فيروس كورونا يلوث المثلجات

بعد تسليط الضوء على وجود الفيروس في علب السلمون والسمك المجمد والدجاج، خبراء يكتشفون وجود آثاره في مثلجات منتجة في شرق الصين.

طوكيو - وجدت دراسة جديدة أن قدرة فيروس كورونا لا تقتصر فقط على غزو أجسام البشر وحتى الحيوانات بل تتجاوزها الى التسلل الى المثلجات. 
فبعد وجود الفيروس الذي يحير العالم رغم ايجاد لقاحات له في علب السلمون والسمك المجمد والدجاج، اكتشف خبراء وجود آثار الفيروس في مثلجات منتجة في شرق الصين ومكوناتها مستوردة من الخارج.
وأفاد باحثون في دراسة صينية جديدة ان مكونات المثلجات المنتجة في شركة "داقيادوا فوود ليمتد" تشمل مسحوق الحليب النيوزيلندي ومسحوق مصل اللبن الأوكراني.
ومن المعروف ان فيروس كورونا يتسلل الى اجسادنا بطرق مختلفة ومتعددة تشمل التقاط الرذاذ المتطاير من شخص مصاب بالعدوى او لمس الأسطح الملوثة بالوباء.
وقامت السلطات الصحية بإغلاق شركة "داقيادوا فوود ليمتد" وتأكدت من عدم إصابة العمال بالفيروس بعد إجراء فحوصات عليهم.
كما أفادت أنه لم يكن هناك ما يشير إلى إصابة أي شخص جراء تناوله المثلجات، وأفادت إن الكمية الملوثة بالفيروس لم يتم بيعها بعد.
وسعت الحكومة الصينية إلى تسليط الضوء على ما تقول إنه اكتشافات لكورونا على أطعمة مستوردة من الخارج، الا ان العلماء يشككون في هذه الفرضيات لعدم وجود أدلة وبراهين دامغة حولها. 
وتحاول السلطات الصينية الترويج لفرضية غير مدعّمة بالوثائق عن دخول الوباء إلى الصين من الخارج، مدفوعة بحرصها على التنصل من أي مسؤولية في نشوء الفيروس.
وتقول بكين إن آثارا للفيروس اكتُشفت في مياه الصرف الصحي في إيطاليا والبرازيل قبل ظهور المرض في ووهان، غير أن هذه التحاليل لا تثبت شيئا لناحية تحديد أصل الفيروس، وفق خبراء.
وإن بات واضحا أن الوباء ظهر للمرة الأولى نهاية 2019 في سوق هوانان الواسع في ووهان حيث كانت تُباع حيوانات برية حيّة، فلا يمكن الجزم بالضرورة بأن هذا المكان شكّل مهد الفيروس الفتّاك.
ويعود ذلك إلى أن الفيروس يحتاج وقتا طويلا ليتحول بدرجة تتيح له التفشي بسرعة، وفق عالم الأوبئة في جامعة جورجتاون في واشنطن دانيال لوسي.
وبالتالي فإن الانتقال السريع للعدوى إثر الإبلاغ عن أولى الإصابات في كانون الأول/ديسمبر 2019 يعني أن انتشاره بدأ قبل ذلك بفترة طويلة.
وسمحت الصين لوفد من منظمة الصحة العالمية بزيارتها لفتح تحقيق طال انتظاره بشأن أصل جائحة كورونا وكيفية بدايتها.
وتأتي الزيارة بعد مفاوضات جارية منذ فترة طويلة، لاسيما وأن بكين تفرض رقابة صارمة على مراكز الأبحاث الوطنية ووسائل الإعلام الصينية التي تبحث في شأن جائحة كورونا.
يرتدي تحديد أصل الفيروس أهمية كبرى في الوقاية من إعادة ظهور جائحة جديدة، إذ يتيح ذلك توجيه الجهود الوقائية نحو أجناس حيوانية محددة ومنع صيدها أو تربيتها وتفادي التفاعلات مع البشر.
ويقول بيتر داشاك رئيس منظمة "إكوهيلث ألاينس" الأميركية المتخصصة في الوقاية من الأمراض "إذا ما توصلنا لفهم سبب ظهور الأوبئة سنتمكن من محاربة الوسائط الناقلة لها".