فيتامين يفتقر له أغلبنا يسد الطريق على كورونا
تل ابيب – توصل خبراء اسرائليون الى ان النقص في فيتامين "د" يمكن أن يزيد بشكل كبير من مستوى الأعراض الخطير والوفيات بالنسبة لمرضى كوفيد-19، في خلاصة تدعم توصيات سابقة برفع معدله في الجسم خلال فترة الجائحة.
ووجد فريق من جامعة بار إيلان ومركز الجليل الطبي ان فيتامين الشمس يمكن أن يساعد مرضى كوفيد-19 على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة.
وقال العلماء ان الفيتنامين يملك تأثيرا قويا على شدة الأعراض لدى المصابين بفيروس كورونا، بحيث يمكنهم التنبؤ بكيفية إصابة الناس بالعدوى على أساس أعمارهم ومستويات فيتامين "د".
وتستند الدراسة إلى بحث تم إجراؤه خلال أول موجتين من الوباء في إسرائيل، قبل توفر اللقاحات على نطاق واسع.
ونشر الباحثون نتائج أولية تظهر أن 26 بالمئة وفيات مرضى كوفيد كانوا يعانون من نقص فيتامين "د" قبل وقت قصير من دخول المستشفى، مقارنة بـ 3 بالمئة ممن لديهم مستويات طبيعية من هذا الفيتامين.
وشدد الأطباء على أن مكملات الفيتامينات لم تكن بديلا عن اللقاحات، بل كانت وسيلة للحفاظ على مستويات المناعة من الانخفاض.
قال أميل درور، الطبيب بمركز الجليل الطبي والباحث في بار إيلان الذي كان جزءا من الدراسة، إنه "أمر رائع ومذهل أن نرى الفروقات في شدة المرض عندما يفتقر الشخص لفيتامين د".
وأشار إلى أن الدراسة أجريت قبل ظهور موجة أوميكرون، لكنه قال إن الفيروس التاجي لا يتغير بشكل أساسي بين المتغيرات لإبطال فعالية فيتامين "د".
أمر رائع ومذهل أن نرى الفروقات في شدة المرض عندما يفتقر الشخص لفيتامين د
وينتشر نقص فيتامين "د" في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ويعاني ما يقرب من أربعة من خمسة ألشخاص من نقص في هذا الفيتامين، وفقا لدراسة تعود لعام 2011.
وقال درور إن "ما نراه عندما يساعد فيتامين د الأشخاص المصابين بعدوى كوفيد هو نتيجة فعاليته في تقوية جهاز المناعة للتعامل مع مسببات الأمراض الفيروسية التي تهاجم الجهاز التنفسي".
وأردف: "هذا ملائم بنفس القدر لأوميكرون كما كان بالنسبة للمتغيرات السابقة".
وتعزز النتيجة الجديد توصية بريطانية صدرت في 2020 أكدت ان ففيتامين "د" لا يحمي فقط من شدة المرض وإنما يقي من العدوى.
ويُضاف الفيتامين إلى الحليب والخبز والعصائر الطازجة في عدة دول مثل كندا والسويد وفنلندا وأستراليا.
ومن المعروف أن الشمس هي المصدر الأول والآمن لفيتامين د، فهي تعطي الجسم حاجته من الأشعة فوق البنفسجية اللازمة لإنتاج الفيتامين.
كما يمكن تعويض نقص فيتامين د بتناول بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين والتونة، وزيت السمك وكبد البقر والبيض، أو تناول مكملات هذا الفيتامين المتوافرة بالصيدليات.
ويلعب فيتامين "د" دورا هاما في تنظيم الجهاز المناعي ويعمل ضد الإلتهابات وتتحقق تلك التأثيرات من خلال تنظيم وظائف الخلايا المناعية وتحفيز تركيب خلايا نخاع العظام.
وبنفس الوقت ثبت في بعض الدراسات أن خطر تطور الأمراض المزمنة المتعلقة بالرئة كالربو أو الانسداد الرئوي المزمن ارتفعت نسبته عند الأشخاص الذي يعانون من نقص في فيتامين د.
ونظرا لأن جهاز مناعة الإنسان يكون ضعيفا عند نقص فيتامين "د" فإن خطر الإصابة بأي عدوى يرتفع إحتماله أكثر، بما في ذلك عدوى فيروس كورونا.