فلسطينية خلف مقود السيارة لأول مرة بعد السبعين

شجاعة شلبية البابا تلهم نساء أخريات في الخليل للجلوس وراء عجلة القيادة بأنفسهن كي يظهرن للعالم أن النساء الفلسطينيات مستقلات ومتمكنات.

الخليل (الضفة الغربية) - شلبية البابا (76 عاما) فلسطينية قضت معظم حياتها في مقعد الراكب. والآن، وفي عمرها هذا، بدأت تتعلم قيادة السيارات بنفسها على أمل أن تحصل على أول رخصة قيادة لها.
تقود الحاجة شلبية الآن سيارة، توضع على سطحها علامة (تعليم) بشكل واضح، في شوارع الخليل بالضفة الغربية المحتلة وتتجه ذات اليمين وذات الشمال وتصفها على جانب الطريق تحت إشراف مدربة قيادة فلسطينية.
وقالت شلبية، وهي أم لتسعة أبناء وجدة لعدد 45 طفلا وطفلة لتلفزيون رويترز "لأني كبيرة في السن وبدي حد يأخذني ويوديني، لا، بدي أخدم نفسي بنفسي وبأشجع كل الحريم اللي مثلي يعني يعملن مثل ما عملت ومثل ما سُقت وخدت الشهادة الحمد لله رب العالمين".
وتوضح أنها اجتازت بالفعل اختبارا نظريا في القيادة تقرره السلطات الفلسطينية وتأمل في الحصول على رخصة قيادتها قريبا.
وقالت الحاجة شلبية، التي ترتدي ثوبا فلسطينيا تقليديا مزركشا، من منزلها في الخليل بعد أن استعرضت هي وزوجها علامات المرور "العلم بيخلصش عند الإنسان، وإحنا يا بنات فلسطين بره وجوه والمشتتين واللي في البلاد واللي هانا، بنحب نقدم لنفسنا شي قدام، يعني انه نظهر حالنا إنا نسوان على قد حالنا".

وأضافت أن قيادتها ألهمت نساء أخريات في الخليل للجلوس وراء عجلة القيادة بأنفسهن كي يظهرن للعالم أن النساء الفلسطينيات مستقلات ومتمكنات.
وقالت "كل ها الحين تشجع لأجلي على جيزانهن (أزواجهن) وعلى أولادهن، بدكم تعلمونا زي أم ابراهيم، هي أم ابراهيم قدوة لنا وهي عمرها في الستة وسبعين سنة، وهذا هي بتخدم حالها من حالها وبدها تركب سيارة وتسوق سيارة. كان نفسي في السواقة زمان يما بس كما انه أجا وقتها جديت وطلعت في السيارة كانوا يقولوا الناس يمكن تجبجب يمكن تخاف، لا ما كان عندي اي خوف".
وقال نجم القصراوي، مدير مديرية النقل والمواصلات بمحافظة الخليل "تفاجأت أنا بوجود الحجة شلبية في قاعة التؤوريا (القيادة النظرية) نظرا لكبر سنها. هلق ك بناء على تعليمات معالي وزير النقل والموصلات يحق لاي مواطن فلسطيني التقدم للامتحانات العملية والنظرية بعد اجراء الفحوصات الطبية. الست شلبية كانت لائقة صحيا هلق الشي الوحيد الملفت كان عمرها اللي هو ستة وسبعين عام ضمن القانون وقانون المرور الفلسطيني ما في شي يمنع انه هي تتقدم".
وحظيت الحاجة شلبية بدعم زوجها سعيد حجازي الذي قال لتلفزيون رويترز "كنت أنا في أكثر من فرح وسرور لأن أنا كنت يعني مؤيدها وتفاجأت، بس رغم المفاجأة تحمست وقلت لها توكلي على الله ولا بأس وأنا معك وباشد حيلي وبأدعمك بكل الإمكانيات وتوكلي على الله، الشغلة مش بسيطة".