فرنسا تطلق مسابقة معمارية دولية لتجديد اللوفر
باريس - أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، الجمعة، عبر منصة إكس عن مشروع تجديد متحف اللوفر المرموق وتطويره، والذي أعلن عنه قصر الإليزيه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وجاء في منشور داتي على المنصة "افتخر بالإعلان عن إطلاق المسابقة المعمارية الدولية لمشروع +النهضة الجديدة لمتحف اللوفر + Louvre – Nouvelle Renaissance برغبة من رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون"، مضيفة "بعد 40 عاما من بناء هرم اللوفر الكبير، إنه زخم معماري وثقافي جديد".
وكانت رئيسة متحف اللوفر في باريس لورانس دي كار حذرت يناير/كانون الثاني الماضي في رسالة وجهتها إلى وزيرة الثقافة رشيدة داتي وكشفت عنها صحفية "لو بارزيان" اليومية وأكد اللوفر لرويترز صحتها، من تدهور حالة المبنى الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت، مشيرة إلى مشاكل تتعلق بتسرب المياه "وتقلبات مقلقة في درجات الحرارة تهدد سلامة الأعمال الفنية".
وأدنت رئيسة المتحف في الرسالة المؤرخة في الثالث عشر من يناير/كانون الثاني "الواقع القاسي لحالة" المتحف الأكثر استقطابا للزائرين في العالم، بفعل "الاستخدام المفرط" الذي أوصل بعض المباني في الموقع إلى "مستويات مقلقة من التقادم"، مشددة على "ازدياد الاختلالات" والحاجة إلى ورشة تجديد كبرى في الموقع.
وفي 28 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن ماكرون عن مشروع "ضخم" لمتحف اللوفر الذي يعاني التقادم. ويلحظ المشروع إنشاء مدخل كبير جديد على الواجهة الشرقية للقصر القديم، وبناء "مساحة خاصة" جديدة لاستضافة لوحة الموناليزا لليوناردو دافنشي، وإنشاء قاعات عرض جديدة تحت ساحة "كور كاريه" Cour Carree في متحف اللوفر.
بُني قصر اللوفر بباريس في أواخر القرن الثاني عشر، وظل مقر الإقامة الرسمي لملوك فرنسا لعدة قرون إلى أن تخلى عنه الملك لويس الرابع عشر واتجه إلى قصر فرساي. وفي العاشر من أغسطس/آب 1793، تحول إلى متحف لعرض مجموعة من الأعمال الفنية الملكية.
وبات الهرم الزجاجي الذي افتُتح في عام 1988 ووضع تصوّره الرئيس الاشتراكي الأسبق فرنسوا ميتران (1981-1995) يُعتبر "عتيق الطراز هيكليا" لأنه كان مصمما لاستقبال أربعة ملايين زائر سنويا. وكان المتحف قد استقبل قرابة تسعة ملايين زائر (80 في المئة منهم أجانب) في عام 2024 و10 ملايين قبل جائحة كوفيد.
ويهدف المشروع أيضا إلى تكييف المتحف من حيث معايير السلامة والبيئة، من دون إغلاقه، وتحسين الراحة فيه وجودة حماية الأعمال.
وقُدرت تكلفة المشروع بنحو 700 إلى 800 مليون يورو على مدى عشر سنوات، وستتولى الدولة تمويل "جزء ضئيل جدا" منها. وخُصصت عشرة ملايين يورو للدراسات الأولية عام 2025. وقدّر اتحادا العمال العام والطلاب هذا المبلغ بمليار يورو.
وصادق الرئيس الفرنسي على فكرة رشيدة داتي، التي عينها قبل عام، لزيادة سعر تذكرة الدخول للأجانب من البلدان خارج الاتحاد الأوروبي اعتبارا من 1 يناير/كانون الثاني 2026.
وقد يؤدي هذا التسعير التفاضلي في نهاية المطاف إلى جلب عشرين مليون يورو إضافية سنويا، إذا تم تحديد سعر الدخول عند 30 يورو للأجانب، وإذا وصل عدد الزوار إلى 12 مليون زائر سنويا، وهو الهدف الذي حدده ماكرون.