فرنسا تواجه الأذرع التركية بحل حركة قومية متطرفة

الحكومة الفرنسية ستتخذ خلال جلسة لمجلس الوزراء قرارا بحل حركة الذئاب الرمادية التركية العنصرية في خضم الخلاف بين باريس وانقرة.
فرنسا تواجه التطرف التركي في مستويين الديني والعرقي
حركة الذئاب الرمادية تورطت في اعمال عنف داخل وخارج تركيا

باريس - بدأ الخلاف الفرنسي التركي يتعمق شيئا فشيئا مع إصرار باريس على مكافحة الجماعات المتطرفة وجماعات الإسلام السياسي بمختلف توجهاتها.
وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان الإثنين أن الحكومة الفرنسية ستتخذ خلال جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء قرارا بحل حركة "الذئاب الرمادية" القومية التركية المتطرفة.
ووجهت أصابع الاتهام الى هذه الحركة بعد الصدامات التي وقعت أخيرا بين الجاليتين التركية والارمنية في ديسين-شاربيو قرب ليون (شرق). كذلك، كتبت عبارة "الذئاب الرمادية" على نصب تكريمي لضحايا الإبادة والمركز الوطني للذاكرة الارمنية قرب ليون ليل السبت الاحد.
ومنظمة " الذئاب الرمادية""و "اوجاكلاري" منظمة قومية في تركيا تؤمن بتفوق العرق التركي على بقية الأعراق وهي مجموعة تتميز بتعصبها القومي وتشكلت فترة الستينات.
وتورطت المجموعة في عديد الجرائم من بينها قتل 100 علوي في السبعينات إضافة الى تورطها في ارتكاب مجزرة تقسيم سنة 1977 وراح ضحيتها أكثر من 100 شخص ودورها في محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني.
وارتكبت المجموعة القومية المتعصبة جرائم ضد الاكراد اثر مشاركتها الى جانب الجيش التركي في مواجهة حزب العمال الكردستاني بداية التسعينات.
وتعمل المجموعة على استعادة امجاد تركيا وتاريخها في توحيد الشعوب التركية في دولة واحدة والتقليل من شان قوميات اخرى كالأكراد والارمن واليونانيين ما يشير الى طابعها الفاشي الذي تتشارك فيه مع أفكار كالنازية التي تؤمن بتفوق العرق الألماني او العنصريون في جنوب افريقيا الذين يؤمنون بتفوق العرق الأبيض.
وعادت هذه الافكار الفاشية والعنصرية مع توسع اذاع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يسعى الى استعادة أمجاد أجداده العثمانيين وذلك بالتدخل في شؤون دولة المنطقة ونشر الفوضى والفتن فيها.

الخلاف بين اردوغان وماكرون عميق ويشمل عددا من الملفات
الخلاف بين اردوغان وماكرون عميق ويشمل عددا من الملفات

وبعد استعانته بالجماعات المتطرفة والجهادية من إخوان وقاعدة وتنظيمات جهادية أصبحت السلطات التركية تستعين بتلك الجماعات المتعصبة لبسط نفوذها في سوريا اضافة الى دعم الفكر القومي المتعصب داخل الجاليات التركية في أوروبا بما فيها فرنسا.
كما ياتي قرار حل المجموعة القومية التركية بالتوازي مع حل جمعيات تابعة لتنظيمات الاسلام السياسي بما فيها تنظيم الإخوان المسلمين لدورها في نشر الفكر المتطرف بين شباب الجاليات المسلمة سواء في فرنسا او اوروبا.
وقامت باريس بإغلاق بعض المساجد التي تنشر التطرف كما قررت ترحيل عدد من المتطرفين.
وكان الرئيس التركي قام بالتجييش ضد الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون على خلفية نشر الرسوم المسيئة للرسول في وقت ادان فيه العالم عملية قتل المدرس صامويل باتي على يد متطرف شيشاني.
ورغم تصاعد المخاطر على فرنسا من قبل المجموعات الارهابية واصل اردوغان مهاجمة فرنسا بجدة الدفاع عن الاسلام وهي محاولة للتغطية على الاطماع التركية للهيمنة باستغلال المشاعر الدينية.
والخلاف التركي الفرنسي يتجاوز مسالة الرسوم المسيئة للرسول حيث وقفت باريس ضد الأطماع التركية في المتوسط وفي الساحة الليبية او ملف النزاع في اقليم ناغورني قره باغ حيث تدفع الحكومة الفرنسية الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على أنقرة.
وتخول الخلاف بين الدولي الى خلاف شخصي بين الرئيس رجب طيب اردوغان ونظيره الفرنسي ماكرون.