فنان الشارع الشبح يترك بصمة مؤثرة في بينالي البندقية

الرسام البريطاني مجهول الهوية يندد بالهجرة برسم على جدار متداع يمثل طفلا يرتدي سترة نجاة ويطلق دخانا زهريا للاستغاثة.
بانكسي يركز في رسوماته على القضايا العالمية المستجدة
هوية بانكسي لا تزال لغزا يزيد من شهرته العالمية

روما - رسم على حائط متداع لطفل مهاجر يطلق نداء استغاثة ولوحات تندد بوجود سفن سياحية على البحيرة… بهذه الأعمال كشف فنان الشارع الأشهر في العالم بانكسي عن مشاركته على طريقته في بينالي البندقية هذا العام.
ففي تسجيل مصوّر نشره عبر حسابه على انستغرام، ظهر الفنان المعروف بمبادراته الفنية الساخرة أو الغريبة، متخفيا تحت معطف ومعتمرا قبعة ليبدو كفنان متجول على رصيف إحدى القنوات المائية في البندقية على مرأى من المارة والسياح المشدوهين.
ويكشف الفنان في التسجيل عن تسع لوحات تظهر لدى جمعها الواحدة بجانب الأخرى مشهدا متخيلا لسفينة سياحية ضخمة وسط قوارب الغندول الصغيرة التي تشتهر بها المدينة الإيطالية.
وقد أطلق على هذا العمل الفني اسم "فينيس إن أويل" (البندقية بالزيت)، في رسالة بدا المراد منها التنديد بموجات السياحة الكبرى التي تعكر صفو الحياة في هذه المدينة.
وقد أرفق الفنان البريطاني الغامض هذا التسجيل المصوّر برسالة مبطنة إلى منظمي بينالي البندقية، الملتقى البارز للفن المعاصر الذي انطلق في 11 مايو/أيار، جاء فيها "رغم أنه الحدث الفني الأكبر والأبرز في العالم، لكني لم أدع إليه يوما لسبب معين".

بانكسي
موجات السياحة الكبرى تعكر صفو حياة المدينة

ويظهر هذا التسجيل المصوّر الذي شوهد أكثر من مليوني مرة، بانكسي في ساحة القديس مرقس الشهيرة فيما يبلغه شرطيون بضرورة إزالة كشك العرض الخاص به.
غير أن فنان الشارع الأشهر اختار أيضا أن يترك بصمة خاصة لمروره في البندقية، إذ ظهر خلال الأيام الأخيرة على أحد جدران المدينة رسم يبيّن طفلا مهاجرا يرتدي سترة نجاة ويطلق دخانا زهريا للاستغاثة.
وكالعادة، لم يوقع الفنان عمله غير أن مستخدمي الإنترنت الذين يعرفونه جيدا لا يشككون البتة في أنه صاحب هذا الرسم خصوصا لكونه نشر تسجيلا مصوّرا عبر انستغرام يوثق إنجازه هذا.
في تشرين الأول/أكتوبر 2018 تصدر بانكسي الأخبار عندما بيع أحد أعماله في مزاد في لندن بمبلغ يفوق المليون و200 ألف دولار وتمزق تلقائيا أمام أعين الحضور بفضل مقص مخفي في الإطار.
ولا تزال هوية بانكسي لغزا لا يعرف حقيقته سوى حفنة من المقرّبين من الفنان منذ بداياته في التسعينيات. ولا يُعرف عنه سوى أنه بريطاني متحدر من مدينة بريستول، ولديه صفحة على "إنستغرام" يتابعها أكثر من 5 ملايين مشترك وموقع إلكتروني ينشر عليه أعماله.