فيتو ترامب يقوض قرار إنهاء الدعم الأميركي للتحالف العربي

الرئيس الأميركي يصف قرار الكونغرس بأنه محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاته الدستورية.
الامارات تؤيد استخدام ترامب للفيتو في مواجهة قرار الكونغرس
القرار يمنح الكونغرس لاول مرة الاحقية في تحديد صلاحيات الرئيس في ما يتعلق بالحروب في الخارج

واشنطن - قال البيت الأبيض الثلاثاء إن الرئيس دونالد ترامب استخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار للكونغرس يسعى لإنهاء المشاركة الأميركية في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وقال ترامب في الرسالة التي أعلن فيها استخدام الفيتو "هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرض للخطر أرواح مواطنين أميركيين وجنودا شجعانا، في الوقت الحالي وفي المستقبل".

واشادت الإمارات الأربعاء بقرار ترامب استخدام حق النقض "الفيتو".

وكتب وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على حسابه على تويتر باللغة الإنقليزية أن "تأكيد الرئيس ترامب على دعمه للتحالف العربي في اليمن إشارة إيجابية".

وأضاف "قرار الرئيس ترامب المهم يأتي في الوقت المناسب واستراتيجي".

وبحسب قرقاش فإن "التحالف يواصل العمل من دون انقطاع لدعم السلام" مؤكدا "التزام التحالف بالأبعاد الإنسانية والسياسية تجاه أزمة اليمن لا يتزعزع".

والإمارات شريكة في التحالف العسكري بقيادة السعودية.

وأقر مجلس النواب مشروع القرار الخميس 4 أبريل/نيسان بينما أقره مجلس الشيوخ في مارس/آذار، في أول مرة يقر فيها مجلس الكونغرس مشروع قانون بشأن صلاحيات الحرب والذي يقيد قدرة الرئيس على إرسال قوات للمشاركة في عمليات.

ولم يكن تصويت مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بأغلبية 247 صوتا مقابل 175 ولا تصويت مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بأغلبية 54 صوتا مقابل 46 كافيا لإبطال الفيتو الذي يحتاج إلى أغلبية الثلثين في المجلسين.

وينصّ مشروع القانون على أنّ صلاحية "إعلان الحرب" منوطة بالكونغرس وليس بالرئيس، على الرّغم من أنّ العديد من الرؤساء المتعاقبين، جمهوريين وديموقراطيين، تجاوزوا هذه الصلاحيات وأناطوا بأنفسهم إعلان الحرب.
وبحسب مشروع القانون فإنّ "الكونغرس، بناء عليه، يطلب من الرئيس سحب القوات المسلّحة من العمليات الحربية في الجمهورية اليمنية أو التي تؤثر عليها، باستثناء" العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة، وذلك في غضون 30 يومًا من بدء سريان القانون.

كما ينصّ المشروع على أنّه بإمكان الرئيس أن يطلب من الكونغرس إرجاء تنفيذ هذا القرار.

ويمثّل هذا التصويت سابقة تاريخية في الولايات المتّحدة كونها المرّة الأولى التي يحدّ فيها الكونغرس صلاحيات الرئيس في ما يتعلق بالحروب في الخارج.

ويقول مؤيدو التشريع إن المشاركة الأميركية في اليمن تنتهك الإلزام الدستوري بأن الكونغرس، وليس الرئيس، هو من يقرر متى تخوض البلاد الحرب.

السيناتور الاميركي بيرني ساندرز
ساندرز مهندس قرار انهاء المشاركة الاميركية بحرب اليمن

وقال مهندس القرار السناتور المرشّح للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في السباق الرئاسي بيرني ساندرز "اتّخذنا اليوم موقفا واضحا ضدّ الحرب والمجاعة ولمنح الكونغرس سلطات الحرب وذلك من خلال تصويتنا على إنهاء اشتراكنا في الحرب في اليمن".

بدوره قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليوت إنغل أمام المجلس "سيتعيّن على الرئيس مواجهة حقيقة أنّ الكونغرس لم يعد يتجاهل التزاماته الدستورية في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية".

وانضمّ ما لا يقلّ عن 15 نائبا جمهوريا إلى زملائهم الديمقراطيين في التصويت على القرار وتحدّي ترامب.

وينطوي قرار الكونغرس على الكثير من المخاطر التي سبق لكبار المسؤولين الأميركيين أن حذّروا منها، مشيرين إلى أن وقف الدعم العسكري للتحالف العربي سيمنح إيران فرصة لزيادة نفوذها في اليمن ويتيح للمتمردين الحوثيين إعادة ترتيب صفوفهم والاستمرار في تقويض جهود السلام.

ويقول مؤيدو القرار إن تدخل الولايات المتحدة في اليمن ينتهك الشرط الدستوري الذي يقتضي أن يكون القرار بيد الكونغرس، لا الرئيس، عندما يتعلق الأمر بمشاركة البلاد في حرب.

واستغرق القرار شهورا حتى تتم الموافقة عليه وذلك على الرغم من الغضب في الكونغرس بسبب الخسائر المدنية في الصراع اليمني.

وحاول الجمهوريون في مجلس النواب الذين عطلوا القرار في وقت سابق من هذا العام بربطه بإجراءات تدين معاداة السامية، إيقافه مرة أخرى اليوم الخميس بإضافة بند يعارض حركة 'بي.دي.إس' التي تدعو لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها بسبب طريقة معاملتها للفلسطينيين.

وفشل هذا المسعى في مجلس النواب وأدانه زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب باعتباره "حيلة سياسية تدعو للسخرية".

ويتطلب التغلب على نقض ترامب موافقة أغلبية الثلثين في كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب على القرار.

وفي منتصف مارس/اذار، أقر مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون مشروع قانون ينهي الدعم العسكري الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية في الحرب باليمن.

ويفترض أن يقر مجلس النواب مشروع القانون حتى يتسنى إرساله إلى البيت الأبيض وهو ما حدث بالفعل.

وكان البيت الأبيض قال حينها إن ترامب يعتزم استخدام حق النقض ضده. وستكون هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الرئيس الأميركي هذا الحق منذ توليه الرئاسة قبل عامين.

الطيران الاميركي
واشنطن تقوم بمهام لإعادة تزويد طائرات التحالف العربي بالوقود

وسقط عشرات الآلاف من القتلى في الحرب التي يخوضها الحوثيون ضد فصائل يمنية أخرى مدعومة من التحالف بقيادة السعودية وموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
واضطر هادي إلى مغادرة العاصمة صنعاء في مواجهة تقدم الحوثيين أواخر عام 2014.
وأخذت الولايات المتحدة صف الحكومة اليمنية ضد الحوثيين وتوفر دعما عسكريا للتحالف بقيادة السعودية، بما يشمل مساعدته على صعيد الاستهداف في الضربات الجوية السعودية.

وتدعم الولايات المتحدة الحملة الجوية بقيادة السعودية في اليمن بمهام لإعادة تزويد الطائرات بالوقود في الجو فضلا عن دعم يتعلق بجمع المعلومات والأهداف.