فيسبوك تفتح رسائل المستخدمين أمام الشركات الكبرى

الشبكة العالمية تختتم عاما صعبا بفضيحة جديدة تمنح 150 شركة حق الوصول إلى بيانات المشتركين بما فيها الرسائل والأصدقاء.
الوصول إلى رسائل المستخدمين أعلى درجات اختراق الخصوصية
نطاق المخاوف يتسع حول مدى احترام موقع فيسبوك للخصوصية
فيسبوك تحقق الأرباح من بيع بيانات المستخدمين
عام مليء بالمتاعب تتوالى فيه فضائح انتهاك الخصوصية

واشنطن - اختراقات فيسبوك لخصوصية مستخدميها تتوالى، آخرها ما أعلنت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" أن المنصة العالمية أتاحت لكبرى الشركات التكنولوجية صلاحية الوصول إلى بيانات المشتركين، بما في ذلك رسائلهم وأصدقائهم.
ووفقا للصحيفة، أعطت شركة فيسبوك إذنا لشركات مثل مايكروسوفت ونتفليكس وسبوتيفاي للدخول إلى المعلومات الخاصة لمستخدمي موقع التواصل الخاص بالشركة.
وأضافت "نيويورك تايمز" نقلا عن وثائق داخلية ومقابلات مع موظفي الفيسبوك، أن الشبكة الاجتماعية منحت حوالي 150 شركة حق الوصول إلى هذه البيانات بما في ذلك البنوك وشركات التكنولوجيا وتجار التجزئة والمؤسسات الإعلامية.
ويعد الوصول إلى رسائل المستخدمين أعلى درجات اختراق الخصوصية وانتهاكها، وهي الوسيلة الأكثر جدلا وضررا أيضا، فقد منحت فيسبوك الإذن للشركات الكبرى بالدخول الى رسائل المستخدمين الخاصة لمعرفة بياناتهم والاستفادة.
وأقرت شركة فيسبوك في بيان أنها سمحت لشركات كبرى بالدخول إلى البيانات الشخصية لمستخدمي موقعها، لكنها أكدت أن ذلك تم بموافقة المستخدمين أنفسهم.
وأوضحت "لم يحصل أي من شركائنا، ولم تعط أية مهمة من مهام الموقع، حق الوصول إلى المعلومات دون موافقة المستخدمين، ولم ننتهك اتفاقنا مع لجنة التجارة الفيدرالية لعام 2012"، ومع ذلك، قالت المنصة العالمية إنه كان يجب عليها أن تتحكم أكثر في كيفية وصول الشركاء والمطورين إلى المعلومات من خلال منصات الشبكة الاجتماعية.

أقرت فيسبوك أنها سمحت لشركات كبرى بالدخول إلى البيانات الشخصية لمستخدمي موقعها، لكنها أكدت أن ذلك تم بموافقة المستخدمين أنفسهم

وأفادت أنها تعمل الآن على إنهاء العديد من الشراكات.
وتنص اتفاقية وقعتها فيسبوك عام 2012 مع لجنة التجارة الفيدرالية، على أنه لا يمكن للشركة مشاركة بيانات المستخدم "دون إذن صريح".
ويأتي هذا الانتهاك الأخير لفيسبوك في ختام عام صعب تعرضت خلاله الشبكة الاجتماعية لفضائح متواصلة، كان آخرها في 15 ديسمبر/كانون الأول عندما أدى خلل في أنظمة الحماية في الموقع إلى جعل الصور التي نشرها سبعة ملايين مستخدم مكشوفة على مدى أكثر من عشرة أيام في سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب ما أعلنت إدارة الموقع مقدّمة اعتذارها.
وتعطي هذه الفضائح المتتالية التي تواجهها أكبر شبكات التواصل الاجتماعي، إشارة قوية حول وصولها إلى منزلة كبيرة بين المستخدمين والشركات وخاصة في الإعلانات، والتي كانت وراء رفع إيراداتها بشكل قياسي، فقد كان بيع بيانات المستخدمين والاستفادة منها بانتهاك خصوصيتهم الطريق الابرز والاسرع لتحقيق أرباح عالية.
واتسع نطاق المخاوف حول مدى احترام موقع فيسبوك لخصوصية البيانات ليشمل المعلومات التي يجمعها الموقع عن غير المستخدمين له.
يأتي ذلك بعد أن قال رئيس الشركة التنفيذي مارك زوكربرغ إن أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم تتعقب وتجمع بيانات مستخدمي الانترنت سواء كانت لهم حسابات لهم على الفيسبوك أم لا.
وكان من أبرز المتاعب التي تعرضت لها فيسبوك، وصول معلومات عن ملايين المستخدمين بشكل خاطئ لأيدي شركة الاستشارات السياسية كمبردج أناليتيكا التي كانت حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية من بين عملائها.