فيرشابن بطل سباق ألمانيا 'المخادع'، ومرسيدس يحصد الخيبة

سائق ريد بول الهولندي يحرز اللقب على حلبة هوكنهايم أمام 'المقاتل' فيتل رغم التقلبات والحوادث والظروف المناخية الماطرة.

هوكنهايم (ألمانيا) - فاز سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتان الأحد بسباق "مخادع" في جائزة ألمانيا الكبرى، المرحلة الحادية عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد، شهد العديد من التقلبات والحوادث في ظل ظروف مناخية ماطرة، فيما فشل فريق مرسيدس في حصد أي نقطة للمرة الأولى هذا العام.

وأنهى الهولندي السباق على حلبة هوكنهايم أمام صاحب الأرض الألماني سيباستيان فيتل سائق فيراري الذي حقق عودة مذهلة بعد انطلاقه من المركز الأخير لعدم تسجيله أي توقيت في التجارب التأهيلية، وذلك أمام سائق تورو روسو الروسي دانييل كفيات ثالثا.

وفشل فريق مرسيدس المهيمن على بطولة 2019، في حصد أي نقطة بحلول بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون في المركز الحادي عشر بعد أخطاء في استراتيجية الفريق وعقوبة وخطأ من القيادة منه، بينما انسحب زميله الفنلندي فالتيري بوتاس بسبب انزلاق سيارته واصطدامها بالحائط.

وفشل هاميلتون الذي توقف في مركز الصيانة ست مرات في الدخول ضمن ترتيب النقاط للمرة الأولى منذ 23 سباقا. وأتت هذه النتائج الكارثية لفريق "الأسهم الفضية" بينما كان يحتفل في هوكنهايم بسباقه الرقم 200 في الفئة الأولى، ومرور 125 عاما على دخوله عالم رياضة السيارات.

وهو الفوز الثاني لفيرشتابن هذا العام بعد جائزة النمسا الكبرى، والسابع في مسيرته، ورفع به رصيده في المركز الثالث في ترتيب السائقين إلى 162 نقطة بعدما أضاف نقطة أسرع لفة خلال السباق، فيما تجمد رصيد هاميلتون في الصدارة عند 223 نقطة أمام بوتاس (184). أما فيتل فرفع رصيده الى 141 نقطة في المركز الرابع.

ولدى الصانعين، تجمد رصيد مرسيدس في الصدارة عند 407 نقاط، أمام فيراري (261) وريد بول (217).

وتحدث فيرشتابن عن فوزه الذي أتى بعدما توقفه أربع مرات في مركز الصيانة، بالقول "كان ممتعا، ولكن مخادعا"، مضيفا "كي تقوم بالقرارات الصحيحة، عليك ان تكون مركزا. تزودنا باطارات ناعمة ما ادى إلى انزلاق السيارة. لكن لاحقا سارت الامور بشكل جيد!".

أما فيتل فاعتبر أن السباق كان "طويلا جدا"، وتابع "في بعض الاحيان تشعر أن ذلك لن يتوقف ابدا. كان الأمر ممتعا، ولكن كان من الصعب معرفة ما اذا كنت تتخذ القرارات الصحيحة أم لا".

وثأر الالماني من خيبة العام الماضي وتصالح مجددا مع جماهيره، عندما فوت عليه فرصة الفوز بخروجه عن المسار واصطدامه بالحائط وهو في الصدارة، كما عاد الى منصة التتويج للمرة الأولى منذ جائزة كندا الكبرى، المرحلة السابعة من بطولة هذا العام، حين حل ثانيا أيضاً.

"فيلم رعب مع كوميديا سوداء"

ورأى كفيات العائد هذا العام للدفاع عن ألوان فريق تورو روسو الذي تخلى عنه في منتصف عام 2017، أن السباق كان أشبه بـ "فيلم رعب مع كوميديا سوداء".

