فضول تحركه الرياح النجمية يطلق عدا تنازليا لـ'ملامسة' الشمس

ناسا تتأهب لاطلاق مركبة غير مأهولة مزودة بدرع حرارية للاقتراب من النجم المركزي في المجوعة الشمسية لمسافة أكبر سبع مرات مما وصلت إليه أي مركبة فضائية أخرى، واختراق الهالة المحيطة به لفهم افضل لاضطرابات بالمجال المغناطيسي للأرض.
مهمة لدراسة 'إكليل الشمس'
المركبة ستصل إلى مسافة 6.1 مليون كيلومتر من سطح الشمس
المسبار قادر على مواجهة درجات حرارة تصل إلى نحو 1370 درجة مئوية
مشروع تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار

كيب كنافيرال (فلوريدا) - تستعد إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) لإرسال مسبار يقترب من الشمس بدرجة لم تصل إليها أي مركبة فضائية أخرى، متحملا الحرارة الرهيبة أثناء دخوله إلى الهالة المحيطة بالشمس والتي يطلق عليها البعض "إكليل الشمس" لدراسة هذا الجزء الخارجي من غلافها الجوي التي يسبب ما يعرف بالرياح الشمسية (النجمية).

ومن المقرر إطلاق المسبار "باركر سولار بروب"، وهو مركبة فضائية مصممة بطريقة عمل الإنسان الآلي وبحجم سيارة صغيرة، من كيب كنافيرال في فلوريدا يوم 11 أغسطس/آب في مهمة من المتوقع أن تستغرق سبع سنوات.

وأطلق على المسبار هذا الاسم نسبة إلى عالم الفيزياء الفلكية الأميركي يوجين نيومان باركر ومن المتعين أن يتحمل الأوضاع الصعبة المتعلقة بالحرارة والاشعاع. وتم تزويد المسبار بدرع حرارية مصممة للحفاظ على استمرار عمل معداته في درجة حرارة معقولة تبلغ 29 درجة مئوية حتى مع مواجهة المركبة درجات حرارة تصل إلى نحو 1370 درجة مئوية عند أقرب نقطة للشمس.

 

وينتظر أن يدخل المسبار في الهالة الشمسية حتى يصل إلى مسافة 6.1 مليون كيلومتر من سطح الشمس، أي أنه سيقترب من الشمس لمسافة أكبر سبع مرات مما وصلت إليه أي مركبة فضائية أخرى.

وقال عالم الكواكب في ناسا جيرونيمو فيلانويفا الخميس "سنكون قريبين جدا جدا. سنلمس بالفعل جسيمات الشمس".

وأقرب مسافة للشمس تم الوصول إليها من قبل كانت عن طريق المسبار هيليوس 2، الذي وصل في عام 1976 إلى مسافة 43 مليون كيلومتر من سطح الشمس. وعلى سبيل المقارنة، يبلغ متوسط المسافة بين الشمس والأرض 150 مليون كيلومتر.

ويؤدي إكليل الشمس إلى حدوث ما يعرف بالرياح الشمسية، وهي تدفق مستمر للجسيمات المشحونة التي تتخلل النظام الشمسي.

وتتسبب الرياح الشمسية التي لا يمكن التنبؤ بها في اضطرابات بالمجال المغناطيسي لكوكب الأرض ويمكن أن تلحق أضرارا بتكنولوجيا الاتصالات على الأرض.

وتأمل ناسا أن تتيح النتائج للعلماء التكهن بالتغيرات في البيئة الفضائية للأرض.

وقال فيلانويفا "عندما تحدث عاصفة هائلة في الشمس فقد تقضي، كما تعلمون، على قمر صناعي أو شبكة كهرباء هنا على كوكبنا. إن فهم كيفية حدوث هذه العملية، والمدة التي تستغرقها، ومتى نحتاج للحماية منها.. هي أهم ما نجيب عليه في هذه المهمة".

وهذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار، أول مهمة رئيسية في إطار برنامج "العيش مع نجم" التابع لإدارة ناسا.