فيتو رئاسي يمنع الكونغرس من تعطيل بيع أسلحة للسعودية والامارات

الكونغرس يبدأ إجراءات لتخطي حق الرئيس في النقض، لكن ليس من المتوقع ان تحصل على اغلبية الثلثين اللازمة في مجلس الشيوخ.

واشنطن – استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حق النقض (الفيتو) الأربعاء ضد ثلاثة قرارات للكونغرس تقضي بوقف صفقات بيع أسلحة إلى السعودية والإمارات.
وقال ترامب في رسالة الى مجلس الشيوخ إن هذه القرارات "تضعف القدرة التنافسية للولايات المتحدة على الصعيد الدولي وتضر بالعلاقات المهمة التي نقيمها مع حلفائنا وشركائنا".
وهي المرة الثالثة التي يستخدم فيها ترامب صلاحية تعطيل قرارات للكونغرس.
وكان الكونغرس تبنى هذه الإجراءات خلال الشهر الجاري في ما شكل ضربة لترامب الذي بادرت إدارته إلى القيام بخطوة استثنائية عبر تجاوز البرلمانيين والموافقة على هذه المبيعات في أيار/مايو الماضي.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حينذاك إن الإدارة تستجيب لحالة طارئة تسببت بها ايران. لكن أعضاء الكونغرس بمن فيهم بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ قالوا إنه لا توجد أسباب مشروعة لتجاوز الكونغرس الذي يملك الحق برفض صفقات الأسلحة.
وقال ترامب إن هذه القرارات "ستضر أيضا بمصداقية الولايات المتحدة كشريك جدير بالثقة عبر توجيه الرسالة التي تفيد أننا مستعدون للتخلي عن شركائنا وحلفائنا في الوقت الذي تتكثف فيه التهديدات ضدهم".
ورأى أن السعودية والإمارات العربية المتحدة تشكلان "سدا في وجه النشاطات المضرة لإيران وشركائها في المنطقة"، مشيرا إلى أن مبيعات الأسلحة التي عرقلها الكونغرس تزيد من قدرات البلدين الحليفين على "منع هذه التهديدات والدفاع عن نفسيهما في وجهها".
وتابع "لهذه الأسباب من واجبي إعادة (هذه القرارات) إلى مجلس الشيوخ بدون موافقتي".
وكانت إدارة ترامب سمحت ببيع هذه الأسلحة التي تتجاوز قيمتها مليارات الدولارات في نهاية أيار/مايو، والتفت بذلك على الكونغرس مشيرة إلى وضع طارئ سببه إيران.
لكن أعضاء مجلس النواب صوتوا الأسبوع الماضي على سلسلة إجراءات تهدف إلى منع مبيعات هذه الأسلحة للسعودية والإمارات.

بدون الذخائر الدقيقة، سيكون هناك على الأرجح المزيد -وليس عددا أقل- من المدنيين ضحايا للنزاع

وكان الكونغرس الأميركي وافق مطلع نيسان/ابريل على قرار يدعو الرئيس ترامب الى وقف كل مساعدة للتحالف الذي تقوده السعودية ويشارك منذ 2015 في الحرب في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الموالين لايران.
لكن بالنسبة للرئيس الأميركي، فان منع بيع أسلحة إلى الرياض و"الحد من قدرات شركائنا على إنتاج وشراء ذخائر دقيقة، سيؤدي على الأرجح إلى إطالة الحرب في اليمن ومفاقمة المعاناة التي تسببها".
وأكد ترامب أنه "بتقويضه العلاقات الثنائية للولايات المتحدة عبر عرقلة قدرتنا على دعم شركائنا الأساسيين في لحظة حاسمة، سيضر القرار بجهود إنهاء النزاع في اليمن" بينما تشعر "الولايات المتحدة بقلق كبير من تأثير النزاع على المدنيين الأبرياء".
وأضاف "بدون الذخائر الدقيقة، سيكون هناك على الأرجح المزيد -وليس عددا أقل- من المدنيين ضحايا للنزاع".
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي ميتش ماكونيل يوم الأربعاء إن المجلس سيصوت خلال أيام على ما إذا كان سيتخطى حق الرئيس ترامب في استخدام النقض "الفيتو".
وقال ماكونيل إن المجلس سيجري التصويت قبل الثاني من أغسطس/آب عندما يغادر الأعضاء واشنطن في عطلة تستمر خمسة أسابيع.
وليس من المتوقع أن تحصل قرارات الرفض الثلاثة على أغلبية الثلثين اللازمة في مجلس الشيوخ الذي يضم مئة عضو لتخطي حق الرئيس في النقض.
ولم يؤيد القرارات سوى عدد قليل من الجمهوريين الذين ينتمي إليهم ترامب عندما تم التصديق عليها الشهر الماضي. ويملك الجمهوريون 53 مقعدا في مجلس الشيوخ.
وأيد مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون القرارات الأسبوع الماضي وكان ذلك على أساس حزبي بدرجة كبيرة ثم أحالها إلى البيت الأبيض حيث تعهد ترامب باستخدام حق النقض للاعتراض عليها.