فرنسا تحمّل حزب الله مسؤولية جر لبنان إلى الحرب
القدس - قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الاثنين إن القوة العسكرية وحدها لا تضمن أمن إسرائيل، مؤكدا أن باريس ستواصل الجهود لتحقيق وقف إطلاق النار في لبنان، محملا حزب الله مسؤولية جر البلاد إلى الحرب.
وفي ختام جولة استمرت أربعة أيام في الشرق الأوسط، زار الوزير الفرنسي إسرائيل اليوم الاثنين لإحياء ذكرى مرور عام على هجوم مسلحين بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وأسر حوالي 250 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
وأدى الهجوم إلى شن حرب إسرائيلية على غزة أسفرت عن مقتل ما يقرب من 42 ألف فلسطيني حتى الآن، بحسب وزارة الصحة في القطاع. وانتشر الصراع في أنحاء المنطقة مع تكثيف إسرائيل لعملياتها الإسرائيلية على حدودها الشمالية في لبنان ضد جماعة حزب الله الحليفة لحماس.
وقال بارو في مؤتمر صحفي بالقدس "القوة وحدها لا تضمن أمن إسرائيل وأمنكم. لا يمكن أن يكون النجاح العسكري بديلا للسياسة"، مضيفا "حان وقت الدبلوماسية لإعادة الرهائن إلى أحبائهم وعودة النازحين إلى ديارهم في الشمال، بعد عام من الحرب".
وقال الوزير الفرنسي الذي أدلى بتصريحاته بعد اجتماع مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن حزب الله اللبناني "يتحمل مسؤولية كبيرة في اتساع نطاق الحرب في لبنان".
وتأتي زيارة بارو لإسرائيل، حيث يعيش حوالي 180 ألف مواطن فرنسي، في وقت عصيب في العلاقات الفرنسية الإسرائيلية بعدما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة الرئيس إيمانويل ماكرون في مطلع الأسبوع.
وكان ماكرون قد دعا إلى فرض حظر على الأسلحة لإسرائيل، وانتقد الدول التي تزودها بالسلاح وتدعو في الوقت نفسه إلى وقف إطلاق النار واصفا مواقفها بأنها غير متسقة، في انتقاد ضمني للولايات المتحدة.
وأكد بارو أنه من الغريب الدعوة إلى وقف إطلاق النار مع تقديم أسلحة هجومية، قائلا إن فرنسا باعتبارها مدافعا قويا عن أمن إسرائيل، تشعر أنه من الضروري أن تكون صريحة في موقفها إزاء المعاناة المستمرة للمدنيين في غزة، وأيضا العملية العسكرية الآن في جنوب لبنان.
وعملت فرنسا مع الولايات المتحدة في محاولة لتأمين وقف إطلاق النار في لبنان في نهاية سبتمبر/أيلول. وكانت مصادر دبلوماسية تعتقد في ذلك الوقت أن هذا الجهد قد يضمن هدنة مؤقتة، قبل يوم من قصف إسرائيل لضاحية بيروت الجنوبية بكثافة، مما أسفر عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ونحو 12 من قيادات الجماعة المدعومة من إيران.
وقال بارو "علينا مسؤولية التحرك اليوم لتجنب أن يجد لبنان نفسه في المدى القصير في وضع مأساوي مثل الذي وجدت سوريا نفسها فيه قبل بضع سنوات"، مضيفا أن "مقترحات وقف إطلاق النار التي طرحت مع واشنطن لا تزال قائمة".