فيلم يضيء جراح حلب أفضل وثائقي في مهرجان كان

شريط المخرجة السورية وعد الخطيب 'إلى سما' يسجل مشاهد الدمار والقصف وتوافد الجرحى على المستشفيات خلال اندلاع المعارك في المدينة.
جائزة العين الذهبية تمنح منذ العام 2015
فيلم 'إلى سما' هز مشاعر جمهور كان السينمائي

كان (فرنسا) - نال الفيلم السوري "إلى سما" للمخرجة وعد الخطيب جائزة "العين الذهبية" لأفضل وثائقي يعرض في مهرجان كان، مناصفة مع "سلسلة الأحلام" للتشيلي باتريسيو غوسمان.
وسلّمت هذه الجائزة التي تمنح منذ العام 2015 لأفضل وثائقي في المهرجان بغض النظر عن الفئة التي عرض فيها، خلال احتفال قصير السبت بحضور أعضاء لجنة التحكيم التي ترأستها المخرجة الفرنسية يولاند زوبرمان.
وقالت الأخيرة إن الوثائقي "هو سينما العصيان والتشكيك والسعي"، داعية المنتجين إلى تقديم المزيد من هذه الأعمال في المهرجان.
وعرض "إلى سما" الذي شارك البريطاني إدوارد واتس في إخراجه، خلال جلسة خاصة وهزّ مشاعر جمهور المهرجان.
وقالت وعد الخطيب التي لم تبلغ بعد عامها الثلاثين "صنعت الفيلم لأبرر لابنتي سما الخيار القاسي جدا الذي اضطررنا لاتخاذه" والقاضي ببقاء العائلة في سوريا خلال المرحلة الأكثر دموية من النزاع، وذلك في مستشفى حلب حيث يعمل زوجها الطبيب حمزة والذي كان عرضة للقصف.

ويستعرض الوثائقي الذي يتّخذ شكل رسالة توجهها الأم إلى ابنتها ويتضمن مشاهد مؤثرة جدا صوّرتها الخطيب في شوارع حلب أو محيط المستشفى، مسار وعد الطالبة فالزوجة والوالدة.
ففي العام 2011، كانت هذه الشابة تدرس أصول التسويق في جامعة حلب بعد تخلّيها عن فكرة خوض مجال الصحافة لأن هذه المهنة محفوفة بالأخطار في نظر أهلها. غير أن "المعادلة انقلبت رأسا على عقب عند انطلاق التظاهرات الأولى" ضدّ نظام بشار الأسد التي قمعت قمعا دمويا.
وبدأت وعد الخطيب التصوير في العام 2012 تزامنا مع اندلاع المعارك في مدينة حلب بين الفصائل المعارضة التي سيطرت على الأحياء الشرقية منها والقوات الحكومية في الأحياء الغربية.
ووجّهت المخرجة تحية إلى الشعب السوري عند تسلمها الجائزة، قائلة "لا شيء سيجرّدنا من حسنا الإنساني".
أما "سلسلة الأحلام" (لا كوردييرا دي لوس سوينيوس) لباتريسيو غوسمان، فيتطرّق إلى استغلال الموارد المنجمية في جزء من سلسلة جبال الأنديس مسترجعا حقبة ديكتاتورية بينوشيه (1973-1990). وقد تعذّر على المخرج الحضور لتسلم الجائزة.