فرنسا تتخلى عن فكرة إعادة جهادييها من سوريا

محاميان يتهمان الدولة الفرنسية بعدم تحمل مسؤوليتها ازاء أبناء الجهاديين من مواطنيها المحتجزين لدى أكراد سوريا، مشيرين إلى أن باريس خضعت لمزاج رأي عالمي في هذا الملف.

باريس تتنصل من مسؤولية إعادة أبناء جهادييها من سوريا
دول غربية تخشى تحول أبناء جهادييها إلى مشاريع للتطرف في المستقبل
أكراد سوريا تذمروا مرارا من ممطالة دول غربية في إعادة جهادييهم

باريس - تخلت فرنسا على ما يبدو عن فكرة إعادة جهادييها المعتقلين في سوريا ملقية بالكرة في ملعب أكراد سوريا الذين تذمروا مرارا من عبء المتطرفين الأجانب الذين اعتقلتهم على مدار أشهر من المعارك انتهت بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الباغوز آخر جيب له في شرق سوريا.   

وأكد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أن بلاده لا تنظر في "إعادة جماعية" للجهاديين الفرنسيين وعائلاتهم المحتجزين في سوريا رغم أن هذه الفرضية جرت دراستها في وقت ما.

وأكد صحيفة 'ليبيراسيون' الفرنسية الجمعة أن السلطات الفرنسية أعدت منذ وقت قصير لائحة بأسماء 250 رجلا وامرأة وطفلا، محتجزين في مناطق أكراد في سوريا بغية إعادتهم، قبل أن تتخلى عن الفكرة أخيرا خشية رد فعل الرأي العام المتردد عالميا بشأن عودة الجهاديين إلى دولهم.

وقال كاستانير في المؤتمر الصحافي الختامي للقاء وزراء داخلية دول مجموعة السبع في باريس إنه "من المنطقي أن تحضّر السلطات كل الفرضيات. وإعادة الجهاديين كانت واحدة من الفرضيات التي حضرتها".

غير أن الوزير أضاف أنه "لم يتم النظر أبدا في إعادة جماعية"، مؤكدا أن فرنسا لن تقرر إعادة أبناء الجهاديين إلى فرنسا إلا بدارسة "كل حالة على حدة". ورفض أن يكون الرأي العام هو من يملي الموقف الفرنسي.

وأعيد خمسة أيتام إلى فرنسا في 15 مارس/اذار من مناطق الأكراد في سوريا كما أعيدت طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات في 27 من الشهر ذاته، حكم على والدتها بالسجن المؤبد في العراق.

وردا على المعلومات التي أوردتها 'ليبيراسيون'، عبّر المحاميان ماري دوزيه ومارتن براديل المدافعان عن أمهات وأطفال الجهاديين المحتجزين في سوريا عن أسفهما "لتخلي" فرنسا "عن تحمل مسؤولياتها من أجل إرضاء رأي عام غير مطلع بما فيه الكفاية".

وأكد المحاميان في بيان أن "كل شيء كان جاهزا: كان أمام فرنسا خيار تحمل مسؤولياتها عبر إعادة كل الأطفال وأمهاتهم المحتجزين في مخيمات الأكراد في سوريا".

وأضافا "لم يكن هناك وقت للمماطلة" نظرا لتردي ظروف الحياة في المخيمات في سوريا. ومنذ أسابيع، تتزايد المطالبات بعودة أبناء الجهاديين في ملف حساس بالنسبة لفرنسا التي تعرضت لسلسلة هجمات إرهابية منذ العام 2015.

واعترضت على الأقل عائلة واحدة أمام القضاء الإداري، فيما لجأ المحاميان إلى لجنة مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة لإجبار الدولة الفرنسية على إعادة الأطفال.

وتخشى دول غربية أن يتحول أبناء جهادييها المحتجزين في سوريا والعراق إلى مشاريع تطرف في المستقبل لتشبع معظمهم بأفكار التنظيم المتطرف ولنشأتهم نشأة قاسية تعودوا خلالها على مشاهدة فظاعات التنظيم من ذبح وقطع للرؤوس وإعدامات جماعية.

وملف أبناء الجاهديين الأجانب من الملفات التي تثقل على الدول التي يتحدر منها المتشددون في سوريا والعراق.

واعادة تأهيل هؤلاء الأطفال فكرة رائجة لكنها غير مضمونة النتائج فقد يبدي أطفال داعش تجاوبا ظاهريا لكن لا أحد يمكنه الجزم بأنهم تخلصوا من إيديولوجيا دموية عايشوها لسنوات تحت حكم التنظيم المتطرف.