فرنسا والإمارات تتجهان لعلاقات أوثق في جميع المجالات

ولي عهد أبوظبي والرئيس الفرنسي يبحثان تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب وملفات النزاع اليمني وإيران وليبيا وقضية مقتل خاشقجي.

مكافحة الإرهاب والملفات الإقليمية في صلب مباحثات إماراتية فرنسية
حرص إماراتي فرنسي على تعزيز العلاقات الثنائية
ماكرون والشيخ محمد بن زايد يناقشان الملفات الإقليمية

باريس - بحث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الأربعاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الاستقرار في الشرق الأوسط، وكذلك الإرهاب والنزاع في اليمن وإيران وليبيا فضلا عن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وتناولا الزعيمان الغداء بمفردهما في مطعم "لا موني دو باري" في لقاء عكس العلاقة الجيدة بين شريكين مهمين.

واللقاء هو الثالث منذ تسلم ماكرون مهامه الرئاسية بعد زيارة ولي عهد أبوظبي إلى باريس في 21 يونيو/حزيران 2017 وزيارة الرئيس الفرنسي إلى الإمارات لافتتاح متحف اللوفر أبوظبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

وأكد الإليزيه أن اللقاء بين الزعيمين بحث الاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والحرب في اليمن وإيران والوضع في ليبيا وهي من الملفات الإقليمية والدولية الساخنة إضافة إلى ملف مقتل خاشقجي.

ولا تزال فرنسا الحريصة هي أيضا على الحفاظ على علاقاتها مع السعودية، حذرة جدا في قضية مقتل خاشقجي وخلافا لألمانيا، لم تتخذ بعد أي إجراء حتى ولو أنها وعدت الاثنين باتخاذ قرارات بسرعة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء "نطالب بأن تُحدّد المسؤوليات بوضوح وأن يُحاسب مرتكبي هذه الأفعال في إطار محاكمة فعلية".

في المقابل تدعو باريس إلى محادثات سلام في اليمن حيث تتنازع القوات الحكومية مع المتمردين الحوثيين منذ 2015.

كما ناقش ماكرون والشيخ محمد الاستثمارات الإماراتية في فرنسا والتي ترغب باريس في تعزيزها.

والإمارات إحدى أبرز الدول التي تشتري العتاد العسكري الفرنسي وهي حليف استراتيجي لباريس التي لديها قاعدة جوية في أبوظبي.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن ولي عهد أبوظبي أكد أن دولة الإمارات وفرنسا شريكتان في الحرب على التطرف والإرهاب ودعم قيم التسامح وتعزيز الحوار والتفاعل والتعايش بين الشعوب والحضارات والثقافات ونبذ التعصب والكراهية والعمل من أجل السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

كما بحثا الشيخ محمد وماكرون تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي في العديد من المجالات الحيوية وسبل تنمية الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين وإمكانات الاستفادة من فرص الاستثمارات المتعددة التي يتمتع بها البلدان في ظل ما يجمعهما من روابط صداقة تاريخية متينة ومصالح إستراتيجية مشتركة.

وأضاف ولي عهد أبوظبي أن الإمارات تعطي العلاقات مع الجمهورية الفرنسية أهمية كبيرة وتسعى إلى تطويرها وترقيتها في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها.

وقال إن هناك حرصا متبادلا بين البلدين على استمرار التشاور على أعلى المستويات حول القضايا المشتركة، خاصة في ظل وجود أطر مؤسسية لتعزيز هذا التشاور وتفعيله مثل اللجنة الإماراتية - الفرنسية المشتركة والحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي وغيرهما.

وأشار إلى أن الشراكة التي تجمع بين دولة الإمارات وفرنسا لا تتوقف عند الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية فحسب وإنما تمتد إلى الجوانب الثقافية والحضارية أيضا وهو ما يعبِّر عن نفسه في الكثير من المظاهر والشواهد، مثل جامعة السوربون - أبوظبي ومتحف اللوفر- أبوظبي والتعاون بين البلدين من أجل حماية التراث الثقافي في مناطق النزاعات.

واعتبر الشيخ محمد بن زايد أن علاقة البلدين تخطت مفهوم المصالح الاقتصادية والسياسية والثقافية المتبادلة لتصل إلى مستوى الالتقاء في رسالة إنسانية مشتركة تدعو إلى حوار الثقافات والحضارات ونشر مفاهيم التسامح ونبذ كل أشكال التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والازدهار لشعوب العالم ودوله كافة.

وتابع أن دولة الإمارات تحرص على توطيد علاقاتها الثقافية والعلمية خاصة مع الدول الصديقة التي لها إسهامات تاريخية ممتدة في هذه المجالات وذلك انطلاقا من مبدأ أساسي تنتهجه الدولة في سياساتها الخارجية وهو ضرورة التواصل مع الشعوب والثقافات والحضارات الأخرى وعلومها باعتبارها أساسا لبناء علاقات متينة و واعية.

وأعرب الرئيس الفرنسي عن ثقته في أن الزيارة ستسهم في توثيق التعاون البناء ودعمه بين البلدين إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين.