فرنسا تبحث عن تهدئة تعيد طهران لطاولة الحوار

باريس تبدو متفائلة أكثر من اللازم باختراق محتمل للأزمة بين واشنطن وطهران معتبرة أن الحوار هو السبيل لتهدئة التوتر.

الوسيط الفرنسي يبلغ إيران أن خرقها للاتفاق النووي غير مقبلول
فرنسا تحذر من مسار أكثر تعقيدا إذا أعيد الملف النووي لمجلس الأمن
الترحيب الإيراني بمستشار ماكرون لا يعني قبولا مطلقا للعرض الفرنسي
فرنسا تقترح لجنة مشتركة للتعاطي مع التصعيد الإيراني الأميركي

باريس - أوضحت أوساط الرئاسة الفرنسية الخميس أنّ المستشار الدبلوماسي للرئيس إيمانويل ماكرون الذي التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء، يسعى للتوصل إلى "تهدئة" سياسية في غمرة التصعيد بين طهران وواشنطن.

وأشارت هذه الأوساط إلى أنّ "فرنسا تريد استطلاع سبل حوار حول مجمل المسائل بينها مستقبل الاتفاق النووي الإيراني بعد 2025".

وشرحت أنّه بعد إعلان طهران زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم "أسفنا لإخلالها بالتزاماتها ويجب أن يعالج ذلك في إطار لجنة مشتركة منبثقة من الاتفاق وإلا فإنّ الإخلال بالتزامات يطلق مسارا للعودة إلى مجلس الأمن الدولي. كل هذا تصعيد وذلك ما يجب وقفه".

وتابعت "هدفنا استطلاع فرص الحصول على بوادر وسطية من كلا الطرفين من أجل عودة إيران لالتزاماتها وانطلاق جولة حوار".

وتعتبر فرنسا أنّ اهتمام طهران الإعلامي بزيارة مستشار ماكرون يظهر "اهتمام الإيرانيين بمسعانا". وقالت المصادر إنّ الإيرانيين "لم يجيبوا إيجابا أو سلبا غير أنّهم أعربوا عن تقديرهم لمبادرتنا وأرادوا استمرار الحوار".

وشرحت مصادر الرئاسة الفرنسية أنّ إيران اختارت مسار "أقل مقابل أقل"، أي أنّ التزامات اقتصادية أقل في سياق الاتفاق النووي تؤدي إلى التزامات نووية أقل. وقالت "نعارض ذلك بالطبع، فلا وجود لذلك ضمن الاتفاق".

وأشارت إيران أيضا إلى أنّها تقابل "الضغوط القصوى" للرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"مقاومة قصوى".

وأضافت مصادر الإليزيه أنّ "هذه المواقف غير مقبولة بالنسبة إلينا. قلنا للإيرانيين إنّه في حال مواصلة هذا النهج، فإنّ الأسوأ هو الأكيد. وهذا ما نريد تجنبه".

وعبرت باريس عن أسفها لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوجه نحو فرض عقوبات جديدة في الوقت الذي كان مستشار ماكرون يقابل روحاني.

وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية "سنواصل جهودنا غير أنّ للإيرانيين خبرة 40 عاما في التعامل مع الضغوط القصوى المسلطة عليهم. إمكانية تفاقم الأزمة تتطلب أن يبحث أحد عن مسارات الحوار".

وتابعت أنّ إخلال طهران بالتزاماتها "محدود وعن قصد" لأنّ "الإيرانيين جاهزون للعودة ويشددون على استعدادهم للتراجع شرط حصولهم على حوافز".

وتبدو فرنسا متفائلة أكثر من اللازم بإمكانية اختراق الأزمة الراهنة بين واشنطن وطهران، غير أن وساطات سابقة قادتها سلطنة عمان وألمانيا واليابان وأطراف أخرى معنية بتهدئة التوتر انتهت دون إحراز أي نتائج تذكر.

ويسود مناخ من عدم الثقة بين إيران والولايات المتحدة، ما يحول في الوقت الراهن دون أي تسوية في الوقت الذي يبحث كل طرف على تسوية مشروطة.

وسبق للرئيس الأميركي وكبار المسؤولين في إدارته باستثناء مستشاره للأمن القومي جون بولتون، أن دعوا إيران لتفاوض غير مشروط على اتفاق جديد يشمل برنامجيها النووي والصاروخي، لكن طهران رفضت العرض مؤكدة أنها لا تقبل التفاوض تحت الضغط.

وتقول الحكومة الإيرانية في المقابل إنها لم تبادر بالانسحاب من الاتفاق النووي للعام 2015 وأن على الطرف الذي انسحب اي واشنطن أن يعود هو لطاولة الحوار.