فشل مهمة فضائية لمركبة فيها أول روبوت بملامح بشرية

المركبة الفضائية الروسية 'سويوز' الحاملة للروبوت 'فيدور' تفشل في الالتحام بمحطة الفضاء الدولي مما يمثل ضربة جديدة لموسكو في قطاع الفضاء.
الحادثة خيبة أمل جديدة لقطاع الفضاء الروسي
حوادث مذلة وفضائح فساد في قطاع الفضاء الروسي
روسيا البلد الوحيد القادر على تسيير رحلات مأهولة نحو محطة الفضاء الدولية

موسكو – فشلت المركبة الفضائية "سويوز" التي تحمل "فيدور" وهو أول روبوت بملامح بشرية، السبت في الالتحام بمحطة الفضاء الدولية وفق وكالات أنباء روسية.
وكان من المقرر أن يحصل الالتحام في الساعة 05,30 بتوقيت غرينتيش لكن العملية فشلت واضطرت المركبة إلى إعادة تشغيل المناورات للالتحام بمحطة الفضاء الدولية، وفقا للوكالات.
وانقطع البث المباشر على موقع وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" عندما كانت "سويوز" على بعد 100 متر من المحطة.
وأقلع الروبوت "فيودور" الذي يحمل رمز التعريف "سكايبوت اف 850" في صاروخ "سويوز" أطلق عند الساعة 6,38 بتوقيت موسكو (3,38 بتوقيت غرينيتش) من قاعدة الفضاء الروسية في بايكونور في كازاخستان.
ويبلغ طول هذا الروبوت الفضي الذي يكتسي ملامح بشرية 1,80 متر وهو يزن حوالى 160 كيلوغراما. وله حسابات في كلّ من إنستغرام وتويتر يستعرض فيه نشاطاته اليومية، مثل تعلمه طريقة فتح زجاجة مياه.
و"فيودور" اسم روسي تقليدي لكن الاسم المقابل له في الإنكليزية "فيودور" يشكّل أيضا اختصارا لعبارة "فاينل إكسبريمنتال ديمونسترايشن أوبجيكت ريسيرتش"، أي النسخة التجريبية الأخيرة من منتج موضع بحث.
وكان من المفترض أن ينفذ الروبوت مهمات مختلفة في محطة الفضاء الدولية تحت إشراف الرائد الروسي ألكساندر سكفورتسوف الذي انضمّ إلى طاقم المحطة الشهر الماضي.
تعد هذه الحادثة خيبة أمل جديدة لقطاع الفضاء الروسي الذي طالته في السنوات الأخيرة حوادث مذلة وفضائح فساد.
ففي تشرين الأول/أكتوبر، تعرضت مركبة "سويوز" لعطل بعد دقيقتين من إقلاعها ما اضطر رائدا الفضاء الأميركي نيك هايغ والروسي أليكسي أوفشينين إلى القيام بعملية هبوط اضطراري.

روبوت
من المفترض تنفيذه لمهمات مختلفة

وكان هذا الفشل الاول في تاريخ الرحلات المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية التي تسبح على ارتفاع 400 كيلومتر.
وقد أقلع الروبوت "فيدور" الذي يحمل رمز التعريف "سكايبوت اف 850"وكان من المفترض أن يصل السبت إلى محطة الفضاء الدولية ويبقى 10 أيام حتى السابع من أيلول/سبتمبر.
وكان سيختبر قدراته في بيئة تنخفض فيها قوّة الجاذبية إلى حدّ بعيد. وفي وسعه تقليد حركات الإنسان، أي أنه قادر على مساعدة الرواد في إنجاز مهماتهم.

روبوت
'سنعوّل مستقبلا على هذه الآلة لغزو الفضاء البعيد'

وليس "فيدور" أول روبوت يسافر إلى الفضاء لكن بقية الروبتات لا تشبة الانسان.
ففي العام 2011، أرسلت ناسا روبوتا اسمه "روبونوت 2" طوّر بالتعاون مع "جنرال موتورز"، إلى الفضاء بهدف تشغيله في بيئة عالية الأخطار.
وهو عاد إلى الأرض سنة 2018 بسبب مشكلات تقنية.
وفي العام 2013، أرسلت اليابان الروبوت الصغير "كيروبو" تحت إشراف أول قائد ياباني لمحطة الفضاء الدولية كويشي واكاتا. وقد طوّر هذا الروبوت بالتعاون مع "تويوتا" وكان في وسعه التكلّم لكن باليابانية لا غير.
ولا تخفي السلطات الروسية التي يمثّل غزو الفضاء مسألة استراتيجية لها طموحاتها في مجال الروبوتات الفضائية.

وقد عرض مدير "روسكوسموس" ديميتري روغوزين المعروف بمشاعره القومية الجيّاشة صورا لـ "فيدور" في آب/أغسطس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مقدّما الروبوت على أنه "معاون لطاقم" محطة الفضاء الدولية. وهو قال خلال ذاك اللقاء "سنعوّل مستقبلا على هذه الآلة لغزو الفضاء البعيد".
ويشكّل غزو الفضاء مصدر اعتزاز في روسيا منذ الحقبة السوفياتية.
لكن بالرغم من وعود الكرملين الطموحة جدا في مجال الفضاء، شهد القطاع سلسلة من الانتكاسات والحوادث وفضائح الفساد في السنوات الأخيرة. غير أن روسيا هي راهنا البلد الوحيد القادر على تسيير رحلات مأهولة نحو محطة الفضاء الدولية.