فرنسا تحث إيران على احتواء الصراع في الشرق الأوسط
باريس - دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد نظيره الإيراني مسعود بزشكيان إلى "دعم تهدئة شاملة" في قطاع غزة، ولبنان حيث يقاتل الجيش الإسرائيلي حزب الله المدعوم من إيران، فيما تعرف العلاقات الفرنسية الإسرائيلية توترا بسبب استهداف قوات اليونيفيل ورفض السلطات الاسرائيلية لكل الجهود الدولية المبذلة لوقف الحرب.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون أكد خلال اتصال هاتفي مع بزشكيان على "مسؤولية إيران في دعم تهدئة شاملة واستخدام نفوذها في هذا الاتجاه لدى الأطراف المزعزعين للاستقرار الذين يتلقون دعمها".
من جانبه، قال مكتب الرئيس الإيراني إن الزعيمين ناقشا كيفية تأمين "وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل".
الزعيمان ناقشا كيفية تأمين وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
وأضاف أن بزشكيان "طلب من الرئيس الفرنسي العمل مع دول أوروبية أخرى لإرغام النظام الصهيوني على وضع حد للإبادة الجماعية والجرائم المرتكبة في غزة ولبنان".
ويعتبر انهاء التوتر في المنطقة مصلحة فرنسية حيث تعتبر باريس لبنان بلدا صديقا وتؤكد رفضها أن يكون مصيره كمصير قطاع غزة الذي دمر بسبب الحرب. وكان ماكرون طالب في السابق بالتوقف عن مد الدولة العبرية بالسلاح وهو ما اثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما قالت الرئاسة الفرنسية أنها ستواصل دعم تل أبيب بالسلاح للدفاع عن نفسها.
وكانت باريس أدانت الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل بداية الشهر الجاري لكنها أكدت مرارا لا تؤيد استهداف منشاتها النووية والنفطية ردا على التهديدات الإسرائيلية المستمرة وذلك لمنع توسع الحرب في المنطقة.
في المقابل تطالب إيران الدول الأوروبية بما فيها فرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف الهجمات في غزة ولبنان حيث اكد الرئيس الإيراني مرارا أن التصعيد الإسرائيلي مدعوم من أميركا وأوروبا.
وتبذل السلطات الفرنسية جهودا لاحتواء الحرب في لبنان بعد أن بذلت جهودا لمنعها عبر التأكيد على تطبيق القرارات الدولية.
وقد بحث رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأحد في اتصال مع ماكرون مساعي وقف "العدوان" الإسرائيلي على لبنان. وقال البيان إن الجانبين بحثا "الوضع الراهن في لبنان والمساعي الدبلوماسية الجارية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان".
ونقل عن ميقاتي تأكيده أن "الأساس هو وقف العدوان الإسرائيلي، وعودة النازحين إلى مناطقهم، وتطبيق القرار 1701 كاملا، وإلزام اسرائيل بوقف عدوانها وخروقاتها".
وخاض الجيش الإسرائيلي "معارك مباشرة" مع حزب الله في جنوب لبنان الأحد حيث أعلن للمرة الأولى أسر مقاتل من الحزب لكن الأخير نفى ذلك مؤكدا أن المشاهد قديمة وتعود لحرب 2006. كما يكثف الجيش غاراته الجوية على مناطق متفرقة في البلد المجاور.
بدوره، أفاد الحزب اللبناني المدعوم من إيران عن اشتباكات عنيفة "من المسافة صفر" واستهداف "معسكر تدريب" في مدينة حيفا بطائرات مسيّرة.
بعدما أضعفت إسرائيل حركة حماس الفلسطينية في غزة، نقلت جبهة الحرب إلى لبنان، وتقول إن هدفها هو إبعاد حزب الله عن الحدود والسماح بعودة نحو 60 ألف من سكان شمال البلاد نزحوا بسبب هجمات الحزب الصاروخية المستمرة منذ بدء الحرب في غزة.