فوبيا جزائرية من خارطة المغرب تلغي لقاءً رياضيا ثانيا

المنتخب الجزائري لكرة اليد تحت 17 عاما يرفض دخول الميدان بسبب احتواء قميص المضيف على خارطة تشمل الصحراء المغربية.

الرباط - امتنع المنتخب الجزائري لكرة اليد تحت 17 عاما، عن دخول الميدان في البطولة العربية لكرة اليد، المقامة حاليا بالمغرب، قبل مواجهة المنتخب المضيف، في ثالث مباريات البطولة في تكرار لواقعة "ازمة قميص نهضة بركان" ما يعكس إصرارا جزائريا على نقل توتر العلاقة مع الرباط الى الأرضية المعشبة.

وهذه المرة أيضا تذرع الطرف الجزائري بما قال انه "إصرار المنتخب المغربي على دخول المباراة بأقمصة تحمل شعارات سياسية"، والمقصود هنا بالشعارات السياسية خريطة المملكة.

أكد مصدر بالاتحاد الجزائري "نحن هنا في المغرب، من أجل تقديم صورة مشرفة عن كرة اليد الجزائرية، وتمكين لاعبينا من الاحتكاك بنظرائهم في الوطن العربي، ولكن عندما يتم إقحام السياسة في الرياضة فإن كل الأهداف الرياضية تسقط".
وتابع "المنتخب الجزائري واصل اللعب في البطولة رغم حادثة قطع النشيد الوطني قبل استكماله، ولكن أن تصل الأمور إلى محاولة البلد المضيف إقحامنا في مخططات غير رياضية فهذا غير مقبول".
وختم "لقد نبهنا الطرف المغربي بضرورة احترام قواعد اللعبة، وتفادي الزج بنا في أمور سياسية، لكنهم أصروا على الدخول بقميص يحمل الخريطة المزعومة".
والحادثة تأني بعد يومين فقط من احتجاز السلطات الجزائرية أمتعة لاعبي نادي نهضة بركان لكرة القدم، بسبب حمل لاعبيه أقمصة معتمدة لدى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ومرصعة بالخريطة المغربية، مما حال دون إجراء المقابلة.

وبرر الطرف الجزائري رفضه نزول النادي المغربي بأن الاخير يضع خريطة لا تتوافق مع خرائط الأمم المتحدة.

حجة واهية عنوانها عدم توافق الخريطة مع خرائط الأمم المتحدة

واعترض الفريق المغربي على حجز السلطات الجزائرية أمتعته في مطار هواري بو مدين في العاصمة الجزائرية، لتضمن القميص الرسمي للفريق خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء المغربية، رغم سماح لجنة المسابقات بالاتحاد الإفريقي للنادي المغربي باللعب بالقمصان موضوع احتجاج النادي الجزائري الذي طعن في هذا القرار الذي أيدته لجنة الطعون بالكاف.

إلغاء المقابلة تم من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يعني أن هذا الملف سيحال إلى لجنة المسابقات فيه حتى تنظر في هذه القضية بكل الوثائق والتقارير التي ستتضمنها.

ومن الممكن أن يكون قرارها إما إعادة المقابلة في بلد محايد -إذا رأت أن هناك تعسف ضد فريق نهضة بركان المغربي- أو إقرار هزيمة الفريق الجزائري باعتبار عدم احترام مقتضيات الفصل التاسع من لوائح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

وفي حال تم التوجه إلى التحكيم الرياضي الدولي، فقد يتطلب الأمر عدة أشهر لحسم الملف لإتمام إجراءات قبول الملفات والاستماع للطرفين وتحديد جلسة لإعلان الحكم.

وتشهد علاقات البلدين أزمة دبلوماسية متواصلة منذ قطع الجزائر علاقاتها مع الرباط صيف العام 2021، بزعم اقتراف "أعمال عدائية" ضدها، في سياق نزاع تسعى فيه الجزائر الى انفصال الصحراء المغربية.

وليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها الجزائر الى استعمال مثل هذه المناورات ضد الأندية والمنتخبات المغربية، اذ حرم المنتخب المغربي من المشاركة في كأس إفريقيا سنة 2023 بسبب رفض السلطات الجزائرية منح ترخيص لطائرة "الأسود" بالتوجه صوب الجارة الشرقية.