فيلم لباميلا أندرسون يوصد أبواب قاعة سينما في الجزائر

وزارة الثقافة الجزائرية تبرر غلقها قاعة 'محمد زينات' مؤقتا لعرضها أفلاما مقرصنة، والإعلام الفرنسي ينتقد خضوعها لضغوط التيار الإسلامي.
بصمة كوميدية وساخرة تطبع فيلم 'بورات'
غلق القاعة يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
غلق فيلم لقاعة سينما في الجزائر يحدث بلبلة إعلامية
الجزائر تشكو من نقص في عدد قاعات السينما

الجزائر - أثار قرار وزارة الثقافة الجزائرية إغلاق قاعة سينما بعد عرضها فيلما جريئا في رمضان ردود فعل متباينة في الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، وامتدت إلى وسائل الإعلام الفرنسية. 
وشهدت قاعة "محمد زينات" في العاصمة الجزائر، عرض فيلم "بورات" في 18 مايو/آيار الموافق لثاني أيام شهر رمضان، في إطار برنامج ثقافي لجمعية "cinuvers".
وعقب عرض الفيلم، نشر موقع "البلاد نت" (خاص) مقالا جاء فيه أن "قاعة زينات عرضت فيلما بطلته الممثلة الإباحية باميلا أندرسون، في رمضان، ودون ترخيص". 
وإثر ذلك، تحرّكت وزارة الثقافة الجزائرية، وقررت غلق القاعة "مؤقتا"، نهاية مايو/آيار، حسب وسائل إعلام محلية. 
و"بورات" فيلم كوميدي أميركي بريطاني من إخراج لاري تشارلز، وتم إنتاجه عام 2006. 
وتدور قصة الفيلم الكوميدي الساخر حول صحفي كازاخستاني يسافر لأول مرّة إلى الولايات المتحدة فيشاهد حلقة من مسلسل "بايوتش"، ليقع على الفور في حب الممثلة باميلا أندرسون ويتزوجها. 
وقال وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي"لم نغلق قاعة السينما لأسباب دينية أو أيديولوجية، بل لأنّ مدير القاعة يعرض أفلام مقرصنة تتعارض مع دفتر الشروط (تم توقيعه في 2013 ونشر بالجريدة الرسمية في 2014) الذي تعهد باحترامه" 
لكنه أكد أن "القاعة ستعود إلى الخدمة، بعد الحصول على حقوق عرض الأفلام وتأشيرات الاستغلال". 
ومُنِع فيلم "بورات" من التوزيع والعرض التجاري في العديد من الدُول، كما صُنّف في الولايات المتحدة لفئة فوق 17 سنة، وذلك لضمّه العديد من المشاهد المثيرة والصادمة.
وفي تعليق لرئيس جمعية "cinuvers" الثقافية، قال نبيل آيت سعيد علي: "ليس لدينا علاقة مع وزارة الثقافة، القصة بدأت عند عرض الفيلم في حصته الأولى، ضمن برنامج سينمائي". 
وأكدّ آيت سعيد أنّ "الفيلم ليس إباحيا، والاشكال يتعلق بجوانب تقنية وتنظيمية وانتهاك حقوق الأفلام". 
وأضاف:"بعد كل عرض يشارك أفراد الجمعية مع الجمهور في نقاش مفتوح حول فيلم معين" 
ونفى آيت سعيد أن يكون غلق القاعة السينمائية يعود الى محتوى الفيلم أو طبيعة أدوار الممثلة أندرسون، مشيرا إلى "هناك مشاكل سابقة بين صاحب القاعة والوزارة". 
واعتبر نبيل آيت سعيد ان القاعة صغيرة وليست مجهزة بشاشات عرض حديثة وغير مطابة للمواصفات.
وأوضح أن "نشاط الجمعية ليس تجاريا، ويتميز بطابعه الثقافي والفني". 
واشتعلت مواقع التواصل عقب قرار غلق القاعة بين مؤيد ومعارض. 
ورأى فريق أنّ "الوزارة ليس لديها الحق في منع الفيلم وغلق القاعة ولو سببه بث مشاهد غير أخلاقية في رمضان". 
في حين اعتبر آخرون أن "غلق القاعة سببه تقني ويتعلق بالقرصنة وعدم الحصول على حقوق العرض". 

وكتب الإعلامي الجزائري محمد علاوة حاجي في صفحته على فيسبوك: "أيّاً كانت الأسباب، فقرار الوزارة خطأ فادح". 
وقال علاوة إن الجزائر تشكو من نقص في عدد قاعات السينما وتراجع الإقبال عليها، وتحتاج الى فتح قاعات جديدة. 
وانتقدت الناشطة والإعلامية فاطمة بارودي القرار. 
وقالت في تدوينة لها: "فيلم بورات مكانه في السينما، لا يمكن غلق قاعة زينات. السينما حق من حقوق المواطن". 
وعلّق المدون والكاتب يوسف بعلوج، على عرض الفيلم، قائلا: "في حالات كهذه يمنع الأطفال من دخول القاعة". 
وأضاف: "الأفلام الأجنبية تراعي طبيعة السوق، أما أفلام الأقراص المضغوطة (DVD)، فلا تحترم حقوق الملكية". 
وتزامنا مع عرض الفيلم في شهر رمضان، ربطت بعض وسائل الإعلام الفرنسية قرار الوزارة بـ"الخضوع لضغوط التيار الإسلامي في الجزائر". 
وكتبت قناة "بي اف أم" التلفزيونية الفرنسية على موقعها: "الصحف الجزائرية المحافظة ووزارة الثقافة نددتا بعرض فيلم بورات في رمضان لكونه يضم مشاهد غير لائقة". 
وذكرت مجلة "لو بيونت" على موقعها "أنّ الممثلة باميلا أندرسون غير مرحب بها حقاً في دور السينما الجزائرية". 
كما هاجمت صحيفة "لو فيغارو" قرار الوزارة الجزائرية.