"فوضى الحواس" يقدم رسالة من المغترب إلى الوطن

هاني خوري يفتتح معرضه بحضور عدد كبير من عشاق الفن ومتذوقيه، واهتمام كبير من الجهات الإعلامية لرمزية وقوة الرسالة التي يقدمها.
جورج الأعمى: الفنان خوري أنتج مجموعة فوضى الحواس بعد 10 سنوات من المعاناة الفردية
الفنان خوري عانى صراع الهوية في التعليم والدراسة والعمل والفرصة

مونتريال ـ افتتح الفنان التشكيلي هاني خوري معرضه "فوضى الحواس في جاليري "ولد أوف هوتيل" بحضور عدد كبير من عشاق الفن ومتذوقيه، واهتمام كبير من الجهات الإعلامية لرمزية وقوة الرسالة التي يقدمها.
وفي "فوضى الحواس" قدم خوري وجعه ما بين الاغتراب والوطن وقصة معاناة كبيرة ما بين إثبات الذات في اغترابه في كندا وحنينه لأرضه وأهله في فلسطين، وقصص دارت خلال عشر سنوات أوصلته إلى حالة النضوج الفني المبني على رسالته الواضحة والمشفوعة براحة بصرية وتكنيك سليم بني على التعلم والاستشارة والتطوير، وهذا ما فتح له أبواب أهم دور العرض، مستفيداً من خبرات وتجارب الرواد والجيل الاول والثاني، ليبني تطلعات نحو مستقبل متجدد ذي طابع خاص به، بعد تجواله ومتابعته لما يُقدم من فن في دور العرض العالمية والمحلية.
وسام سلسع مدير الجاليري قال: "من أهم الرسائل التي نعمل عليها في ولد أوف هوتيل، رفع صوت الفنان الفلسطيني وإعطاء الفنانين الشباب خاصةً منصة عالمية لعرض أعمالهم وإيصال صوتهم، ونعتبر معرض " فوضى الحواس" نقلة نوعية من المعارض المقامة في الفندق، وكون الفنان من مناطق 48 في فلسطين، استطاع تشكيل رؤية واضحة عن الفنان الفلسطيني الذي يعيش معاناة وتناقضات هوية، ليعكس من خلال أعماله تغلبه على الصراعات النفسية والإجتماعية، وهذه ميزة فريدة في المعرض."
جورج الأعمى مقيم المعرض قال إن: "الفنان خوري أنتج مجموعة فوضى الحواس بعد 10 سنوات من المعاناة الفردية حيث يعكس المعرض معاناة وألما شخصيا يعني له الكثير، مما جعلني أؤمن برسالة الفنان وأعماله، بذلنا جهودا كبيرة لإقامته هو إنجاح هذا المعرض وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور ويتذوقه كما تذوقته أنا، وكل الشكر لمن أسهم في العمل، على رأسهم الفنان هاني خوري، وإدارة وممثلي جاليري السلام، وإدارة الولد أوف هوتيل، على دعمهم في إنجاز هذا المعرض بهذا الشكل. 
ما يميز المعرض هو أنه لفنان شاب، وهو ما شكل نقطة انطلاق جديدة للفن بشكل عام وله بشكل شخصي بعد أن مر بظروف فنية وشخصية واجتماعية دفعته للهجرة إلى كندا حيث عاد إلى بلاده مع فن يعكس تجربته الشخصية والآلام التي واجهها إلى جانب الحل لهذه المشاكل والتي ترجمها من خلال لوحاته موضحا أن رسالة هذا المعرض هي توفير فرص ودعم للفنانين الشباب الذين تواجههم صعوبات في إبراز مواهبهم للعالم.
الفنان خوري عانى صراع الهوية في التعليم والدراسة والعمل والفرصة، كونه ولِدَ داخل الخط الأخضر" منطقة الإحتلال الإسرائيلي"، أما مرحلة الطفولة والمراهقة فقد قضاها بين جدران الكنيسة من ثم ابتعد تدريجياً ضمن عائلة كبيرة محدودة الموارد ومتباينة في الثقافة، ليختار بعدها الاستقرار بعمل متواضع يكفيه، حد الكفاف في مدينة القدس الأقرب إلى قلبه وقبلة كل الثقافات في العالم، زرع في داخله نموذجا من ثقافة خليطة، ليهاجر إلى كندا بعد أن خُذل في إنجاح مشروعه الفني الثقافي في بلدته "عيلبون"، فالغربة أتاحت له مساحة أكبر لمجالسة كبار الفنانين والمهتمين بالفن، وحضور ندوات الفكر في الفن والنقد والتعرف على رجل الأعمال أيمن مطانس الذي تبنى نجاحه ودعم إبداعه ليصل إلى ما عليه اليوم.