فرنسا حذّرت روحاني من خطر خرق طهران للاتفاق النووي

الرئيس الفرنسي يعتزم مناقشة تفادي التصعيد العسكري في منطقة الخليج وسبل تهدئة التوتر القائم بين واشنطن وطهران في ظل غياب أي بوادر على انفراج قريب للأزمة.

التصعيد بين واشنطن وطهران يثير قلق حلفاء أميركا الأوروبيين
الحلفاء الأوروبيون عالقون بين الموقفين الأميركي والإيراني
فرنسا تعتقد أن الطائرة الأميركية المسيرة أسقطت في المجال الجوي الإيراني

طوكيو - حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس إيران من الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 أو التلميح باعتزامها القيام بذلك. وقال إنه سيبحث مساعي تفادي تصعيد عسكري مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويشعر حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا بالقلق من التصعيد بين واشنطن وإيران في الأسابيع القليلة الماضية والذي بلغ ذروته الأسبوع الماضي عندما أمر ترامب بشن ضربات جوية ثم تراجع في اللحظات الأخيرة عن قراره.

وشددت واشنطن التي انسحبت من الاتفاق العام الماضي، العقوبات التجارية على إيران منذ مايو/أيار. وردت طهران بالقول إنها قد تتخذ تحركات لخرق الاتفاق الذي قبلت بموجبه فرض قيود على برنامجها النووي مقابل الحصول على منافع تجارية عالمية.

واتخذت الأزمة بعدا عسكريا في الأسابيع القليلة الماضية مع تحميل واشنطن طهران مسؤولية الهجوم على سفن في الخليج وإسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة. ونفت الأخيرة أي مسؤولية لها عن الهجمات.

وقالت إن الطائرة المسيرة الأميركية التي أسقطها الحرس الثوري كانت في مجالها الجوي بينما تقول واشنطن إن الطائرة كانت في المجال الدولي.

ووجدت الدول الأوروبية التي تختلف مع القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي لكنها تشارك واشنطن القلق من السلوك الإيراني، نفسها محاصرة بين مواقف واشنطن وطهران، وعبرت عن قلقها المتزايد من أن أي خطأ من الجانبين قد يؤدي لاندلاع حرب.

وقال ماكرون إن لديه أولويتين: إبقاء إيران في الاتفاق النووي وتفادي التصعيد العسكري، مضيفا "التوتر يتزايد وبالنسبة لي العنصر الأول هو عدم الخروج من الإطار (الخاص بالاتفاق النووي). والأمر الثاني، والذي سأبحثه مع الرئيس ترامب غدا، هو القيام بكل شيء لتفادي تصعيد عسكري".

وأضاف للصحفيين "أجريت محادثة مع الرئيس حسن روحاني قبل يومين ولمحت إلى أن أي انسحاب من المعاهدة سيكون خطأ وأي مؤشرات في هذا الاتجاه ستكون خطأ".

وذكر أن فرنسا تعتقد بأن الطائرة المسيرة الأميركية كانت تحلق فوق المياه الدولية عندما أٌسقطت "ومن ثم فإن ما حدث عدوان وخطوة أخرى في هذا التصعيد".

وقالت طهران إنها تعتزم مواصلة الالتزام بالاتفاق النووي، لكنها لا تستطيع القيام بذلك إلى أجل غير مسمى إذا لم تحصل على أي منافع اقتصادية.

وحددت عددا من المواعيد النهائية في الأسابيع القليلة الماضية للدول الأوروبية لكي تحميها من العقوبات الأميركية وإلا ستتخذ خطوات ستؤدي في نهاية المطاف إلى خرق الاتفاق.

وتنقضي إحدى هذه المهل اليوم الخميس. وقالت طهران إنها ستقوم عندئذ بتخزين كمية أكبر من الحد الذي يسمح به الاتفاق من اليورانيوم المنخفض التخصيب. وقال دبلوماسيون إن إيران لم تتجاوز هذا الحد بعد لكنها في طريقها لذلك خلال الأيام المقبلة.

ومن المقرر أن يجتمع دبلوماسيون كبار من القوى الأوروبية مع المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران في باريس اليوم الخميس. وقال ماكرون إن المسؤولين يعملون على إيجاد حلول لتحسين الاتفاق النووي.

وتقول واشنطن إن الاتفاق الذي أُبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ضعيف للغاية لأنه محدود المدة ولا يشمل قضايا خارج المجال النووي مثل برنامج إيران الصاروخي وسلوكها في المنطقة.

ودعا ترامب إيران لإجراء محادثات "دون شروط مسبقة". وردت طهران بالقول إنها لا تستطيع التفاوض ما لم تقبل الولايات المتحدة الاتفاق الذي وقعت عليه بالفعل وترفع العقوبات.