فشل إيراني جديد في إيصال قمر صناعي إلى الفضاء

واشنطن تتهم طهران بالسعي لتطوير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية بذرائع تطوير برامج المراقبة العلمية.
دراسة الزلازل وتطوير الزراعة حجج إيرانية لتطوير الصواريخ البالستية

طهران - بعد أن أكدت إيران الأحد بدء العدّ العكسي لإطلاق قمر اصطناعي جديد للمراقبة العلمية وهو جزء من برنامج سبق أن وصفته الولايات المتحدة بأنه "استفزاز"، أستأنفت معلنة فشلها من جديد في إيصال قمر صناعي إلى الفضاء.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الإيرانية إن "بلاده أطلقت قمرها الصناعي محلي الصنع ظفر الأحد لكنه لم يصل إلى مداره".

ونقل التلفزيون الرسمي عن المسؤول قوله "تم إطلاقه بنجاح وحققنا معظم أهدافنا، لكن القمر الصناعي ظفر لم يصل إلى مداره كما كان مخططا".

ويمثل إطلاق القمر الصناعي الخطوة الأحدث في برنامج تقول الولايات المتحدة إنه يساعد إيران على تطوير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وتنفي طهران أن يكون برنامجها الفضائي ستارا للتطوير الصاروخي.

وكتب وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرومي الأحد في تغريدة "بدأ العدّ العكسي لإطلاق القمر 'ظفر' في الساعات القليلة المقبلة".

وفي الأول من فبراير/شباط قال رئيس الوكالة الفضائية الإيرانية الوطنية إن القمر الذي يزن 113 كلغ ويمكنه أن يدور 15 مرة حول الأرض في اليوم، وسيوضع على المدار على بعد 530 كلم من الأرض بواسطة منصة الإطلاق سيمورغ.

وكانت الولايات المتحدة أعربت عن قلقها من برنامج إيران للأقمار الصناعية واصفةً إطلاق الصاروخ الناقل في كانون الثاني/يناير 2019 بأنه "استفزاز" وانتهاك للقيود المفروضة على تطويرها للصواريخ البالستية.

وبدت طهران وواشنطن منذ العام الماضي مرتين على شفير مواجهة شاملة.

وتصاعد التوتر بين البلدين العدوين عام 2018 بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق الدولي الذي جمّد برنامج إيران النووي قبل أن يعيد فرض عقوبات اقتصادية على إيران.

ورداً على هذا الانسحاب والعقوبات التي تخنق اقتصادها، تخلّت طهران عن تطبيق تعهدات أساسية كانت اتخذتها بموجب الاتفاق الذي أُبرم عام 2015 في فيينا بين طهران والقوى العظمى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا).

وتؤكد طهران أن ليس لديها نية حيازة سلاح نووي وتقول إن أنشطتها الفضائية سلمية وتتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.

وأوضح مرتضى بيراري رئيس الوكالة الفضائية الإيرانية أن "المهمة الأساسية" للقمر ستكون "جمع مشاهد" مؤكدا حاجة إيران لذلك خصوصا لدراسة الزلازل والوقاية منها و"منع الكوارث الطبيعية" وتطوير الزراعة، مضيفا أن القمر صُمّم ليكون عملانياً لفترة "تفوق 18 شهرا".

وفي حين يثير برنامج إيران للأقمار الاصطناعية قلق الدول الغربية، أكد المسؤول الإيراني أن بلاده تكافح من أجل "استخدام سلمي للفضاء" وأن أنشطتها "في مجال الفضاء شفافة".

وفي كانون الثاني/يناير 2019، أعلنت طهران أنها فشلت في وضع قمر بيام الذي كان مخصصا لجمع معطيات عن تغير البيئة في إيران، في المدار.

واعتبرت الولايات المتحدة إن إطلاق الصاروخ الناقل يشكل انتهاك للقرار 2231 الصادر عام 2015. ويدعو هذا القرار إيران إلى "عدم القيام بأي نشاط على صلة بالصواريخ البالستية المصممة للتمكن من نقل شحنات نووية، بما فيها عمليات الإطلاق التي تستخدم تكنولوجيا صواريخ بالستية".

وفي أيلول/سبتمبر، أكدت إيران أن انفجاراً وقع في إحدى منصاتها لإطلاق الأقمار الاصطناعية بسبب عطل تقني وانتقدت ترامب لنشره تغريدات عن الأمر بنبرة "ابتهاج" آنذاك.

وأكد ترامب أن لا علاقة لبلاده بما وصفه بأنه "حادث كارثي" في مركز الإمام الخميني الفضائي في سمنان في تغريدة أرفقها بصورة عالية الدقة تشير إلى أضرار واضحة في الموقع.

ويأتي إطلاق القمر "ظفر" قبل أيام من الذكرى الرابعة عشر للثورة الإسلامية وانتخابات برلمانية مهمة في إيران.

وكذلك يأتي في وقت تشهد العلاقات بين طهران وواشنطن توترا شديدا بعد اغتيال الولايات المتحدة في الثالث من كانون الثاني/يناير قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية في بغداد.

وردّت إيران بعد أيام عبر إطلاق صواريخ استهدفت قوات أميركية متمركزة في العراق. وفي اليوم نفسه، كانت الدفاعات الجوية الإيرانية متأهبة تحسباً لردّ أميركي محتمل فأسقطت عن طريق الخطأ طائرة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعيد إقلاعها من طهران في الثامن من كانون الثاني/يناير.

ورداً على تغريدة سُئل فيها عما سيحصل في حال فشل القمر "ظفر" على غرار القمر السابق، قال جهرومي "سنحاول من جديد".

وواجهت خدمات الانترنت في إيران هجمات إلكترونية في اليومين الماضيين، وفق ما أعلنت الوزارة. ولم تحدد السلطات مصدر الهجوم ولا دوافعه المحتملة.