
فرنسا ستدرس خطة ترامب للسلام لكنها مع حل الدولتين
باريس - أكدت فرنسا، على ضرورة العمل بمبدأ "حل الدولتين" وفق القانون والمعايير الدولية المتفق عليها، من أجل إحلال سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في بيان صادر الأربعاء، عن المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول، تعقيبا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن "صفقة القرن" المزعومة.
وقالت مول في البيان، إن "فرنسا ترحب بجهود الرئيس ترامب، وستدرس باهتمام خطة السلام التي قدمها".
وتابعت: "فرنسا تؤكد قناعتها بأن حل الدولتين وفق القانون والمعايير الدولية المتفق عليها، أمر ضروري لإحلال السلام العادل والدائم بالشرق الأوسط".
ولفتت المتحدثة باسم الخارجية إلى أن بلادها "ستستكمل جهودها في هذا الأمر بالتنسيق مع واشنطن وشركائها الأوروبيين، ومن يملكون المساهمة في تحقيق هذا المشروع (حل الدولتين)".
وشددت على أن فرنسا "ستبقى حريصة على احترام تطلعات الإسرائيليين والفلسطينيين المشروعة".
وأكّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال اتّصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقف بلاده "الثابت" من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فجر الأربعاء أنّ العاهل السعودي أكّد "موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى اليوم، ووقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لخياراته وما يحقّق آماله وتطلعاته".
وأعلن ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن مساء الثلاثاء، الخطوط العريضة لـ"صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، فيما رفضتها السلطة الفلسطينية وبقية الفصائل.
وتتضمن الخطة المكونة من 80 صفحة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل.
وقال نتنياهو إن خطة السلام الأميركية تقضي بأن تكون العاصمة الفلسطينية المقترحة في ضاحية أبوديس على أطراف القدس.
وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية تعليقا على الخطة التي أعلنها ترامب في البيت الأبيض، إنه بموجب الخطة المقترحة للسلام في الشرق الأوسط ستعترف الولايات المتحدة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
ومقابل ذلك ستوافق إسرائيل على تجميد النشاط الاستيطاني لمدة أربع سنوات في الوقت الذي يجري فيه التفاوض على إنشاء دولة فلسطينية.

وفي الوقت الذي رحب فيه الزعماء الإسرائيليون وبريطانيا بخطة ترامب التي طال تأخيرها، رفضت السلطة الفلسطينية الخطة حتى قبل إعلانها رسميا قائلين إن هذه الإدارة متحيزة لإسرائيل
وتضع الخطة عقبات كبيرة على الفلسطينيين التغلب عليها من أجل التوصل لهدفهم الذي يسعون إليه منذ أمد بعيد وهو إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.
كما حذر حزب الله اللبناني مساء الثلاثاء من أن صفقة القرن الأميركية "سيكون لها انعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها".
ويقول الزعماء الفلسطينيون إنه لم تتم دعوتهم لواشنطن لحضور عرض ترامب وإن الخطة لن تنجح من دونهم.
ويرفض الفلسطينيون التعامل مع إدارة ترامب احتجاجا على سياساته الموالية لإسرائيل مثل نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس التي يريد الفلسطينيون أن يكون الشطر الشرقي منها عاصمة لدولتهم في المستقبل.
وكانت إدارة ترامب قد تخلت في نوفمبر/تشرين الثاني عن سياسة أميركية قائمة منذ عقود عندما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية تتعارض مع القانون الدولي.
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الثلاثاء خطة الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط بأنها مؤامرة. وقال موجها حديثه لترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي إن حقوق الشعب الفلسطيني "ليست للبيع".
وقال عباس في كلمة أذاعها التلفزيون في رام الله في الضفة الغربية المحتلة إنه يقول لترامب ونتنياهو "القدس ليست للبيع وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة وصفقة المؤامرة لن تمر".
وأكد رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتيه الاثنين رفض الخطة معتبرا إياها "تصفية للقضية الفلسطينية"، معتبرا أنها "تعطي لإسرائيل كل ما تريده على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".
ودعت القوى الوطنية والفصائل الفلسطينية الاسلامية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة إلى التظاهر في المدن الفلسطينية بالتزامن مع إعلان الخطة في واشنطن.
وعلى ضوء هذه التطورات أعلنت الجامعة العربية عن اجتماع طارئ يعقد يوم السبت على مستوى وزراء الخارجية العرب بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة خطة للسلام المعلنة.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي للصحافيين الثلاثاء أن "وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا السبت في مقر الجامعة العربية بحضور الرئيس الفلسطيني لبحث ما يسمى بصفقة القرن"، موضحا أن "الاجتماع يعقد بناء على طلب فلسطين".
وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في بيان الثلاثاء إن "محاولة فرض أية حلول للقضية الفلسطينية بهذه الطريقة لن يُكتب لها النجاح"، مشددا على أن "الموقف الفلسطيني من الصفقة سيُمثل العامل الحاسم في تشكيل الموقف العربي الجماعي".