فيتو روسي صيني حول سوريا يفجر سجالات بين واشنطن وبكين

الخارجية الصينية تصف انتقادات واشنطن لفيتو روسي صيني عطّل مشروع تمديد إيصال مساعدات إنسانية لسوريا عبر الحدود العراقية والتركية دون تنسيق مع دمشق بأنها "تسييس للقضايا الإنسانية".

بومبيو لبكين وموسكو "أيديكما ملطختان بدماء السوريين"
بكين تؤكد أن تصويتها على القرارات الدولية يستند لقاعدة "الصواب والخطأ"
جلسات مجلس الأمن تتحول إلى ساحة سجال بين الأطراف المتدخلة في الصراع السوري

بكين - أثار فيتو روسي صيني حول إيصال مساعدات إنسانية إلى سوريا عبر الحدود، سجالات حادة بين واشنطن من جهة وموسكو وبكين من جهة ثانية.

وندّدت الصين بانتقادات الولايات المتحدة للفيتو، متهمة واشنطن بأنها "تسيس القضايا الإنسانية".

وانتقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السبت الفيتو الذي وصفه بـ"المعيب" لروسيا والصين الجمعة لإفشال مشروع قرار يمدد لعام إيصال المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة إلى أربعة ملايين سوري عبر الحدود.

وقال بومبيو مخاطبا موسكو وبكين إن "أيديكما ملطخة بالدماء"، معتبرا أن البلدين "فضلا تقديم دعم لشريكهما في دمشق، واضعين بذلك حياة ملايين المدنيين الأبرياء في الميزان في ذروة فصل الشتاء".

والاثنين ردت الصين بغضب، مشيرة إلى أنها تصوت على أساس "الصواب والخطأ". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ في مؤتمر صحافي دوري في بكين "نرفض بشدة الاتهامات غير المبررة التي وجهها الجانب الأميركي بشأن موقف الصين".

وتابع أنّ الولايات المتحدة "تسيس القضايا الإنسانية وتتبع ازدواجية المعايير معتادة".

وتنتهي مدة التفويض الأممي بتقديم المساعدة عبر الحدود في تركيا والعراق بدون موافقة النظام السوري في 10 يناير/كانون الثاني 2020.

روسيا تقدمت بمشروع قرار لتمديد المساعدة 6 أشهر والاكتفاء بنقطتي العبور مع تركيا وغلق النقاط مع الأردن والعراق لكنه لم يحصل على الأصوات التسعة الضرورية

وطلب مشروع قرار قدمته الكويت وألمانيا وبلجيكا تمديد الإذن بإيصال المساعدات عبر الحدود لمدة عام عبر ثلاث نقاط عبور اثنتان على الحدود السورية مع تركيا والثالثة على الحدود السورية مع العراق. وصوت باقي أعضاء مجلس الأمن الـ13 مع مشروع القرار، لكنّ الفيتو الروسي الصيني أجهضه.

وحاول معدو المشروع الأربعاء احتواء المعارضة الروسية بالتخلي عن معبر رابع على الحدود السورية مع الأردن بعد أن توقف استخدامه منذ 2018.

وتقدمت روسيا خلال المفاوضات بمشروع قرار ينص على تمديد المساعدة ستة أشهر والاكتفاء بنقطتي العبور مع تركيا وغلق النقاط الموجودة مع الأردن والعراق، لكنه لم يحصل على الأصوات التسعة الضرورية.

وتعتبر روسيا الداعم الرئيسي للسلطات السورية وترى أن استعادة نظام الرئيس بشار الأسد منذ عام السيطرة على معظم أراضي البلاد يجعله قادرا على نقل المساعدات الإنسانية الدولية انطلاقا من الأراضي السورية.

ويأتي الفشل في تمرير مشروع القرار فيما واصل عشرات الآلاف من المدنيين النزوح في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا على وقع القصف الشديد والمتواصل لقوات النظام السوري لآخر معاقل الجهاديين في البلاد.

وتقف روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة ثانية على طرف نقيض من الأزمة السورية. وعادة ما تتحول جلسات مجلس الأمن الدولي حول الملف السوري إلى ساحة سجال بين الأطراف المتداخلة في الصراع.