فوز تحالف "سائرون" يحيي آملا بالتغيير في مدينة الصدر

أهالي مدينة الصدر يعلقون آمالا كبيرة على تحالف التيار الصدري والشيوعيين بعد فوز قائمتهما في الانتخابات التشريعية لتجد الخدمات طريقها للمدينة بعد عقود من التهميش، متوعدين بمحاسبة الفائزين ما لم يفوا بوعودهم الانتخابية.

سائرون شكلت تحالفا استثنائيا في مواجهة الفساد
مدينة الصدر تنتظر تنفيذ الوعود الانتخابية
الفرحة تغمر مدينة الصدر في انتظار تغيير طال انتظاره
الخدمات أولوية الأولويات على لائحة مطالب الأهالي

بغداد - لا احتفالات حتى الآن في شوارع مدينة الصدر في وسط بغداد، لكن الفرحة لا تخفى عن وجوه الناس بفوز لائحة "سائرون" في الانتخابات التشريعية، آملين بأن تجد الخدمات طريقها إليهم.

ولا تزال الأعلام الزرقاء للتحالف غير المسبوق الذي عقده الزعيم الشيعي الشعبي مقتدى الصدر مع الحزب الشيوعي تحجب الشمس عن شوارع المدينة التي تفيض بمياه المجاري وبقايا النفايات، لذلك تشكل مسألة الخدمات أولوية على لائحة مطالب أهل المدينة التي كانت منسية ومهمشة في عهد نظام الرئيس الأسبق صدام حسين وفي عهد النخبة السياسية الشيعية التي تعاقبت منذ 2003 على حكم  العراق بعد الاطاحة بصدام.

في السوق الواقعة قرب ساحة تسمى "الصورة" نسبة إلى صورة كبيرة عليها صورة ضخمة لـ"الشهيدين الصدريين" التي حلت مكان صورة صدام حسين بعيد السقوط في العام 2003، يؤكد غسان مطر أن "اليوم، صار لدينا أمل".

وأضاف هذا الأربعيني العاطل عن العمل والساعي إلى تأمين لقمة عيش لأولاده الثلاثة أن "الناس ملت وتعبت. الناس هنا فقراء ولا يطلبون إلا الخدمات. لم نر الكهرباء ليوم كامل إلا وقت الانتخابات".

ولا يبدي مطر اهتماما كبيرا بالسياسة ولا بالتحالف غير المسبوق بين الزعيم الشيعي والحزب الشيوعي وحتى بمن سينال منصب رئاسة الوزراء.

وقال "المظاهرات آتت ثمارها واليوم يجب محاربة الفساد. نريد الخير لنا وللعراق"، في إشارة إلى التظاهرات التي يقودها التيار الصدري والشيوعيون ضد الفساد منذ العام 2015.

وتعد مدينة الصدر التي كانت تسمى "مدينة الثورة" قبل سقوط نظام الرئيس الاسبق الراحل صدام حسين، أبرز مناطق وجود التيارات الشيعية التي يشارك مقاتلون منها في فصائل الحشد الشعبي التي ساندت القوات الأمنية العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويغزو التوك التوك اليوم شوارع المدينة التي تعرضت لحصار قاس إبان الاجتياح الأميركي وخاضت معارك شرسة ضد الأميركيين.

ويخرج أحد الشبان من التوك التوك ويصرخ "غلبناهم خمسة صفر" ثم يضحك، ساخرا من الخصوم الذين حلوا وراء الصدريين في الانتخابات.

وشكل العراقيون مفاجأة سياسية بإيصال قائمتين مناهضتين للتركيبة السياسية الحالية لتتقدما الانتخابات التشريعية بحسب ما أظهرت نتائج جزئية، بفارق كبير عن رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يحظى بدعم دولي كبير ويحسب له النصر على المتطرفين في المعركة الطويلة التي خاضها الجيش العراقي ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وحل تحالف سائرون الذي يتبنى خطاب مكافحة الفساد في المرتبة الأولى في ست محافظات من أصل 18 وثانيا في أربع أخرى إثر الانتخابات التي جرت السبت.

وعلى الجهة المقابلة للسوق، يحمل صلاح جمال (24 عاما) خرطوم مياه لتنظيف الأرض أمام متجره لبيع الملابس.

ويرى جمال أن الحل هو باستغلال الفوز في الانتخابات إلى أبعد الحدود والسيطرة على الحكم، قائلا  "نحن نريد التغيير. والتغيير يأتي بأن يكون رئيس الوزراء من سائرون".

وأضاف "جربنا الجميع منذ العام 2005، ولم نر شيئا. واليوم المجرب لا يجرب، أتينا بالجديد".

ويوافقه صديقه حسين هامل (23 عاما) التطلعات ذاتها، مشيرا إلى أن "الناس هنا تعيش في خراب".

وتابع "نريد من يعيد بناء مدينتنا. نريد الكهرباء والماء ونريد النظافة. انتهينا من سنوات الإهمال".

وحين تسأل عن نتائج الانتخابات في مدينة الصدر، يرفع الجميع شارة النصر ويبتسم، ما عدا حيدر جولان صاحب الـ25 عاما.

ويقول جولان إن الفرحة تملؤه لرؤية عملية إقصاء نخبة سياسية فشلت في تحقيق طموحات الناس رغم بقائها في الحكم 15 عاما.

لكنه يؤكد في الوقت نفسه "إذا لم تلب سائرون تطلعاتنا سنخرج في تظاهرات ضدها كما تعودنا على التظاهر ضد الفساد".