فقاعة السياحة في برلين تنفجر، لكن الامل بالازدهار كبير

برلين - من كاتيا باور
ثمة الكثير مما ينبغي مشاهدته في برلين

يتنبأ بيتر نيرجر مدير شركة "برلين تورزماس ماركتنج جي.ام.بي.اتش" أنه رغم أن الازدهار في صناعة السياحة ببرلين قد انحسر فإن الأمور ستبدأ في الانتعاش بحلول منتصف عام 2002.
وكان القطاع السياحي في العاصمة الألمانية قد حطم كافة الأرقام القياسية في عام 2000 بعد إعادة توحيد شطري ألمانيا وانتقال الحكومة الألمانية إلى برلين. لكن المدينة اجتذبت القليل من السائحين في عام 2001 ولا يتوقع أن تحقق صناعة السياحة المحلية أي زيادات كبيرة في عام 2002.
ويقول نيرجر إنه ما زال أمام برلين فرص أفضل من أية مقاصد سياحية أوروبية أخرى. لكن يحتمل أن تشهد إشغالات غرف خالية أكثر بالفنادق.
وكان نيرجر قد حذر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بأن هناك أوقات صعبة قادمة، خاصة بعد التباطؤ الاقتصادي الذي زاد من وطئته الهجمات الإرهابية في 11 أيلول/سبتمبر الماضي في الولايات المتحدة التي حولت فجأة تدفق المسار الثابت للزائرين إلى نذر هزيل. واختار الكثير من محبي السياحة البقاء في أوطانهم وألغيت بعض المعارض التجارية التي كان من المقرر أن تستضيف نحو 2500 مشارك. وشهدت الفنادق انخفاضا في تجارتها وصل إلى 20 في المائة.
ومثل ذلك صدمة للعاصمة الألمانية التي شهدت عاما قياسيا بلغت حجوزاته عشرة ملايين ليلة في عام 2000 وكانت تأمل في أن تحقق معدلات نمو تصل إلى رقمين عشريين في عام 2001.
وكان مبنى الرايخستاج وبوابة براندنبرج وبتسدامر بلاتس والمتحف اليهودي أكثر أماكن الجذب السياحي. ورأى أصحاب الفنادق والمستثمرون رؤى العين علامات الثراء الدولاري. وتبني المدينة فنادق أخرى بمنشآت مؤتمرات أكثر من أي مكان آخر. ومن المقرر الانتهاء من بناء أكبر فندق في أوربا يسع 2500 سرير فيما تقوم سلاسل المؤسسات الدولية مثل رافيلز وماريوت وريتس-كارلتون وراديسون جميعها بالاستثمار في فنادق جديدة بالمدينة.
وتوفر برلين حاليا 63 ألف سرير من بينها 25 ألف سرير في فئات الدرجة العليا. ولديها 12 فندق خمسة نجوم، أي أكثر من أي مدينة ألمانية أخرى. وبحلول عام 2004 سيكون هناك ما يصل إجمالا إلى 80 ألف سرير بالفنادق. غير أن تكلفة الإقامة في العطلات والمؤتمرات أعلى هنا من العديد من الفنادق الأوروبية الأخرى بمتوسط 103 يورو (ما يوازي 95 دولارا) في الليلة الواحدة.
وعلى الرغم من الانخفاض ، ينفي نيرجر مسئول السياحة أن هناك أزمة.ويشعر بالتفاؤل إزاء انتعاش هذه التجارة مجددا بحلول النصف الثاني من عام 2002 ويتنبأ بمعدلات نمو متواضعة في عدد السياح وإن هبطت عن نسبة الرقمين العشريين اللذين كان يؤمل تحقيقهما اصلا.
ولا تزال برلين تمثل أبرز أماكن المعارض التجارية في ألمانيا، كما أنها أيضا مقر الحكومة وهو ما يؤهلها لتوقع تدفق ثابت للسياح.
ويعتبر نيرجر أنها فرصة أكثر من كونها ضرر بالنسبة للمدينة أن يصبح السفر عموما أكثر تكلفة. وقال "إن أسعار الغرف عالية القيمة في برلين تعني أن أصحاب الشركات السياحية لن يعمدوا إلى جعل التكلفة أكثر مما هي عليه بالنسبة لزبائنهم، وهو ما قد يساهم بالفعل في جعل زيارة برلين تنافسية من حيث السعر مقارنة بالمدن الأوربية الأخرى.
لكن نيرجر يعتقد أنه من غير المرجح زيادة عدد الضيوف الأجانب في عام 2002 بسبب الوضع الاقتصادي والآثار المترتبة على الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة. وقال إن هذا سيزيد من أهمية السياحة الداخلية بالنسبة لبرلين.