واحتفل الروسي بانجاب صديقته كيلي لمولودة السبت، بصعوده الى منصة التتويج للمرة الثالثة في مسيرته في الفورمولا واحد بعد سباقي المجر 2015 (حل ثانيا) والصين 2016 (ثالثا).

واعتبر أنه "من الرائع العودة الى منصة التتويج لي ولتورو روسو بعد أعوام عدة" من غياب الفريق عن المراكز الثلاثة الأولى.

وبخلاف الجمعة والسبت حيث أقيمت التجارب في ظل درجات حرارة مرتفعة، أقيم السباق (64 لفة) على حلبة بللتها مياه الأمطار.

وعند الانطلاق، حافظ هاميلتون على صدارته أمام بوتاس والفنلندي كيمي رايكونن (ألفا روميو) اللذين تقدما على حساب فيرشتابن المتراجع للمركز الرابع بسبب انطلاقة سيئة، قبل ان يعود ثالثا في اللفة الثانية بتجاوزه رايكونن.

وداهمت الامطار السائقين. وفي اللفة 29 ارتكب سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو، والذي كان انطلق عاشرا وتقدم للمركز الثالث، خطأ أدى الى خروجه عن المسار واستدعى دخول سيارة الأمان.

ولم تكن حال هاميلتون افضل اذ انزلقت سيارته وتضرر الجناح الامامي ليدخل الى المنصات حيث تأخر 50 ثانية وخرج خامسا، غير ان لجنة الحكام فتحت تحقيقا بسبب عودة خاطئة للبريطاني الى مركز الصيانة، ووجدته مذنبا بعدم التقيد بخط مركز الصيانة وفرضت عليه عقوبة إضافة 5 ثوان إلى توقيته.

وطلب هاميلتون من الفريق بعد خروجه من المنصات عبر جهاز التواصل الداخلي معرفة حجم الاضرار، فجاءه الجواب "الجناح الامامي فقط".

وتجاوز بوتاس في اللفة 36 منافسه نيكو هولكنبرغ (رينو) للمركز الثاني، قبل ان تنزلق سيارة الالماني في اللفة 41 عند المنعطف الذي أوقع قبله لوكلير وهاميلتون، وتصطدم بالحائط وتتسبب بدخول سيارة الامان.

ودخل هاميلتون في اللفة 48 الى المنصات لتبديل اطارات سيارته وتنفيذ عقوبته الخمس ثوان، ما جعل لانس سترول (رايسينغ بوينت) في الصدارة قبل ان يتجاوزه فيرشتابن في اللفة 48.

وانتقد هاميلتون فريقه للاستراتيجية السيئة التي دفعته للتوقف والعودة في المركز الثاني عشر عبر جهاز التواصل الداخلي، فأجابه الفريق "نبحث في الامر لاحقا"، قبل ان يتراجع للمركز الثالث عشر بسبب انزلاق سيارته اثر خطأ في القيادة في اللفة 54.

وفي تقلبات اللحظات الاخيرة انسحب بوتاس في اللفة 57 بعد انزلاق سيارته واصطدامها بالحائط، ما دفع النمسوي توتو وولف مدير الفريق الى الضرب على الطاولة غاضبا، بحسب ما أظهرت اللقطات التلفزيونية، فيما كان فيتل يتقدم تحت وابل من هتافات الجماهير التي حيت تجاوزاته، لينجح في اللفة ما قبل الأخيرة، بعدما قلص السباق الى 64 لفة بدلا من 67، في انتزاع المركز الثاني من كفيات.

واكمل كل من الكندي سترول، الاسباني كارلوس ساينز (ماكلارين)، التايلندي أليكس البون (تورو روسو)، وسائق ألفاروميو رايكونن وزميله الإيطالي انطونيو جيوفيناتزي، الفرنسي رومين غروجان سائق هاس وزميله الدنماركي كيفن ماغنسون المركز العشرة الاولى.