فولكسفاغن تستغني عن 'الخنفساء' في العام 2019

الشركة الساعية للخروج من فضيحة مدوية متعلقة بالتلاعب بالمحركات لإخفاء مستويات التلوث تسعى للتركيز على السيارات العائلية الأكبر والكهربائية.
هوليوود لم تصمد أمام سحر سيارة 'الخنفساء'
سيارة شعبية تسبب الكثير من التلوث والضجيج
سيارة 'بيتل' من معالم المكسيك

واشنطن – أعلنت شركة فولكسفاغن الألمانية أنها ستتوقف عن إنتاج سيارة "بيتل" الشهيرة في العام 2019 مع طرح نموذجين أخيرين "للاحتفاء بالإرث الغني" لطراز طبع تاريخ صناعة السيارات.
وقال هنريك فوبكن رئيس الشركة لمنطقة أميركا الشمالية "من شأن خسارة سيارة بيتل (الخنفساء) بعد إنتاج ثلاثة أجيال منها على مدى سبعة عقود، أن يثير موجة تأثر في صفوف محبي هذه السيارة الاوفياء جدا". وتريد الشركة التي تحاول الخروج في الولايات المتحدة من الفضيحة المدوية المتعلقة بالتلاعب بالمحركات لإخفاء مستويات التلوث، التركيز على السيارات العائلية الأكبر والكهربائية.
لكن فوبكن سارع إلى القول إنه "ينبغي ألا نستبعد أي شيء نهائيا".
وسيتوقف الإنتاج نهائيا في تموز/يوليو 2019 في مصنع هذه السيارة في بويبلا في المكسيك.
ومازالت السيارة "الخنفساء" من فولكسفاغن من معالم المكسيك شأنها في ذلك شأن مشروب التكيلا والقبعات عريضة الحافة المصنوعة من القش والمطربين المحليين!.
ومنذ توقف البرازيل عن انتاج السيارة "الخنفساء"، أصبحت المكسيك هي الدولة الوحيدة في العالم التي تنتج هذه السيارة الصغيرة التي صممها فرديناند بورش منذ 70 عاما.
كما لعبت السيارة "الخنفساء" دورا رئيسيا في أحد فصول الحياة الصناعية في المكسيك.
فعندما وفدت السيارة الشعبية إلى المكسيك للمرة الاولى عام 1954 كانت المكسيك عندئذ مجتمعا زراعيا بالدرجة الاولى، واليوم

والسيارة "الخنفساء" الاصلية القديمة تستعد للرحيل، أصبحت المكسيك أكثر تحضرا وديمقراطية، بل أصبحت مثابة مركزا مهما للتجارة 
وفور وصولها إلى المكسيك صادفت "فوتشو" نجاحا كبيرا بسبب سهولة صيانتها وقدرتها العالية للتكيف مع أي نوع من الاراضي. ولم تكن هناك سيارات أخرى صغيرة في المكسيك، ومن ثم أصيب عشاق السيارات فيها "بحمى فولكسفاغن " كما سمتها الانباء في ذلك الوقت.
وما تزال "الخنفساء" القديمة سيارة زهيدة الثمن إلى حد كبير: فسعرها لا يتجاوز 74000 بيسو (نحو 7300 دولار أميركي). وعلى الرغم من ذلك انخفض الطلب عليها بصورة هائلة نظرا للمنافسة التي تمثلها السيارات الاخرى. 
وانتقلت حمى هذه السيارات الى دول اخرى، من البرازيل حيث انشئ مصنع لانتاجها، الى اوروغواي التي ما زال رئيسها السابق خوسيه موخيكا يحتفظ باحداها ويرفض عروضا لبيعها بمبالغ طائلة.

ولم تصمد هوليوود امام سحر هذه السيارات، فانتجت اعمالا صورت هذه السيارة على انها ذات قلب كبير ومزودة بكل ما قد يحتاج اليه السائق، وانها قادرة على القبض على شبكات تهريب الاثار العائدة الى حضارة الآزتيك القديمة، او انها قادرة على مصارعة الثيران في الحلبة.
لكن صورة هذه السيارة لم تعد على حالها، وخصوصا مع الالتفات المتزايد الى قضايا البيئة، فقد باتت تختصر مشكلات الحقبة التي ازدهرت فيها، فهي تسبب الكثير من التلوث، والضجيج.
في مكسيكو التي يحاصرها التلوث ولا يكف حلم الحداثة عن مراودتها، يبدو ان سيارات الخنفساء الضاحكة تلك لم تعد تضحك احدا هناك.
فاضافة الى العيوبالتي تشوبها، ظهر في نهاية التسعينات عيب آخر اشد خطرا، وهو ان هذه السيارات مناسبة لعمليات الخطف، فصارت  المركبات التي صورتها الافلام على انها عدوة المجرمين مناسبة للعصابات التي تهز اركان المجتمع في المكسيك.