فون دير لاين أول امرأة تتولى رئاسة المفوضية الأوروبية

تحديات كثيرة تنتظر الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية في ظل انقسامات يعيشها الاتحاد الأوروبي على خلفية صعود الأحزاب الشعبوية والخلافات حول ملف الهجرة.

انتخاب فون دير لاين ينهي سجالات أوروبية


بروكسل - وافق البرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء على تعيين وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين رئيسة للمفوضية الأوروبية خلفا لجان كلود يونكر، لتصبح بذلك أول امرأة تتولي هذا المنصب.

وينهي تولي وزيرة الدفاع الألمانية منصب رئاسة المفوضية الأوروبية أزمة بالبرلمان  الأوروبي كانت قد ظهرت بالقمة الطارئة في 2 يوليو/تموز، حيث عارض الاشتراكيون الديمقراطيون ونواب حزب الخضر ترشحها للمنصب.
وصوت 383 نائبا لصالح فون دير لاين، مقابل رفض 327 وامتناع 22 نائبا عن التصويت.
وتولت فون دير لاين (61 عاما) قبل انتخابها لمنصب رئيس المفوضية منصب وزير الدفاع بألمانيا في 2013، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب.

وتوجهت بالشكر لأعضاء البرلمان الأوروبي الذين أعطوها أصواتهم لتصبح رئيسة المفوضية خلفا لرئيس وزراء لوكسمبورغ سابقا جان كلود يونكر، داعية منتقديها في الوقت ذاته للتعاون معها.

وقالت عقب انتخابها "رسالتي إليهم جميعا دعونا نتعاون بشكل بناء"، مشددة على ضرورة أن يكون هدف الجميع هو أوروبا موحدة أوروبا قوية.

ورحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتصويت البرلمان الأوروبي لصالح تعيين مواطنتها رئيسة للمفوضية الأوروبية.

ووصفت ميركل وزيرة دفاعها المنتمية إلى حزبها المسيحي الديمقراطي بأنها تجمع بين الاقتناع والإقناع بأوروبا.

وأضافت أن "فون دير لاين ستتصدى الآن وبسرعة كبيرة للتحديات التي نقف أمامها كاتحاد أوروبي وقد أوضحت هي ذلك خلال خطابها في البرلمان الأوروبي".

وتابعت "حتى مع فقداني اليوم لوزيرة ظلت تعمل معي على مدار سنوات طويلة، فإنني سأكسب شريكة جديدة في بروكسل ولذلك فأنا أتطلع إلى تعاون جيد بيننا".

وهنأ الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مواطنته على انتخابها رئيسة للمفوضية الأوروبية.

وقال شتاينماير في خطاب التهنئة "تتولين منصبكم كرئيسة للمفوضية الأوروبية في وقت بالغ التحدي يتم فيه التشكيك كثيرا في أهمية التوافق الأوروبي، في الوقت الذي تعلق فيه آمال عريضة على ألمانيا كضامن لاستقرار الاتحاد الأوروبي".

وأشار إلى أن فترة رئاسة فون دير لاين للمفوضية ستشهد على الأرجح مغادرة بريطانيا للاتحاد لتصبح بذلك أول دولة عضو بالاتحاد تتراجع عن عضويتها.

وأضاف "على أوروبا أن تتعامل بشكل متحد وأن تقدم إجابات قوية على قضايا مستقبلية كبيرة من بينها سياسة المناخ والتعامل مع النزوح والهجرة والقدرة التنافسية على الصعيد الدولي والتغيرات الجذرية التي تشهدها الرقمنة".

وقال إن "ذلك كله يتطلب التعاون القائم على الثقة بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي ومع الدول الأعضاء بالاتحاد"، مضيفا "أنا على قناعة بأنكم ستنجحون في استعادة الثقة والوحدة المفقودتين".

وهنأ وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو فون دير لاين بانتخابها رئيسة للمفوضية الأوروبية، معربا في تغريدة عبر تويتر عن أمله في أن تكون فترة رئاستها، فترة ازدهار للعلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي. 

وتعد المفوضية الأوروبية أهم مؤسسات الاتحاد الأوروبي باعتبارها السلطة التنفيذية للاتحاد والمسؤولة عن تفتيش وتطبيق مكتسباته وبرامجه وموازنته. كما تتمتع بصلاحية فتح تحقيق بحق الدول الأعضاء.
وتضم المفوضية الأوروبية نحو 25 ألف موظف إداري وتنتهي ولاية رئيسها الحالي في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2019.