فرنسا تسجن جهادية خمسينية رحّلتها من سوريا عبر تركيا

هيئة قضاء مكافحة الإرهاب الفرنسي أصدرت مذكرة توقيف بحق الفرنسية باسكال ريمونينك التي كانت في منطقة بشمال سوريا تسيطر عليها القوات التركية.

باريس - سجنت جهادية فرنسية تبلغ من العمر 59 عاما الاثنين في فرنسا بعدما تم ترحيلها من تركيا بعد أكثر من ست سنوات أمضتها في المنطقة العراقية السورية وفق ما أفادت الخميس مصادر متطابقة مؤكدة معلومات أوردتها أسبوعية "لكسبرس".

وألقي القبض على باسكال ريمونينك التي صدرت بحقها مذكرة توقيف عن هيئة قضاء مكافحة الإرهاب الفرنسي، في منطقة بشمال سوريا تسيطر عليها القوات التركية.

وقال مصدر قضائي إنها غادرت فرنسا في العام 2013 للانضمام إلى رجل في مناطق قتال الجهاديين.

وفور وصولها الاثنين إلى فرنسا، مثلت أمام قاض وجّه إليها تهمة "التعامل مع إرهابيين مجرمين" وأودعت الحبس الاحتياطي، وفق المصدر نفسه.

ولم يرغب محاميها كزافييه نوغيراس بالتعليق.

وقد تم ترحيل باسكال ريمونينك في إطار "بروتوكول كازينوف" الذي يحمل اسم وزير الداخلية الفرنسي السابق برنار كازينوف (2014-2016).

وأبرم هذا اتفاق التعاون الأمني بين أنقرة وباريس في 2014. وهو يسمح باعتقال الجهاديين العائدين من سوريا عبر تركيا فور عودتهم.

وحتى تموز/يوليو، تسلّمت فرنسا بموجب هذا البروتوكول ما مجموعه حوالى 281 شخصا، وفق ما أفاد مصدر مطّلع.

وشكّلت تركيا معبرا رئيسيا للجهاديين القادمين من مختلف أنحاء العالم للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق في السنوات الماضية خلال الحرب هناك.

ولعبت أنقرة دورا مهما في تسهيل دخول وإيواء قيادات وعناصر من داعش لتقديم العلاج اللازم أو تسليحهم وتهريبهم عبر الحدود للقتال إلى جانب التنظيم.

وتكشف العشرات من التحقيقات الدولية أن السلطات التركية استخدمت المنظمات غير الحكومية وحملات الإغاثة الإنسانية لنقل الأسلحة وكل ما يحتاجه التنظيم الإرهابي من أدوية وغذاء ومعدات تحت إشراف الاستخبارات التركية وذلك بناء على اتفاقيات بين النظام التركي وداعش.

وبينما كان أردوغان يقول أمام وسائل الإعلام وفي المحافل الدولية “نحن من بدأ تركيع داعش الإرهابي، بعدما أصبح من أكبر التحديات التي تواجه الإسلام”، كان رجال مخابراته يشرفون على عمليات تسفير المقاتلين، من خلال تحريك أذرعه الإخوانية في عدة دول لاستقطاب الشباب في مرحلة أولى ثم تسهيل عمليات مرورهم عبر الحدود التركية السورية في مرحلة ثانية.

ومع بداية التدخل العسكري التركي في ليبيا في يناير الماضي بدأت أنقرة في تسفير آلاف المقاتلين من الفصال السورية المتشددة ومن داعش نحو طرابلس دعما لحكومة الوفاق التي يسيطر عليها الإخوان لصد قوات الجيش الوطني الليبي مؤججة الصراع والفوضى في البلد المطل على البحر المتوسط والقريب من سواحل أوروبا.