فيلم "أنورا" يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي

الفيلم الذي أخرجه الأميركي شون بيكر يتفوق على 21 فيلما آخر في قائمة المسابقة، بما في ذلك أفلام لمخرجين معروفين مثل فرانسيس فورد كوبولا وديفيد كروننبرغ. 

 كان (فرنسا) - فاز فيلم "أنورا" للمخرج الأميركي شون بيكر بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي اليوم السبت.

وقالت رئيسة لجنة تحكيم المهرجان غريتا غيرويغ خلال الإعلان عن الفائز بالجائزة الأرفع لهذا الحدث في ختام دورته السابعة والسبعين "هذا الفيلم رائع ومليء بالإنسانية لقد حطم قلوبنا".

ووجه شون بيكر في كلمته أثناء تسلم الجائزة، نداءً من أجل عرض الأفلام في صالات السينما، قائلاً "يحتاج العالم إلى أن يتذكّر أن مشاهدة فيلم على الهاتف الخلوي أو في المنزل ليست الطريقة المناسبة لمشاهدة الأفلام". وشدد على أنه خلال المشاهدة "في الصالة نتشارك الحزن والخوف والضحك".

ويبدو فيلم "أنورا" في بدايته أشبه بنسخة 2024 من قصة سندريلا، ثمّ تأخذ قصته منعطفاً درامياً، قبل أن تتحول إلى مشاهد كوميدية صريحة في هذا الفيلم الذي تبلغ مدته ساعتين و18 دقيقة والذي يعيد التذكير بكلاسيكيات السينما الأميركية ويصوّر الجانب الآخر من الحلم الأميركي.

وبنيله الجائزة الأرفع في مهرجان كان السينمائي، يؤكد المخرج شون بيكر أنه من الأصوات الرائدة في السينما المستقلة الأميركية. كما من شأن المكافأة تسليط المزيد من الضوء على نجمة العمل، الممثلة ميكي ماديسون البالغة 25 عاماً، والتي تؤدي دور راقصة تسعى للكسب المالي من خلال إغواء عميل ثري، لكنها تثير غضب والديه الروس.

وبعد فيلميه السابقين "تانجرين" و"ذي فلوريدا بروجكت"، يؤكد شون بيكر في عمله الجديد أنه مولع بالشخصيات المهمشة، المفعمة بالإنسانية وقد أهدى جائزته "لجميع عاملي الجنس، في الماضي والحاضر والمستقبل".

وتوّج فيلم "كل ما نتخيله كالضوء" للمخرج الهندي بايال كاباديا بالجائزة الكبرى وهي ثاني أهم جائزة في المهرجان، فيما حصل الفرنسي جاك أوديار على جائزة لجنة التحكيم عن مسرحيته الموسيقية "إميليا بيريز".

وحصل المخرج الإيراني محمد رسولوف (51 عاما) على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "بذرة التين المقدس"، بعد أن تمكن من الفرار سراً من إيران.

ووسط عاصفة من تصفيق الحضور وأعضاء لجنة التحكيم وقوفاً، تسلّم مبتكر سلسلة أفلام "ستار وورز" "حرب النجوم" الشهيرة جورج لوكاس من صديقه المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا سعفة ذهبية فخرية عن مجمل مسيرته خلال الاحتفال الختامي للدورة الـ77 من مهرجان كان.

ودمعت عينا لوكاس تأثراً على المسرح بعدما كان المخرج والمنتج البالغ 80 عاماً والذي يُعدّ أحد عمالقة هوليوود حظي بترحيب حار لدى مروره على السجادة الحمراء، قبل احتفال توزيع الجوائز.

وطلب المهرجان بعد ذلك من لوكاس تسليم السعفة الذهبية إلى المخرج الأميركي شون بايكر عن فيلمه "أنورا".

وقال لوكاس لدى تسلمه جائزته "فرانسيس صديق كبير وأخ كبير، وأشكر له ما فعله دائماً من أجلي"، مضيفا "جئتُ إلى هنا اليوم لأشكركم. أنا مجرد طفل نشأ بين الكروم في كاليفورنيا. إنه لشرف عظيم أن أكون هنا".

وكان كوبولا (85 عاماً) شدد في كلمته على أهمية "تكريم خيال ومثابرة" صديقه وروى قائلا "تعرّفت به في الجامعة. جاء لرؤيتي في أول فيلم لي في الأستوديو وكنت سعيداً بإيجاد شخص من جيلي"، مضيفا "اقترحت عليه أن يعود كل يوم على بشرط أن يأتي باقتراح يومياً".

واستذكر كوبولا "ذلك اليوم الحزين الذي شعر فيه جورج بأنه متروك، إذ كان قابل أصحاب حقوق 'فلاش غوردون'. ولم يكن سميناً ما يكفي بالنسبة لهم" واختتم حديثه قائلاً "لقد تابعت مسيرة جورج بأكملها، وتستمر القصة في فرنسا، حيث ولدت السينما".

وعُرض لدى تسليمه الجائزة شريط توليفي يجمع مقتطفات من أفلام سلسلته "حرب النجوم"، مع عبارات اشتُهرت منها، ومنها "لتكن القوة معك" و"أنا والدك".

واستهلت مقدّمة الاحتفال الممثلة الفرنسية كاميّ كوتان كلمتها على وقع موسيقى "ستار وورز" الشهيرة وشبّهت أعضاء لجنة التحكيم بـ"ثمانية محاربي جيداي وقائدتهم يودا"، أي المخرجة غريتا غيرويغ. ووصفت كوتان الأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان بأنها "22 محارباً في التحالف المتمرد" وهي إشارة أخرى إلى "حرب النجوم".

ومن خلال "الأجزاء التسعة من سلسلة 'حرب النجوم' - ومنها أربعة تولى إخراجها بنفسه - بنى جورج لوكاس إمبراطورية هوليوودية"، بحسب ما اعتبر المهرجان قبل انطلاقه.