فرنسا تعطل الضغوط الأوروبية على الجيش الليبي

غوتيريش لا يزال يأمل بوقف لإطلاق النار من أجل تفادي معركة دموية وكبيرة على طرابلس.

بروكسل - قالت مصادر دبلوماسية إن فرنسا عرقلت بيانا للاتحاد الأوروبي يدعو قائد قوات الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر إلى وقف الهجوم على طرابلس، وذلك في أحدث مثال على تقويض الخلافات الداخلية لنفوذ التكتل العالمي. 
وكانت مسودة البيان ستنص على أن الهجوم العسكري على طرابلس "يعرض للخطر السكان المدنيين ويعرقل العملية السياسية ويهدد بمزيد من التصعيد الذي ستكون له عواقب وخيمة على ليبيا والمنطقة بما في ذلك التهديد الإرهابي".
وأجبرت المعارك على مشارف العاصمة الليبية الآلاف على الفرار من ديارهم بينما استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش والقوات الموالية لحكومة طرابلس.
وتختلف فرنسا وإيطاليا بشأن كيفية معالجة أحدث جولة من التصعيد في ليبيا.
ولفرنسا نشاط في قطاع النفط بشرق ليبيا. وقال مسؤولون ليبيون وفرنسيون إنها قدمت لحفتر في السنوات الماضية مساعدات عسكرية بمعقله في شرق البلاد.
وتساند إيطاليا، التي كانت تحتل ليبيا وما زالت لاعبا رئيسيا في قطاع النفط الليبي، فائز السراج رئيس الوزراء الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وعلى هامش قمة للاتحاد بشأن خروج بريطانيا، قال الإيطالي أنطونيو تاجاني رئيس البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء إن لدى فرنسا وإيطاليا "مصالح متباينة" في ليبيا.
وقال للصحفيين "نحن بحاجة لمزيد من الوحدة. نريد كأوروبيين الحديث بصوت واحد، لكن الأوروبيين لسوء الحظ منقسمون بهذا الشأن".

نريد كأوروبيين الحديث بصوت واحد، لكن الأوروبيين لسوء الحظ منقسمون بهذا الشأن

وعرقلت فرنسا مسودة البيان الأوروبي التي أعدت في بروكسل من خلال عملية يمكن لحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد كل على حدة إبداء اعتراضات من خلالها. وسيحاول الاتحاد الأوروبي إعداد مسودة جديدة تحظى بموافقة جميع الدول.
وقالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إن موقف التكتل موحد في الدعوة إلى هدنة والعودة إلى الدبلوماسية في ليبيا.
واتخذت قوات الجيش الوطني الليبي مواقعها في الضواحي على بعد حوالي 11 كيلومترا إلى الجنوب من وسط العاصمة، بينما تسد حاويات معدنية وشاحنات خفيفة مزودة بمدافع رشاشة طريقها إلى المدينة.
وقالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 4500 من سكان طرابلس نزحوا، وإن معظمهم يبتعد عن مناطق القتال إلى أحياء أكثر أمنا بالمدينة. وأضافت أن كثيرين آخرين محاصرون.
وتريد الأمم المتحدة الجمع بين الطرفين للتخطيط معا للانتخابات والخروج من الفوضى وناشدتهما وقف إطلاق النار.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا يوم الأربعاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي قال إنه ما زال هناك وقت لوقف إطلاق النار "لتفادي الأسوأ وهو معركة دموية وكبيرة من أجل طرابلس".
وقال غوتيريش للصحفيين عقب الاجتماع "لدينا موقف خطير للغاية وبالطبع يجب أن ننهيه". ولخص مندوب ألمانيا بالمنظمة الدولية كريستوف هيوسجن الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي قائلا إن بقية الأعضاء كرروا دعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار.
وبينما يستمر القتال، ذكر مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة أنه التقى بالسراج وبرئيس البرلمان الذي يتخذ من طرابلس مقرا له لبحث الوضع.
ونشرت قوات الجيش الوطني على صفحتها على فيسبوك تسجيلا مصورا تقول إنه يظهر سيطرتها على قاعدة حكومية بحي العزيزية في جنوب طرابلس. وتظهر في الصور مركبة مشتعلة وجنود يطلقون النار في الهواء.
وزحفت قوات الجيش الوطني الليبي من معقلها في شرق ليبيا للسيطرة على الجنوب ذي الكثافة السكانية المنخفضة والغني بالنفط في وقت سابق هذا العام، قبل أن تتجه منذ أسبوع نحو طرابلس حيث تتمركز حكومة السراج المعترف بها دوليا.
وليبيا منقسمة بين حكومة تتمركز في شرق البلاد وأخرى في غربها بعد الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. وحكم القذافي البلاد على مدى أكثر من 40 عاما قبل أن تطيح به انتفاضة دعمها الغرب.
ومنذ ذلك الحين تتصارع فصائل سياسية ومسلحة على النفوذ والسيطرة على الثروة النفطية، وانقسمت البلاد إلى إدارتين متنافستين تتحالف كل منهما مع جماعات مسلحة بعد معركة للسيطرة على طرابلس عام 2014.