فرنسا تحدد 2022 موعدا لمحاكمة المتورطين في اعتداء الدهس بنيس

محكمة الجنايات الفرنسية الخاصة ستنظر في مسؤولية ثمانية مشتبه بهم منهم أفراد من محيط التونسي محمد لحويج بوهلال منفذ عملية الدهس في 2016 ومنهم وسطاء متورطون في تهريب أسلحة له.
المتهمون الرئيسيون سيحاكمون بتهمة الانتماء إلى عصابة إرهابية إجرامية
فرنسا تكابد لمحاصرة خطر التطرف محليا وخارجيا
تدابير فرنسا في مكافحة التطرف تقلص خطر الإرهاب ولا تنهيه

باريس - من المقرر أن تقام المحاكمة في اعتداء نيس الذي خلف 86 قتيلا وأكثر من 400 جريح عند جادة الإنكليز في المدينة عام 2016، خلال الفترة الممتدة بين 5 سبتمبر/أيلول و15 نوفمبر/تشرين 2022، وفق ما أعلن مصدر قضائي الأربعاء.

وتم إبلاغ المحامين عن جلسات المحاكمة أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس صباح الأربعاء بعد جلسة الاستماع في قضية اعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وفق ما أكده مصدر قضائي.

وشهدت نيس في 14 يوليو/تموز 2016 اعتداء خلال الاحتفالات بالعيد الوطني، أدى إلى مقتل 86 شخصا. وصدم المهاجم محمد لحويج بوهلال وهو فرنسي من أصل تونسي يبلغ من العمر 31 عاما، بشاحنة أطفالا وعائلات كثيرة وسياحا أجانب في أربع دقائق، قبل أن ترديه قوات الأمن.

وستنظر محكمة الجنايات الخاصة في مسؤولية ثمانية آخرين، منهم أفراد من محيطه ومنهم وسطاء متورطون في تهريب أسلحة له.

وسيحاكم المتهمون الرئيسيون الثلاثة وهم شكري شفرود ورمزي عرفة ومحمد غريب، بتهمة "الانتماء إلى عصابة إرهابية إجرامية".

وطالبت جهات مدنية بمحاكمتهم بتهمة "التواطؤ" في الجرائم التي ارتكبها بوهلال وذلك بهدف معاقبتهم بالسجن مدى الحياة، لكنّ المتهمين الثلاثة الذين يدفعون ببراءتهم، لم تكن لديهم "معرفة دقيقة بالمشروع الإرهابي" أو "توقيته"، بحسب تقدير قضاة التحقيق.

وأفرج عن محمد غريب عام 2019 تحت إشراف قضائي وما زال الآخران رهن الحبس الاحتياطي.

وبالنسبة إلى المتهمين الخمسة الآخرين، بمن فيهم امرأة، المتورطون في تهريب الأسلحة، لم تتمكن التحقيقات من إثبات أنهم كانوا على دراية بالهجوم المخطط له. لذلك، تم استبعاد التوصيف الإرهابي وستتم محاكمتهم لمخالفات جرمية للقانون العام.

وأحد هؤلاء فار وآخر ألباني يبلغ من العمر 28 عاما ألقي القبض عليه في منتصف أبريل/نيسان في إيطاليا. وانتحر ابن عم الأخير الذي احتجز في إطار هذه القضية عام 2016، في السجن في 8 يونيو/حزيران 2018.

ويأتي الإعلان عن موعد المحاكمة بينما تكابد فرنسا لمحاصرة التطرف على أراضيها وتطويق الدعاية له خاصة عبر الفضاء الافتراضي حيث يصعب رصد أنشطة متطرفين أو أشخاص لهم ميول للتطرف.

وشكل هجوم نيس صدمة كبيرة في فرنسا بعد اعتداءات نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وأيقظ مخاوف لاتزال قائمة إلى الآن من تحرك الذئاب المنفردة التي لا تخضع لقيادة مركزية أو تنظيمية وتتصرف بناء على توقيتات تراها مناسبة دون العودة للتنظيم أو الجماعة التي تنتمي لها أو المتأثرة بفكرها.

وبالفعل شهدت فرنسا بعد هجومي باريس في 2015 ونيس في 2016 سلسلة اعتداءات إرهابية كان يصعب تجنبها بشكل استباقي إما لوجود ثغرات أمنية أو لأن منفذيها ذئاب منفردة بعضهم ليس لهم سجل لدى السلطات الأمنية أو أنهم غير معروفين انزلقوا للتطرف متأثرين بفكر داعش أو القاعدة دون انتماء فعلي للتنظيمين.