فريال الجمالي تشارك في عيد الورد بمعرض شخصي
الفن هذا الذهاب في سفر حيث الذات الحالمة بالتجدد والقول بالمبتكر نظرا للأشياء ومحاولة الإمساك بجوهرها في كثير من الدهشة والبهجة المفعمة بالرغبات.. رغبة التعبير الفني للإفصاح عن اعتمالات الدواخل ورغبة تجميل العناصر واستنطاق الكامن فيها من بهاء... ورغبة المحاولة المفتوحة للإمساك بالفكرة وترويض قلقها وأسئلتها وكل ما يحف بها من عناوين الإبداع والفن في تجليات تفاصيله... ورغبة الوجود عبر الفن حيث الإقامة على هذه الأرض المليئة بالأسرار والفن هنا وبهذه الرغبات وغيرها كون حوار مفتوح ومحاولات متواصلة تجاه هذه الأسرار.. إنها لعبة الفن في ممكنات شتى حيث الفنان ذلك الطفل المقيم في حلمه وفي قلبه شيء من دفتر الرغبات... وهكذا..
ومن الفن يبرز عالم التشكيل كلون إبداعي ينهض على جماليات مختلفة وفق رؤية الفنان ومنطلقات سعيه الفني ورؤاه.. ومن هذه المجالات نمضي مع تجربة فنانة تخيرت التلوين والرسم وفق ما يختلج في ذاتها وما يحرك شغفها الفني حيث كانت لها بدايات وبخطى متأنية لتغوص في عالم المشاهد والطبيعة والأمكنة بما توفر لديها من تقنيات اكتسبت التعامل بها ومعها تجاه القماشة لتبرز لوحاتها وهي تبين عن جمال وسكينة، ومن ذلك هيامها بالطبيعة في ما هو حالم ورومانسي معبر عنها وقد كان لها ذلك بعد تعلمها في ورشات ونوادي الرسم، فضلا عن مشاركتها لاحقا في عدد من المعارض الجماعية على غرار معرض كنيسة سانت كروا المنظم من قبل جمعية الفنانين العصاميين، ومعرض رواق يحيى بالبالماريوم المنظم من قبل بلدية تونس لمناسبة شهر التراث، إلى جانب مشاركة مميزة بالمعرض السنوي ضمن الشهر الوطني للفنون بمتحف قصر خير الدين والمنظم من قبل اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين لربيع 2024.. هي الفنانة التشكيلية فريال الجمالي التي تعد لمعرضها الشخصي برواق بالعاصمة وتستعد الآن للمشاركة في الدورة 28 لمهرجان" عيد الورد أريانة الدورة" من خلال فعاليات سمبوزيوم الورد بأريانة بداية من يوم السبت 18 مايو/أيار 2024 مع عدد من الفنانين التشكيليين التونسيين.
في أعمال الفنانة فريال تلوينات محيلة إلى الطبيعة والمشاهد والورود والمزهريات وغيرها بتقنية الرسم الزيتي وكأننا بالفنانة وهي تنجز عملها الفني تعيش اللحظة كطفلة يعنيها جمال مبثوث في الأرجاء فتسعى لنقله على القماشة بكثير من حب الفن والألوان غنمها من كل ذلك قول الموضوع بما هو ممكن في اللون والتقنية وما سيرتسم على اللوحة لتصير حاضنة موضوع متخير بعين الفنانة ووعيها الجمالي.
الفنانة التشكيلية فريال تلقت تكوينا من خلال المشاركة في دورات وتدريبات، بالإضافة إلى المجهود الشخصي في مجال الرسم والفن التشكيلي وواصلت تعلمها في ما يخص الرسم الزيتي للفترة بين سنتي 2009 و2014 وقدمت أعمالها ومشاركاتها بالمركز الثقافي بالمنزه 6 سنة 2014 وسنة 2018 ليكون المعرض الشخصي سنة 2020 مع مشاركتها في المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين سنة 2024 وفي معرض جمعية الفنانين العصاميين لنفس السنة...
وبخصوص نشاطها الفني التشكيلي وأعمالها الفنية تقول الفنانة فريال الجمالي "إن العمل الفني قد يعبر عن الدهشة وعن الإعجاب وعن الأمل أو عن اليأس كما يمكن أن يكون غامضا غير جلي أو عبثي لكنه في نهاية المطاف خلق لا يفسره إلا الفنان صاحب الفكرة. ولعل الخلق والإبداع لا يتقاطعان مع ما نعيشه في الحياة اليومية ويبقى للفنان ركنه وأبعاده الخاصة التي تطفو على الشؤون اليومية الواقعية.. ويبقى الرسم وسيلة للترويح عن النفس أولا وللتصريح بما يجول بداخلنا من آراء وأحاسيس. فهو ما يؤسس لرؤية أخرى للعالم، وقد يكون وليد أعمال وإبداعات فنانين آخرين أو من شيء مبتكر وجديد".
وتضيف "إذا كان الرسم هو قوة خيال قبل أن يكون مهارة يد، فإن كل فضاء مليء بالفن لا يمكن أن يصبح فارغا أبدا. فالرسم هو مجموعة أفكار تواري الكبرى الأصغر منها لكنها تحاكي ناظرها في مجملها ولا يمكن أن تجزئها لتعيشها مفردة. فإن تناغمت وتراكمت أفكارك تجلى خلقك وإبداعك".
وتتابع الجمالي "الرسم قياس تأثير. يمكن للفن أن يعكس مجرد فكرة تجول في مخيلة الشخص كما يمكن أن تكون انعكاسا لما يأبى أن يتماشى مع الواقع من تفاصيل. كل أثر فني يمثل امتدادا للروح وعلى قدر انغماس الفنان في العمل الفني يكون الإبداع والجمال بنفس القياس. وإذا كان الرسم الإبداعي والتجرد يتلاحقان مع لحظات الانفعال لدى الفنان فإن إتقانه يكون عند ولادة العمل كما أراده الفنان. إن المشاركة بالأنشطة الفنية دعامة للحياة الاجتماعية. إذ أن الإنسان مدني بطبعه وكل مشاركة يمكن أن تؤثر إيجابيا على الروابط الاجتماعية وتزيد من تماسك المجتمعات وتبعث روحا إيجابية في نفوس الأفراد. إن الفنان أو الشخص بالنظر إلى الأعمال الفنية يمكنه أن يتحرر من كل القيود ويمكنه التعبير عن المعتقدات بحرية...".
هكذا تمضي الفنانة التشكيلية فريال الجمالي في عملها الفني الذي تسعى به ومن خلاله إلى التعبير عن أفكارها وهواجسها قولا منها بقيمة العمل الفني عموما في تعبيريته وصدق الفنان الذي ينجزه وصولا إلى إبراز ما هو مهم من رسالة الفن والفنان في هذا العالم المتغير.