه في شركة سيريتل، محذرا من أن انهيار الشركة سيتسبب في كارثة كبيرة للاقتصاد السوري.
وأعلن أنه لن يتخلى عن منصبه وأن حملة اعتقالات لمديري شركة اتصالات سيريتل ستوقع كارثة بالاقتصاد السوري، مقدما اعتذاره لأهالي الموظفين الذين تم توقيفهم من الجهات الأمنية.
وينظر لرامي مخلوف الذي كون ثروة هائلة بحكم قرابته بالرئيس السوري، على أنه رمز للفساد وأحد أذرع النخبة الحاكمة ومن شان تصاعد الصراع بين الطرفين ان يتم الكشف عن كثير من تجاوزات النظام فيما يتعلق بالحرب السورية.
ويمتلك مخلوف إمبراطورية أعمال في مجالات متنوعة مثل الاتصالات والعقارات والمقاولات وتجارة النفط.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد وضعا مخلوف قبل أن يظهر الخلاف بينه وبين الأسد، على القائمة السوداء للعقوبات لصلته بالنظام.
وتحدثت بعض المصادر ان روسيا حاولت ربط علاقات بمخلوف في محاولة للضغط على الرئيس السوري.