فرع القاعدة يقتل عشرات الجنود الماليين

إعلان التحالف الجهادي التابع لتنظيم القاعد مسؤوليته عن قتل 30 جنديا ماليا يأتي بعد أيام من تحذير مسؤول بالاتحاد الافريقي من استغلال الجماعات الإرهابية المسلحة تفرغ بلدان القارة في مواجهة الفيروس للقيام باعتداءات إجرامية خطيرة.

باماكو - أعلن التحالف الجهادي الرئيسي في منطقة الساحل التابع لتنظيم القاعدة، مسؤوليته عن قتل عشرات من الجنود في مالي الأسبوع الماضي، وأشار إلى أن فيروس كورونا يضعف القوات الأجنبية في منطقة الساحل.

وفي بيان تحقق منه المركز الأميركي لمراقبة المواقع المتطرفة (سايت) على الانترنت، قالت "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" إنها هاجمت قاعدة عسكرية في بلدة بامبا في منطقة غاو في شمال البلاد في 6 أبريل/نيسان.

وصرح مسؤولون يومها أن الهجوم أسفر عن مقتل نحو 25 جنديا ماليا، لكن الجماعة الجهادية قالت في بيانها إنّ الهجوم أودى بـ30 جنديا، ولم يتم تأكيد من الأرقام بشكل مستقل.

كما قالت الجماعة إنّ "الفيروس القاتل الذي يجتاح أوروبا يمكن أن يضعف عزيمة أعدائها".

وتابعت في بيان إن "الوباء ضرب أيضا صفوف القوات الغازية في مالي. وهذا يدل على قرب تفكك هذا التحالف الشيطاني إن شاء الله".

وأسفر تمرد الانفصاليين والحركات الجهادية وأعمال العنف القبلية كذلك عن سقوط آلاف القتلى وتشريد مئات الآلاف منذ بداية الأزمة في عام 2012، رغم وجود قوات أممية وإفريقية وفرنسية.

وتنشر فرنسا 5100 جندي ضمن قوة برخان في دول الساحل، فيما تنشر الأمم المتحدة بعثة في مالي تضم 13 ألف عسكريا.

وامتدت أعمال العنف التي انطلقت في شمال مالي إلى وسط مالي وبوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.

وتخرج مساحات شاسعة من الأراضي عن سيطرة الدولة التي تبذل ما تستطيع، بدعم من حلفائها، لقيادة المواجهة العسكرية والمسار السياسي الضروري لإنهاء الأزمة.

وفي مارس/آذار الفائت، أعلنت الجماعة الجهادية أنّها على استعداد للتفاوض مع باماكو شرط أن تسحب فرنسا والأمم المتحدة قواتهما من مالي.

وأضافت الجماعة "ليس لدينا أي شرط مسبق للمشاركة في هذه المفاوضات" سوى "إنهاء الاحتلال الفرنسي الصليبي العنصري المتغطرس"، واصفة هذا الشرط بأنّه مطلب للشعب بأسره.

وسجلت مالي 123 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد بينها 10 حالات وفاة. وهناك مخاوف من عدم قدرة البلد الإفريقي الفقير على التعامل مع تفشي الوباء.

وكان مسؤول  بالاتحاد الإفريقي قد حذر الاثنين من استغلال الجماعات الإرهابية والمسلحة تفرغ بلدان القارة الإفريقية في مكافحة فيروس كورونا للقيام باعتداءات إجرامية خطيرة.

وقال مفوض مجلس السلم والأمن للاتحاد إسماعيل شرقي للإذاعة الجزائرية "إن انعكاسات تفشي فيروس كورونا في إفريقيا مهمة وخطيرة في ظل رفض المجموعات الإرهابية والمسلحة إسكات صوت البنادق".

ويأتي هذا التحذير بينما تساهم الجيوش في العديد من الدول التي اجتاحها فيروس كورونا، في مكافحة الوباء وضمان الأمن خلال فترات حظر التجول وتطبيق إجراءات الإغلاق والحجر الصحي التي تم إقرارها ضمن جهود وقف تفشي الفيروس.