فرنسا تدعم الجيش اللبناني للقيام بدور أكبر في ضبط الحدود مع إسرائيل

قوى سياسة تطالب بمنح الجيش المسؤولية الكاملة على الحدود ومنع وجود أي جهة أخرى مسلحة مع التمديد لقائده العماد جوزيف عون.

بيروت - أكّد وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، أن “بلاده سترسل عشرات المركبات المدرّعة إلى الجيش اللبناني، حتّى يتمكّن من القيام بمهام الدوريات بالشّكل الصّحيح”، في ظل تصاعد التوتّرات في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله.

وقال ليكورنو لصحيفة “لوريان لو جور” اللبنانية، بعد زيارة للبنان “من الضروري تعزيز قدرات الجيش الوطني اللبناني حتّى يتمكّن من التّنسيق بشكل جيّد مع قوّة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب اللبناني.

وينظر اللبنانيون بالإضافة إلى الدول الغربية إلى الجيش اللبناني بأن دوره أساسي في ضبط الحدود في هذه الفترة الحساسة إلى جانب دوره في الأمن الداخلي، ومع انتهاء ولاية قائد الجيش العميد جوزيف عون لا يبدو أن هناك حل آخر سوى التمديد له حتى لا يصل لبنان إلى فراغ أمني في ظل الأوضاع الراهنة.

وأضاف ليكورنو “سنواصل شراكتنا من خلال المعدات العسكرية لنقل القوات تحديداً في حماية مدرّعات، وهو أمر أساسي لمواصلة الدوريات، وسيتم تسليم عشرات المركبات المدرعة للجيش اللبناني قريباً”.

ويعمل الجيش اللبناني إلى جانب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لإعادة تأكيد سلطة الحكومة في جنوب لبنان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل المنطقة في السابق. كما يشارك في جهود إزالة الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في جميع أنحاء البلاد.

وكانت المساعدات الدولية للجيش اللبناني على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية تهدف إلى دعمه كمؤسسة وطنية شرعية تتخطى الطوائف وتدعم شعورًا أوسع بالأمن والهوية اللبنانية. ويعتبر الجهة الوطنية الوحيدة التي تحظى باحترام ودعم واسع النطاق في جميع أنحاء البلاد هو أمر مهم.

وتطالب قوى سياسة بمنح الجيش المسؤولية الكاملة على الحدود ومنع وجود أي قوى أخرى مسلحة لبنانية أو غيرها للنأي بلبنان عن الحرب الراهنة.

وطالبت "كتلة تجدد" النيابية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالالتزام بالقرار 1701، للنأي بلبنان عن احتمالات الحرب والدمار وتحوله إلى ساحة صراع لبسط نفوذ قوى إقليمية على حسابه وحساب اللبنانيين.

وقال تيار "تجدد" أن التزام الحكومة الفعلي بالقرار 1701 يعني عملياً الضغط للخروج الفوري مما يسمى قواعد الاشتباك ووقف الأعمال الحربية على الحدود التي وصفها أمين عام حزب الله بمعركة الإلهاء، والتي أدت حتى الآن لنزوح السكان في الجنوب وخسائر بشرية واقتصادية جدية. كما دعا للضغط لمنع أي وجود مسلح لبناني أو غير لبناني جنوب الليطاني خارج الجيش اللبناني واليونيفل، المناط بهما حصراً ضبط الحدود.

وفي سياق حماية لبنان واستباق المزيد من الفراغ في مواقع الدولة، طالبت الكتلة رئيس الحكومة بالحؤول دون الفراغ على رأس المؤسسة العسكرية، مكررة التنبيه من مخاطر ذلك، خصوصاً في ظل الفراغ الرئاسي وفي هذه الظروف الاستثنائية التي يبقى فيها الجيش رمزاً لما تبقى من الشرعية والضامن للأمن والاستقرار.

وبينما تزداد المؤشرات اللي تقول بالتمديد لعون في قيادة الجيش، تدفع باريس باسم قائد الجيش لرئاسة الجمهورية لملء الفراغ الرئاسي الذي يعطل تعيين حكومة جديدة وعودة الدعم العربي والدولي لهذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية منذ عام 2019 أودت بـ80 بالمئة من المواطنين في جحيم الفقر.

وأكدت مجلة "إنتيليجنس أونلاين" الفرنسية المتخصصة في شؤون الاستخبارات أن فرنسا تنسق جهودها مع قطر، التي استطاع الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارتين له إلى الدوحة لحضور مباريات بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، لتشكيل دعم للجنرال عون.

وأوضحت في تقرير لها أن حراك فرنسا يهدف لجلب دعم دولي لملء الفراغ الرئاسي بلبنان عبر مرشح تفضله مقابل المرشحين الذين يدفع بهم حزب الله اللبناني وحلفاؤه لضمان مصالحهم وإبقاء نفوذهم.